Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 120-128)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما فرغ سبحانه من دفع شبه المشركين وإبطال مطاعنهم ، وكان إبراهيم عليه السلام من الموحدين وهو قدوة كثير من النبيين ذكره الله في آخر هذه السورة فقال { إِنَّ إِبْرٰهِيمَ كَانَ أُمَّةً } قال ابن الأعرابيّ يقال للرجل العالم أمّة ، والأمّة الرجل الجامع للخير . قال الواحدي قال أكثر أهل التفسير أي معلماً للخير ، وعلى هذا فمعنى كون إبراهيم كان أمّة أنه كان معلماً للخير أو جامعاً لخصال الخير أو عالماً بما علمه الله من الشرائع . وقيل أمّة بمعنى مأموم أي يؤمه الناس ليأخذوا منه الخير كما قال سبحانه { إِنّى جَـٰعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } البقرة 124 والقانت المطيع . وقد تقدّم بيان معاني القنوت في البقرة . والحنيف المائل عن الأديان الباطلة إلى دين الحق ، وقد تقدّم بيانه في الأنعام . { وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } بالله كما تزعمه كفار قريش أنه كان على دينهم الباطل . { شَاكِراً لأَنْعُمِهِ } التي أنعم الله بها عليه وإن كانت قليلة كما يدلّ عليه جمع القلة ، فهو شاكر لما كثر منها بالأولى { ٱجْتَبَـٰهُ } أي اختاره للنبوّة واختصه بها { وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } وهو ملة الإسلام ودين الحق . { وَءاتَيْنَـٰهُ فِى ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً } أي خصلة حسنة أو حالة حسنة . وقيل هي الولد الصالح . وقيل الثناء الحسن . وقيل النبوّة . وقيل الصلاة منا عليه في التشهد . وقيل هي أنه يتولاه جميع أهل الأديان . ولا مانع أن يكون ما آتاه الله شاملاً لذلك كله ولما عداه من خصال الخير { وَإِنَّهُ فِى ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } حسبما وقع منه السؤال لربه حيث قال { وَأَلْحِقْنِى بِٱلصَّـٰلِحِينَ * وَٱجْعَل لّى لِسَانَ صِدْقٍ فِى ٱلآخِرِينَ * وَٱجْعَلْنِى مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ } الشعراء 83 - 85 . { ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } يا محمد مع علوّ درجتك وسموّ منزلتك ، وكونك سيد ولد آدم { أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرٰهِيمَ } وأصل الملة اسم لما شرعه الله لعباده على لسان نبيّ من أنبيائه . وقيل والمراد هنا اتباع النبيّ صلى الله عليه وسلم لملة إبراهيم في التوحيد والدعوة إليه . وقال ابن جرير في التبرّي من الأوثان ، والتدّين بدين الإسلام . وقيل في مناسك الحج . وقيل في الأصول دون الفروع . وقيل في جميع شريعته ، إلاّ ما نسخ منها ، وهذا هو الظاهر ، وقد أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالأنبياء مع كونه سيدهم ، فقال تعالى { فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ } الأنعام 90 . وانتصاب { حَنِيفاً } على الحال من إبراهيم ، وجاز مجيء الحال منه لأن الملة كالجزء منه . وقد تقرّر في علم النحو أن الحال من المضاف إليه جائز إذا كان يقتضي المضاف العمل في المضاف إليه ، أو كان جزءاً منه أو كالجزء { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } وهو تكرير لما سبق للنكتة التي ذكرناها . { إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبْتُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } أي إنما جعل وبال السبت وهو المسخ على الذين اختلفوا فيه ، أو إنما جعل فرض تعظيم السبت وترك الصيد فيه على الذين اختلفوا فيه ، لا على غيرهم من الأمم . وقد اختلف العلماء في كيفية الاختلاف الكائن بينهم في السبت ، فقالت طائفة إن موسى أمرهم بيوم الجمعة وعيّنه لهم ، وأخبرهم بفضيلته على غيره ، فخالفوه وقالوا إن السبت أفضل ، فقال الله له دعهم وما اختاروا لأنفسهم . وقيل إن الله سبحانه أمرهم بتعظيم يوم في الأسبوع ، فاختلف اجتهادهم فيه ، فعينت اليهود السبت ، لأن الله سبحانه فرغ فيه من الخلق ، وعينت النصارى يوم الأحد لأن الله بدأ فيه الخلق . فألزم الله كلا منهم ما أدّى إليه اجتهاده ، وعيّن لهذه الأمة الجمعة من غير أن يكلهم إلى اجتهادهم فضلاً منه ونعمة . ووجه اتصال هذه الآية بما قبلها أن اليهود كانوا يزعمون أن السبت من شرائع إبراهيم ، فأخبر الله سبحانه أنه إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه ، ولم يجعله على إبراهيم ولا على غيره { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } أي بين المختلفين فيه { يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } فيجازي كلا فيه بما يستحقه ثواباً وعقاباً ، كما وقع منه سبحانه من المسخ لطائفة منهم والتنجية لأخرى . ثم أمر الله سبحانه رسوله أن يدعو أمته إلى الإسلام فقال { ٱدْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبّكَ } وحذف المفعول للتعميم ، لكونه بعث إلى الناس كافة ، وسبيل الله هو الإسلام { بِٱلْحِكْمَةِ } أي بالمقالة المحكمة الصحيحة . قيل وهي الحجج القطعية المفيدة لليقين { وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ } وهي المقالة المشتملة على الموعظة الحسنة التي يستحسنها السامع ، وتكون في نفسها حسنة باعتبار انتفاع السامع بها . قيل وهي الحجج الظنية الإقناعية الموجبة للتصديق بمقدّمات مقبولة . قيل وليس للدعوة إلاّ هاتان الطريقتان ، ولكن الداعي قد يحتاج مع الخصم الألدّ إلى استعمال المعارضة والمناقضة ، ونحو ذلك من الجدل . ولهذا قال سبحانه { وَجَـٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } أي بالطريق التي هي أحسن طرق المجادلة . وإنما أمر سبحانه بالمجادلة الحسنة لكون الداعي محقاً وغرضه صحيحاً ، وكان خصمه مبطلاً وغرضه فاسداً { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ } لما حثّ سبحانه على الدعوة بالطرق المذكورة ، بيّن أن الرشد والهداية ليس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإنما ذلك إليه تعالى فقال { إِنَّ رَّبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ } أي هو العالم بمن يضلّ ومن يهتدّي { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } أي بمن يبصر الحقّ فيقصده غير متعنت ، وإنما شرع لك الدعوة ، وأمرك بها قطعاً للمعذرة ، وتتميماً للحجة ، وإزاحة للشبهة ، وليس عليك غير ذلك . ثم لما كانت الدعوة تتضمن تكليف المدعوّين بالرجوع إلى الحق ، فإن أبوا قوتلوا ، أمر الداعي بأن يعدل في العقوبة فقال { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ } أي أردتم المعاقبة { فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } أي بمثل ما فعل بكم ، لا تجاوزوا ذلك . قال ابن جرير أنزلت هذه الآية فيمن أصيب بظلامة أن لا ينال من ظالمه إذا تمكن إلاّ مثل ظلامته ، لا يتعدّاها إلى غيرها . وهذا صواب لأن الآية وإن قيل إن لها سبباً خاصاً كما سيأتي ، فالاعتبار بعموم اللفظ ، وعمومه يؤدّي هذا المعنى الذي ذكره ، وسمى سبحانه الفعل الأوّل الذي هو فعل البادىء بالشرّ عقوبة ، مع أن العقوبة ليست إلاّ فعل الثاني ، وهو المجازي للمشاكلة ، وهي باب معروف وقع في كثير من الكتاب العزيز . ثم حثّ سبحانه على العفو فقال { وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لّلصَّـٰبِرينَ } أي لئن صبرتم عن المعاقبة بالمثل ، فالصبر خير لكم من الانتصاف ، ووضع { الصابرين } موضع الضمير ، ثناء من الله عليهم بأنهم صابرون على الشدائد . وقد ذهب الجمهور إلى أن هذه الآية محكمة لأنها واردة في الصبر عن المعاقبة والثناء على الصابرين على العموم . وقيل هي منسوخة بآيات القتال ، ولا وجه لذلك . ثم أمر الله سبحانه رسوله بالصبر فقال { وَٱصْبِرْ } على ما أصابك من صنوف الأذى { وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ } أي بتوفيقه وتثبيته . والاستثناء مفرغ من أعمّ الأشياء ، أي وما صبرك مصحوباً بشيء من الأشياء إلاّ بتوفيقه لك . وفيه تسلية للنبيّ صلى الله عليه وسلم . ثم نهاه عن الحزن فقال { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } أي على الكافرين في إعراضهم عنك ، أو لا تحزن على قتلى أحد ، فإنهم قد أفضوا إلى رحمة الله . { وَلاَ تَكُ فِى ضَيْقٍ مّمَّا يَمْكُرُونَ } قرأ الجمهور بفتح الضاد ، وقرأ ابن كثير بكسرها . قال ابن السكيت هما سواء ، يعني المفتوح والمكسور . وقال الفراء الضيق بالفتح ما ضاق عنه صدرك ، والضيق بالكسر ما يكون في الذي يتسع ، مثل الدار والثوب . وكذا قال الأخفش ، وهو من الكلام المقلوب لأن الضيق . وصف للإنسان يكون فيه ولا يكون الإنسان فيه ، وكأنه أراد وصف الضيق بالعظم حتى صار كالشيء المحيط بالإنسان من جميع جوانبه ، ومعنى { مما يمكرون } من مكرهم لك فيما يستقبل من الزمان . ثم ختم هذه السورة بآية جامعة لجميع المأمورات والمنهيات فقال { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } أي اتقوا المعاصي على اختلاف أنواعها { وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } بتأدية الطاعات والقيام بما أمروا بها منها . وقيل المعنى { إن الله مع الذين اتقوا } الزيادة في العقوبة ، { والذين هم محسنون } في أصل الانتقام ، فيكون الأوّل إشارة إلى قوله { فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } والثاني إشارة إلى قوله { وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لّلصَّـٰبِرينَ } ، وقيل { ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ } إشارة إلى التعظيم لأمر الله { وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } إشارة إلى الشفقة على عباد الله تعالى . وقد أخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد ، بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن ابن مسعود أنه سئل عن الأمة ما هي ؟ فقال الذي يعلم الناس الخير ، قالوا فما القانت ؟ قال الذي يطيع الله ورسوله . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { إِنَّ إِبْرٰهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَـٰنِتًا لِلَّهِ } قال كان على الإسلام ولم يكن في زمانه من قومه أحد على الإسلام غيره ، فلذلك قال الله { كَانَ أُمَّةً قَـٰنِتًا لِلَّهِ } . وأخرج ابن المنذر عنه في قوله { كَانَ أُمَّةً } قال إماماً في الخير { قَـٰنِتًا } قال مطيعاً . وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من عبد تشهد له أمة ، إلاّ قبل الله شهادتهم " والأمة الرجل فما فوقه ، إن الله يقول { إِنَّ إِبْرٰهِيمَ كَانَ أُمَّةً } والأمة الرجل فما فوقه . وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي عن ابن عمرو وقال صلى جبريل بإبراهيم الظهر والعصر بعرفات ، ثم وقف حتى إذا غابت الشمس دفع به ، ثم صلى المغرب والعشاء ، بجمع ثم صلى الفجر به كأسرع ما يصلي أحدكم من المسلمين ، ثم وقف به حتى إذا كان كأبطأ ما يصلي أحد من المسلمين دفع ، به ، ثم رمى الجمرة ، ثم ذبح ، ثم حلق ، ثم أفاض به إلى البيت فطاف به ، فقال الله لنبيه { ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرٰهِيمَ حَنِيفًا } . وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبْتُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } قال أراد الجمعة ، فأخذوا السبت مكانها . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم من طريق السدّي عن أبي مالك وسعيد بن جبير في الآية قال باستحلالهم إياه . رأى موسى رجلاً يحمل حطباً يوم السبت ، فضرب عنقه ، وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، وأوتيناه من بعدهم . ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم ، يعني الجمعة ، فاختلفوا فيه ، فهدانا الله له ، فالناس فيه لنا تبع ، اليهود غداً والنصارى بعد غد " وأخرج مسلم وغيره من حديث حذيفة نحوه . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { وَجَـٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } قال أعرض عن أذاهم إياك . وأخرج الترمذي وحسنه ، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، والنسائي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن خزيمة في الفوائد ، وابن حبان ، والطبراني ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، والضياء في المختارة عن أبيّ بن كعب ، قال لما كان يوم أحد ، أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلاً ، ومن المهاجرين ستة منهم حمزة ، فمثّلوا بهم ، فقالت الأنصار لئن أصبنا منهم يوماً مثل هذا لنربين عليهم ، فلما كان يوم فتح مكة ، أنزل الله تعالى { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لّلصَّـٰبِرينَ } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نصبر ولا نعاقب ، كفوا عن القوم إلاّ أربعة " وأخرج ابن سعد ، والبزار ، وابن المنذر ، والطبراني ، والحاكم وصححه ، وأبو نعيم في المعرفة ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة « أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حيث استشهد ، فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شيء قط كان أوجع لقلبه منه ، ونظر إليه قد مثل به ، فقال " رحمة الله عليك ، فإنك كنت ما علمت وصولاً للرحم ، فعولاً للخير ، ولولا حزن من بعدك عليك ، لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من أرواح شتى ، أما والله لأمثلنّ بسبعين منهم مكانك " ، فنزل جبريل ، والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم سورة النحل { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ … } الآية ، فكفّر النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه وأمسك عن الذي أراد وصبر . وأخرج ابن المنذر ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس مرفوعاً نحوه . وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ … } الآية ، قال هذا حين أمر الله نبيه أن يقاتل من قاتله ، ثم نزلت براءة وانسلاخ الأشهر الحرم فهذا منسوخ . وأخرج عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } قال اتقوا فيما حرّم عليهم ، وأحسنوا فيما افترض عليهم .