Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 71-82)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { فَٱنطَلَقَا } أي موسى والخضر على ساحل البحر يطلبان السفينة ، فمرّت بهم سفينة فكلموهم أن يحملوهم فحملوهم { حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِى ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَا } قيل قلع لوحاً من ألواحها ، وقيل لوحين مما يلي الماء ، وقيل خرق جدار السفينة ليعيبها ولا يتسارع الغرق إلى أهلها { قَالَ } موسى { أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا } أي لقد أتيت أمراً عظيماً ، يقال أمر الأمر إذا كبر ، والأمر الاسم منه . وقال أبو عبيدة الأمر الداهية العظيمة وأنشد @ قد لقي الأقران مني نكرا داهية دهياً وأمراً إمرا @@ وقال القتيبي الأمر العجب . وقال الأخفش أمر أمره يأمر إذا اشتد ، والاسم الأمر . قرأ حمزة والكسائي " ليغرق أهلها " بالياء التحتية المفتوحة ، ورفع " أهلها " على أنه فاعل ، وقرأ الباقون بالفوقية المضمومة ونصب " أهلها " على المفعولية { قَالَ } أي الخضر { أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْراً } أذكره ما تقدم من قوله له سابقاً { إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْراً } الكهف 67 فـ { قَالَ } له موسى { لاَ تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ } يحتمل أن تكون " ما " مصدرية ، أي لا تؤاخذني بنسياني أو موصولة ، أي لا تؤاخذني بالذي نسيته ، وهو قول الخضر { فَلاَ تَسْأَلْنى عَن شَىء حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً } فالنسيان إما على حقيقته على تقدير أن موسى نسي ذلك ، أو بمعنى الترك على تقدير أنه لم ينس ما قاله له ، ولكنه ترك العمل به { وَلاَ تُرْهِقْنِى مِنْ أَمْرِى عُسْراً } قال أبو زيد أرهقته عسراً إذا كلفته ذلك ، والمعنى عاملني باليسر لا بالعسر . وقرىء " عسراً " بضمتين . { فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَمًا فَقَتَلَهُ } أي الخضر ، ولفظ الغلام يتناول الشاب البالغ كما يتناول الصغير ، قيل كان الغلام يلعب مع الصبيان فاقتلع الخضر رأسه { قَالَ } موسى { أَقَتَلْتَ نَفْسًا زكية بِغَيْرِ نَفْسٍ } قرأ نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وأبو جعفر ، وأويس بألف بعد الزاي وتخفيف الياء اسم فاعل . وقرأ الباقون بتشديد الياء من دون ألف ، الزاكية البريئة من الذنوب . قال أبو عمرو الزاكية التي لم تذنب ، والزكية التي أذنبت ثم تابت . وقال الكسائي الزاكية والزكية لغتان . وقال الفراء الزاكية والزكية مثل القاسية والقسية ، ومعنى { بِغَيْرِ نَفْسٍ } بغير قتل نفس محرّمة حتى يكون قتل هذه قصاصاً { لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } أي فظيعاً منكراً لا يعرف في الشرع . قيل معناه أنكر من الأمر الأوّل لكون القتل لا يمكن تداركه ، بخلاف نزع اللوح من السفينة فإنه يمكن تداركه بإرجاعه ، وقيل النكر أقلّ من الإمر ، لأن قتل نفس واحدة أهون من إغراق أهل السفينة . قيل استبعد موسى أن يقتل نفساً بغير نفس ، ولم يتأول للخضر بأنه يحلّ القتل بأسباب أخرى { قَالَ } الخضر { أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْراً } زاد هنا لفظ " لك " ، لأن سبب العتاب أكثر ، وموجبه أقوى ، وقيل زاد لفظ " لك " لقصد التأكيد كما تقول لمن توبخه لك أقول وإياك أعني { قَالَ } موسى { إِن سَأَلْتُكَ عَن شَىْء بَعْدَهَا } أي بعد هذه المرة ، أو بعد هذه النفس المقتولة { فَلاَ تُصَاحِبْنِى } أي لا تجعلني صاحباً لك ، نهاه عن مصاحبته مع حرصه على التعلم لظهور عذره ، ولذا قال { قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنّى عُذْراً } يريد أنك قد أعذرت حيث خالفتك ثلاث مرّات ، وهذا كلام نادم شديد الندامة ، اضطره الحال إلى الاعتراف وسلوك سبيل الإنصاف . قرأ الأعرج تصحبني بفتح التاء والباء وتشديد النون . وقرأ الجمهور { تصاحبني } وقرأ يعقوب تصحبني بضم التاء وكسر الحاء ، ورواها سهل عن أبي عمرو . قال الكسائي معناه لا تتركني أصحبك . وقرأ الجمهور { لدني } بضم الدال إلا أن نافعاً وعاصماً خففا النون ، وشددها الباقون . وقرأ أبو بكر عن عاصم لدني بضم اللام وسكون الدال . قال ابن مجاهد وهي غلط . قال أبو عليّ هذا التغليط لعله من جهة الرواية ، فأما على قياس العربية فصحيحة . وقرأ الجمهور { عذراً } بسكون الذال . وقرأ عيسى بن عمر بضم الذال . وحكى الداني أن أبيا روى عن النبيّ بكسر الراء وياء بعدها بإضافة العذر إلى نفسه . { فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ } قيل هي أيلة وقيل أنطاكية وقيل برقة وقيل قرية من قرى أذربيجان وقيل قرية من قرى الروم { ٱسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا } هذه الجملة في محل الجر على أنها صفة لقرية ، ووضع الظاهر موضع المضمر لزيادة التأكيد ، أو لكراهة اجتماع الضميرين في هذه الكلمة لما فيه من الكلفة ، أو لزيادة التشنيع على أهل القرية بإظهارهم { فَأَبَوْاْ أَن يُضَيّفُوهُمَا } أي أبوا أن يعطوهما ما هو حق واجب عليهم من ضيافتهما ، فمن استدل بهذه الآية على جواز السؤال وحلّ الكدية فقد أخطأ خطأً بيناً ، ومن ذلك قول بعض الأدباء الذين يسألون الناس @ فإن رددت فما في الرد منقصة عليّ قد ردّ موسى قبل والخضر @@ وقد ثبت في السنّة تحريم السؤال بما لا يمكن دفعه من الأحاديث الصحيحة الكثيرة { فَوَجَدَا فِيهَا } أي في القرية { جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ } إسناد الإرادة إلى الجدار مجاز . قال الزجاج الجدار لا يريد إرادة حقيقية إلا أن هيئة السقوط قد ظهرت فيه كما تظهر أفعال المريدين القاصدين فوصف بالإرادة ، ومنه قول الراعي @ في مهمه فلقت به هاماتها فلق الفؤوس إذا أردن نصولا @@ ومعنى الانقضاض السقوط بسرعة ، يقال انقضّ الحائط إذا وقع ، وانقض الطائر إذا هوى من طيرانه فسقط على شيء ، ومعنى { فأقامه } فسوّاه ، لأنه وجده مائلاً فردّه كما كان وقيل نقضه وبناه وقيل أقامه بعمود . وقد تقدّم في الحديث الصحيح أنه مسحه بيده { قَالَ } موسى { لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } أي على إقامته وإصلاحه ، تحريضاً من موسى للخضر على أخذ الأجر . قال الفراء معناه لو شئت لم تقمه حتى يقرونا فهو الأجر ، قرأ أبو عمرو ، ويعقوب ، وابن كثير ، وابن محيصن ، واليزيدي ، والحسن لتخذت يقال تخذ فلان يتخذ تخذاً مثل اتخذ . وقرأ الباقون { لاتخذت } . { قَالَ } الخضر { هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ } على إضافة { فراق } إلى الظرف اتساعاً ، أي هذا الكلام والإنكار منك على ترك الأجر هو المفرق بيننا . قال الزجاج المعنى هذا فراق بيننا ، أي هذا فراق اتصالنا ، وكرّر " بين " تأكيداً ، ولما قال الخضر لموسى بهذا ، أخذ في بيان الوجه الذي فعل بسببه تلك الأفعال التي أنكرها موسى فقال { سَأُنَبّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً } والتأويل رجوع الشيء إلى مآله . ثم شرع في البيان له فقال { أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ } يعني التي خرقها { فَكَانَتْ لِمَسَـٰكِينَ } لضعفاء لا يقدرون على دفع من أراد ظلمهم { يَعْمَلُونَ فِى ٱلْبَحْرِ } ولم يكن لهم مال غير تلك السفينة يكرونها من الذين يركبون البحر ويأخذون الأجرة ، وقد استدل الشافعي بهذه الآية على أن الفقير أسوأ حالاً من المسكين { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } أي أجعلها ذات عيب بنزع ما نزعته منها { وَكَانَ ورائهم ملك } قال المفسرون يعني أمامهم ، ووراء يكون بمعنى أمام ، وقد مرّ الكلام على هذا في قوله { وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } إبراهيم 17 . وقيل أراد خلفهم ، وكان طريقهم في الرجوع عليه ، وما كان عندهم خبر بأنه { يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً } أي كل سفينة صالحة لا معيبة ، وقد قرىء بزيادة " صالحة " ، روي ذلك عن أبيّ وابن عباس . وقرأ جماعة بتشديد السين من مساكين ، واختلف في معناها ، فقيل هم ملاحو السفينة ، وذلك أن المساك هو الذي يمسك السفينة ، والأظهر قراءة الجمهور بالتخفيف . { وَأَمَّا ٱلْغُلَـٰمُ } يعني الذي قتله { فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ } أي ولم يكن هو كذلك { فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا } أي يرهق الغلام أبويه ، يقال رهقه أي غشيه ، وأرهقه أغشاه . قال المفسرون معناه خشينا أن يحملهما حبه على أن يتبعاه في دينه ، وهو الكفر ، و { طُغْيَانًا } مفعول يرهقهما { وَكُفْراً } معطوف عليه ، وقيل المعنى فخشينا أن يرهق الوالدين طغياناً عليهما وكفراً لنعمتهما بعقوقه . قيل ويجوز أن يكون { فخشينا } من كلام الله ، ويكون المعنى كرهنا كراهة من خشي سوء عاقبة أمره فغيره ، وهذا ضعيف جدّاً ، فالكلام كلام الخضر . وقد استشكل بعض أهل العلم قتل الخضر لهذا الغلام بهذه العلة ، فقيل إنه كان بالغاً وقد استحق ذلك بكفره وقيل كان يقطع الطريق فاستحق القتل لذلك ، ويكون معنى { فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً } أن الخضر خاف على الأبوين أن يذبا عنه ويتعصبا له فيقعا في المعصية ، وقد يؤدّي ذلك إلى الكفر والارتداد . والحاصل أنه لا إشكال في قتل الخضر له إذا كان بالغاً كافراً أو قاطعاً للطريق هذا فيما تقتضيه الشريعة الإسلامية ، ويمكن أن يكون للخضر شريعة من عند الله سبحانه تسوّغ له ذلك ، وأما إذا كان الغلام صبياً غير بالغ ، فقيل إن الخضر علم بإعلام الله له أنه لو صار بالغاً لكان كافراً يتسبب عن كفره إضلال أبويه وكفرهما ، وهذا وإن كان ظاهر الشريعة الإسلامية يأباه ، فإن قتل من لا ذنب له ولا قد جرى عليه قلم التكليف لخشية أن يقع منه بعد بلوغه ما يجوز به قتله لا يحلّ في الشريعة المحمدية ، ولكنه حلّ في شريعة أخرى ، فلا إشكال . وقد ذهب الجمهور إلى أن الخضر كان نبياً { فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مّنْهُ } قرأ الجمهور بفتح الباء الموحدة وتشديد الدال . وقرأ عاصم وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بسكون الباء وتخفيف الدال ، والمعنى أردنا أن يرزقهما الله بدل هذا الولد ولداً خيراً منه { زَكَوٰةٍ } أي ديناً وصلاحاً وطهارة من الذنوب { وَأَقْرَبَ رُحْماً } قرأ ابن عباس ، وحمزة ، والكسائي ، وابن كثير ، وابن عامر رحماً بضم الحاء . وقرأ الباقون بسكونها ، ومعنى الرحم الرحمة ، يقال رحمه الله رحمة ورحمى ، والألف للتأنيث . { وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ } يعني الذي أصلحه { فَكَانَ لِغُلَـٰمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى ٱلْمَدِينَةِ } هي القرية المذكورة سابقاً ، وفيه جواز إطلاق اسم المدينة على القرية لغة { وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا } قيل كان مالاً جسيماً كما يفيده اسم الكنز ، إذ هو المال المجموع . قال الزجاج المعروف في اللغة أن الكنز إذا أفرد فمعناه المال المدفون ، فإذا لم يكن مالاً قيل كنز علم وكنز فهم وقيل لوح من ذهب ، وقيل صحف مكتوبة { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَـٰلِحاً } فكان صلاحه مقتضياً لرعاية ولديه وحفظ مالهما ، قيل هو الذي دفنه وقيل هو الأب السابع من عند الدافن له ، وقيل العاشر { فَأَرَادَ رَبُّكَ } أي مالكك ومدبر أمرك ، وأضاف الرب إلى ضمير موسى تشريفاً له { أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا } أي كمالهما وتمام نموّهما { وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا } من ذلك الموضع الذي عليه الجدار ، ولو انقضّ لخرج الكنز من تحته { رَحْمَةً مّن رَّبّكَ } لهما ، وهو مصدر في موضع الحال أي مرحومين من الله سبحانه { وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِى } أي عن اجتهادي ورأيـي ، وهو تأكيد لما قبله ، فقد علم بقوله فأراد ربك أنه لم يفعله الخضر عن أمر نفسه { ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِـع عَّلَيْهِ صَبْراً } أي ذلك المذكور من تلك البيانات التي بينتها لك وأوضحت وجوهها تأويل ما ضاق صبرك عنه ولم تطق السكوت عليه ، ومعنى التأويل هنا هو المآل الذي آلت إليه تلك الأمور ، وهو اتضاح ما كان مشتبهاً على موسى وظهور وجهه ، وحذف التاء من { تسطع } تخفيفاً . وقد أخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله { لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا } يقول نكراً . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد نحوه . وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { إِمْراً } قال عجباً . وأخرج ابن جرير ، عن أبيّ بن كعب في قوله { لاَ تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ } قال لم ينس ، ولكنها من معاريض الكلام . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن أبي العالية قال كان الخضر عبداً لا تراه الأعين ، إلا من أراد الله أن يريه إياه ، فلم يره من القوم إلا موسى ، ولو رآه القوم لحالوا بينه وبين خرق السفينة وبين قتل الغلام . وأقول ينبغي أن ينظر من أين له هذا ؟ فإن لم يكن مستنده إلا قوله ولو رآه القوم إلخ ، فليس ذلك بموجب لما ذكره ، أما أوّلاً فإن من الجائز أن يفعل ذلك من غير أن يراه أهل السفينة وأهل الغلام ، لا لكونه لا تراه الأعين ، بل لكونه فعل ذلك من غير اطلاعهم . وأما ثانياً فيمكن أن أهل السفينة وأهل الغلام قد عرفوه وعرفوا أنه لا يفعل ذلك إلا بأمر من الله كما يفعل الأنبياء ، فسلموا لأمر الله . وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في قوله { نَفْساً زكية } قال مسلمة . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير ، قال لم تبلغ الخطايا . وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، عن الحسن نحوه . وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله { شَيْئاً نُّكْراً } قال النكر أنكر من العجب . وأخرج أحمد ، عن عطاء قال كتب نجدة الحروري إلى ابن عباس يسأله عن قتل الصبيان ، فكتب إليه إن كنت الخضر تعرف الكافر من المؤمن فاقتلهم . وزاد ابن أبي شيبة من طريق أخرى عنه ولكنك لا تعلم ، قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتلهم فاعتزلهم . وأخرج مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، وابن مردويه ، عن أبيّ بن كعب ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال " الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافراً ، ولو أدرك لأرهق أبويه طغياناً وكفراً " وأخرج أبو داود ، والترمذي ، وعبد الله بن أحمد والبزار ، وابن المنذر ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن أبيّ أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ { مِن لَّدُنّى عُذْراً } مثقلة . وأخرج ابن مردويه عن أبيّ أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ { أَن يُضَيّفُوهُمَا } مشدّدة . وأخرج ابن الأنباري في المصاحف ، وابن مردويه عن أبيّ بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنه قرأ " فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ " فهدمه ، ثم قعد يبنيه " قلت ورواية الصحيحين التي قدّمناها أنه مسحه بيده أولى . وأخرج الفريابي في معجمه ، وابن حبان ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن أبيّ أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ " لَوْ شِئْتَ لتخذت عَلَيْهِ أَجْر " مخففة . وأخرج ابن أبي شيبة ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن ابن عباس ، عن أبيّ بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رحمة الله علينا وعلى موسى . لو صبر لقصّ الله علينا من خبره ، ولكن قَال { إِن سَأَلْتُكَ عَن شَىْء بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِى } " وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن ابن عباس أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ " وَكَانَ مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً " . وأخرج ابن الأنباري ، عن أبيّ بن كعب أنه قرأها كذلك . وأخرج أبو عبيد ، وابن المنذر ، عن أبي الزاهرية قال كتب عثمان " وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً " . وأخرج أبو عبيد ، وسعيد بن منصور ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري ، عن ابن عباس أنه كان يقرأ " وأما الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين " . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة قال هي في مصحف عبد الله " فخاف ربك أن يرهقهما طغياناً وكفراً " . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { خَيْراً مّنْهُ زَكَـوٰةً } قال ديناً { وَأَقْرَبَ رُحْماً } قال مودّة ، فأبدلا جارية ولدت نبياً . وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا } قال كان الكنز لمن قبلنا وحرّم علينا ، وحرّمت الغنيمة على من كان قبلنا وأحلت لنا ، فلا يعجبنّ الرجل ، فيقول فما شأن الكنز ، أحلّ لمن قبلنا وحرّم علينا ؟ فإن الله يحلّ من أمره ما يشاء ويحرّم ما يشاء ، وهي السنن والفرائض ، يحلّ لأمة ويحرّم على أخرى . وأخرج البخاري في تاريخه ، والترمذي وحسنه ، والبزار ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن أبي الدرداء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله { وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا } قال " ذهب وفضة " . وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء في قوله { وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا } قال أحلت لهم الكنوز وحرّمت عليهم الغنائم ، وأحلّت لنا الغنائم وحرّمت علينا الكنوز . وأخرج البزار ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن أبي ذر رفعه قال إن الكنز الذي ذكره الله في كتابه لوح من ذهب مصمت فيه عجبت لمن أيقن بالقدر ثم نصب ، وعجبت لمن ذكر النار ثم ضحك ، وعجبت لمن ذكر الموت ثم غفل ، لا إلٰه إلا الله محمد رسول الله . وفي نحو هذا روايات كثيرة لا تتعلق بذكرها فائدة . وأخرج ابن المبارك ، وسعيد بن منصور ، وأحمد في الزهد ، والحميدي في مسنده ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، عن ابن عباس في قوله { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَـٰلِحاً } قال حفظاً بصلاح أبيهما . وأخرج ابن مردويه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله عزّ وجلّ يصلح بصلاح الرجل الصالح ، ولده ، وولد ولده ، وأهل دويرته وأهل دويرات حوله ، فما يزالون في حفظ الله تعالى ما دام فيهم " وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال إن الله يصلح بصلاح الرجل ولده ، وولد ولده ، ويحفظه في دويرته ، والدويرات حوله ، فما يزالون في ستر من الله وعافية . وأخرج ابن جرير من طريق الحسن بن عمارة عن أبيه قال قيل لابن عباس لم نسمع لفتى موسى بذكر وقد كان معه ؟ فقال ابن عباس قال فيما يذكر من حديث الفتى إنه شرب من الماء فخلد ، فأخذه العالم فطابق به سفينة ثم أرسله في البحر ، فإنها لتموج به إلى يوم القيامة ، وذلك أنه لم يكن له أن يشرب منه . قال ابن كثير إسناده ضعيف ، الحسن متروك وأبوه غير معروف .