Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 285-286)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبّهِ } أي بِجَمِيع ما أنزل الله { وَٱلْمُؤْمِنُونَ } عطف على الرسول ، وقوله { كُلٌّ } أي من الرسول والمؤمنين { آمن بالله } ويجوز أن يكون قوله { وَٱلْمُؤْمِنُونَ } مبتدأ . وقوله { كُلٌّ } مبتدأ ثان . وقوله { آمن بالله } خبر المبتدأ الثاني ، وهو وخبره خبر المبتدأ الأوّل . وأفرد الضمير في قوله { آمن بالله } مع رجوعه إلى كل المؤمنين ، لما أن المراد بيان إيمان كل فرد منهم من غير اعتبار الاجتماع ، كما اعتبر ذلك في قوله تعالى { وَكُلٌّ أَتَوْهُ دٰخِرِينَ } النمل 87 . قال الزجاج لما ذكر الله سبحانه في هذه السورة فرض الصلاة ، والزكاة ، وبين أحكام الحج ، وحكم الحيض ، والطلاق ، والإيلاء ، وأقاصيص الأنبياء ، وبين حكم الربا ، ذكر تعظيمه سبحانه بقوله { للَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلاْرْضِ } ثم ذكر تصديق نبيه صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر تصديق المؤمنين بجميع ذلك ، فقال { آمن ٱلرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبّهِ وَٱلْمُؤْمِنُونَ } أي صدّق الرسول بجميع هذه الأشياء التي جرى ذكرها ، وكذلك المؤمنون كلهم صدّقوا بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وقيل سبب نزولها الآية التي قبلها . وقد تقدّم بيان ذلك . قوله { وَمَلَـئِكَتِهِ } أي من حيث كونهم عباده المكرّمين المتوسطين بينه ، وبين أنبيائه في إنزال كتبه ، وقوله { وَكُتُبِهِ } لأنها المشتملة على الشرائع التي تَعبَّد بها عباده . وقوله { وَرُسُلِهِ } لأنهم المبلغون لعباده ما نُزَّل إليهم . وقرأ نافع ، وابن كثير ، وعاصم في رواية أبي بكر ، وابن عامر ، وكتبه بالجمع . وقرءوا في التحريم ، و " كتابه " . وقرأ ابن عباس هنا ، و " كتابه " ، وكذلك قرأ حمزة ، والكسائي ، وروى عنه أنه قال الكتاب أكثر من الكتب . وبينه صاحب الكشاف ، فقال لأنه إذا أريد بالواحد الجنس ، والجنسية قائمة في وجدان الجنس كلها لم يخرج منه شيء ، وأما الجمع ، فلا يدخل تحته إلا ما فيه الجنسية من الجموع . انتهى . ومن أراد تحقيق المقام ، فليرجع إلى شرح التلخيص المطوّل عند قول صاحب التلخيص « واستغراق المفرد أشمل » . وقرأ الجمهور { ورسُله } بضم السين . وقرأ أبو عمرو ، بتخفيف السين . وقرأ الجمهور { لا نفرّق } بالنون . والمعنى يقولون لا نفرق . وقرأ سعيد بن جبير ، ويحيى بن يعمر ، وأبو زرعة ، وابن عمر ، وابن جرير ، ويعقوب « لا يفرق » بالياء التحتية . وقوله { بَيْنَ أَحَدٍ } ولم يقل بين آحاد ، لأن الأحد يتناول الواحد ، والجمع ، كما في قوله تعالى { فَمَا مِنكُم مّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَـٰجِزِينَ } الحاقة 47 فوصفه بقوله { حَـٰجِزِينَ } لكونه في معنى الجمع ، وهذه الجملة يجوز أن تكون في محل نصب على الحال ، وأن تكون خبراً آخر لقوله { كُلٌّ } . وقوله { مِن رُسُلِهِ } أظهر في محل الإضمار للاحتراز عن توهم اندراج الملائكة في الحكم ، أو الإشعار بعلة عدم التفريق بينهم . وقوله { وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } هو معطوف على قوله { آمن } وهو وإن كان للمفرد ، وهذا للجماعة ، فهو جائز نظراً إلى جانب المعنى ، أي أدركناه بأسماعنا ، وفهمناه ، وأطعنا ما فيه وقيل معنى سمعنا أجبنا دعوتك . قوله { غُفْرَانَكَ } مصدر منصوب بفعل مقدّر ، أي اغفر غفرانك . قاله الزجاج ، وغيره ، وقدّم السمع ، والطاعة على طلب المغفرة لكون الوسيلة تتقدّم على المتوسل إليه . قوله { لاَ يُكَلّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } التكليف هو الأمر بما فيه مشقة ، وكُلفة ، والوُسْع الطاقة ، والوسع ما يسع الإنسان ، ولا يضيق عليه ، وهذه جملة مستقلة جاءت عقب قوله سبحانه { وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ } الآية لكشف كربة المسلمين ، ودفع المشقة عليهم في التكليف بما في الأنفس ، وهي كقوله سبحانه { يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ } قوله { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ } فيه ترغيب ، وترهيب ، أي لها ثواب ما كسبت من الخير ، وعليها وزر ما اكتسبت من الشرّ ، وتقدّم " لها " ، و " عليها " على الفعلين ، ليفيد أن ذلك لها لا لغيرها ، وعليها لا على غيرها ، وهذا مبنيّ على أن كسب للخير فقط ، واكتسب للشرّ فقط ، كما قاله صاحب الكشاف ، وغيره ، وقيل كل واحد من الفعلين يصدق على الأمرين ، وإنما كرّر الفعل ، وخالف بين التصريفين تحسيناً للنظم ، كما في قوله تعالى { فَمَهّلِ ٱلْكَـٰفِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } الطارق 17 . قوله { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } أي لا تؤاخذنا بإثم ما يصدر منا من هذين الأمرين . وقد استشكل هذا الدعاء جماعة من المفسرين ، وغيرهم قائلين إن الخطأ ، والنسيان مغفوران غير مؤاخذ بهما ، فما معنى الدعاء بذلك ، فإنه من تحصيل الحاصل ؟ وأجيب عن ذلك بأن المراد طلب عدم المؤاخذة بما صدر عنهم من الأسباب المؤدية إلى النسيان ، والخطأ من التفريط ، وعدم المبالاة ، لا من نفس النسيان ، والخطأ ، فإنه لا مؤاخذة بهما ، كما يفيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " رفع عن أمتي الخطأ ، والنسيان " وسيأتي مخرّجه . وقيل إنه يجوز للإنسان أن يدعو بحصول ما هو حاصل له قبل الدعاء لقصد استدامته . وقيل إنه وإن ثبت شرعاً أنه لا مؤاخذة بهما ، فلا امتناع في المؤاخذة بهما عقلاً ، وقيل لأنهم كانوا على جانب عظيم من التقوى . بحيث لا يصدر عنهم الذنب تعمداً ، وإنما يصدر عنهم خطأ ، أو نسياناً ، فكأنه وصفهم بالدعاء بذلك إيذاناً بنزاهة ساحتهم ، عما يؤاخذون به ، كأنه قيل إن كان النسيان ، والخطأ مما يؤاخذ به ، فما منهم سبب مؤاخذة إلا الخطأ ، والنسيان . قال القرطبي وهذا لم يختلف فيه أن الإثم مرفوع ، وإنما اختلف فيما يتعلق على ذلك من الأحكام هل ذلك مرفوع ، ولا يلزم منه شيء ، أو يلزم أحكام ذلك كله ؟ اختلف فيه ، والصحيح أن ذلك يختلف بحسب الوقائع ، فقسم لا يسقط باتفاق كالغرامات ، والديات ، والصلوات المفروضات ، وقسم يسقط باتفاق كالقصاص ، والنطق بكلمة الكفر ، وقسم ثالث مختلف فيه كمن أكل ناسياً في رمضان ، أو حنث ساهياً ، وما كان مثله مما يقع خطأ ، ونسياناً ، ويعرف ذلك في الفروع . قوله { رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا } عطف على الجملة التي قبله ، وتكرير النداء للإيذان بمزيد التضرّع ، واللُّجأ إلى الله سبحانه . والإصر العبء الثقيل الذي يأصر صاحبه ، أي يحبسه مكانه لا يستقل به لثقله . والمراد به هنا التكليف الشاق ، والأمر الغليظ الصعب . وقيل الإصر شدّة العمل ، وما غلظ على بني إسرائيل من قتل الأنفس ، وقطع موضع النجاسة ، ومنه قول النابغة @ يا مانِعَ الضَّيْمِ أَنْ تَغْشَى سَرَاتَهم والحَامِل الإصر عَنْهمُ بَعْدَ مَا غَرقُوا @@ وقيل الإصر المسخ قردة ، وخنازير . وقيل العهد ، ومنه قوله تعالى { وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِى } آل عمران81 وهذا الخلاف يرجع إلى بيان ما هو الإصر الذي كان على من قبلنا ، لا إلى معنى الإصر في لغة العرب ، فإنه ما تقدّم ذكره بلا نزاع ، والإصار الحبل الذي تربط به الأحمال ، ونحوها ، يقال أصر يأصر إصراً حبس ، والإصر بكسر الهمزة من ذلك . قال الجوهري والموضع مأصر ، والجمع مآصر ، والعامة تقول معاصر . ومعنى الآية أنهم طلبوا من الله سبحانه أن لا يُحَمَّلهم مَنْ ثقل التكاليف ما حمَّل الأمم قبلهم . وقوله { كَمَا حَمَلْتَهُ } صفة مصدر محذوف ، أي حملاً مثل حملك إياه على من قبلنا ، أو صفة لـ { إصراً } ، أي إصراً مثل الإصر الذي حملته على من قبلنا . قوله { رَبَّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ } هو أيضاً عطف على ما قبله ، وتكرير النداء للنكتة المذكورة قبل هذا . والمعنى لا تحملنا من الأعمال ما لا نطيق وقيل هو عبارة عن إنزال العقوبات ، كأنه قال لا تنزل علينا العقوبات بتفريطنا في المحافظة على تلك التكاليف الشاقة التي كَلَّفْتَ بها مَنْ قبلنا . وقيل المراد به الشاق الذي لا يكاد يستطاع من التكاليف . قال في الكشاف وهذا تقرير لقوله { وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا } . قوله { وَٱعْفُ عَنَّا } أي عن ذنوبنا ، يقال عفوت عن ذنبه إذا تركته ، ولم تعاقبه عليه { وَٱغْفِرْ لَنَا } أي استر على ذنوبنا . والغفر الستر { وَٱرْحَمْنَا } أي تفضل برحمة منك علينا { أَنتَ مَوْلَـٰنَا } أي ولينا ، وناصرنا ، وخرج هذا مخرج التعليم كيف يدعون ؟ وقيل معناه أنت سيدنا ، ونحن عبيدك { فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ } فإن من حق المولى أن ينصر عبيده ، والمراد عامة الكفرة ، وفيه إشارة إلى إعلاء كلمة الله في الجهاد في سبيله . وقد قدّمنا في شرح الآية التي قبل هذه أعني قوله { إِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ } إلخ ، أنه ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال عقب كل دعوة من هذه الدعوات قد فعلت ، فكان ذلك دليلاً على أنه سبحانه لم يؤاخذهم بشيء من الخطأ ، والنسيان ، ولا حمل ، عليهم شيئاً من الإصر الذي حمله على من قبلهم ، ولا حملهم ما لا طاقة لهم به ، وعفا عنهم ، وغفر لهم ، ورحمهم ، ونصرهم على القوم الكافرين ، والحمد لله رب العالمين . وقد أخرج ابن أبي حاتم ، عن مقاتل بن حبان { لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رُّسُلِهِ } لا نكفر بما جاءت به الرسل ، ولا نفرّق بين أحد منهم ، ولا نكذب به { وَقَالُواْ سَمِعْنَا } للقرآن الذي جاء من الله { وَأَطَعْنَا } ، أقرّوا لله أن يطيعوه في أمره ونهيه . وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله { غُفْرَانَكَ رَبَّنَا } قال قد غفرت لكم { وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ } قال إليك المرجع ، والمآب يوم يقوم الحساب . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن حكيم بن جابر قال لما نزلت { آمن الرسول } الآية ، قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم إن الله قد أحسن الثناء عليك ، وعلى أمتك ، فسل تعطه ، فقال { لاَ يُكَلّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } حتى ختم السورة . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله { لاَ يُكَلّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } قال هم المؤمنون وسع الله عليهم أمر دينهم ، فقال { مَّا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِى ٱلدّينِ مِنْ حَرَجٍ } الحج 78 . وقال { يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ } البقرة 185 وقال { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } التغابن 16 وأخرج ابن أبي حاتم ، عنه في قوله { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ } قال من العمل . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير في قوله { إِلاَّ وُسْعَهَا } قال إلا طاقتها . وأخرج ابن المنذر ، عن الضحاك ، نحوه . وقد أخرج ابن ماجه ، وابن المنذر ، وابن حبان في صحيحه ، والطبراني ، والدارقطني ، والحاكم ، والبيهقي في سننه ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ ، والنسيان ، وما استكرهوا عليه " وأخرجه ابن ماجه من حديث أبي ذرّ مرفوعاً ، والطبراني من حديث ثوبان ، ومن حديث ابن عمر ، ومن حديث عقبة بن عامر . وأخرجه البيهقي أيضاً من حديثه . وأخرجه ابن عديّ في الكامل ، وأبو نعيم من حديث أبي بكرة . وأخرجه ابن أبي حاتم من حديث أمّ الدرداء . وأخرجه سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، من حديث الحسن مرسلاً ، وأخرجه عبد بن حميد ، من حديث الشعبي مرسلاً . وفي أسانيد هذه الأحاديث مقال ، ولكنها يقوّي بعضها بعضاً ، فلا تقصر عن رتبة الحسن لغيره . وقد تقدّم حديث « إن الله قال قد فعلت » وهو في الصحيح وهو يشهد لهذه الأحاديث . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله { إِصْرًا } قال عهداً . وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد مثله . وأخرج ابن جرير ، عن ابن جريج مثله . وأخرج أيضاً عن عطاء بن أبي رباح في قوله { وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا } قال لا تمسخنا قردة ، وخنازير . وأخرج ابن جرير ، عن ابن زيد في الآية أن الإصر الذنب الذي ليس فيه توبة ، ولا كفارة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الفضيل في الآية قال كان الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب قيل له توبتك أن تقتل نفسك ، فيقتل نفسه ، فوضعت الآصار عن هذه الأمة . وأخرج عبد بن حميد ، عن عطاء قال لما نزلت هذه الآيات { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا } إلخ ، كلما قالها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قال النبيّ صلى الله عليه وسلم " آمين رب العالمين " . وأخرج أبو عبيد ، عن ميسرة أن جبريل لقن النبي صلى الله عليه وسلم خاتمة البقرة آمين . وأخرج أبو عبيد ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن معاذ بن جبل أنه كان إذا فرغ من قراءة هذه السورة قال آمين . وأخرج أبو عبيد عن جبير بن نفير أنه كان يقول آمين آمين . وأخرج عبد بن حميد ، عن أبي ذرّ قال هي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة . وأخرج ابن جرير ، عن الضحاك في هذه الآية قال سألها نبيّ الله ربه ، فأعطاه إياها ، فكانت للنبيّ صلى الله عليه وسلم خاصة . وقد ثبت عند الشيخين ، وأهل السنن ، وغيرهم ، عن ابي مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " وأخرج أبو عبيد ، والدارمي ، والترمذي ، والنسائي ، وابن حبان ، والحاكم وصححه ، والبيهقي ، عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام ، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال ، فيقربها شيطان " وأخرج أحمد ، والنسائي ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب بسند صحيح ، عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول " أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش ، لم يعطها نبيّ قبلي " وأخرج أحمد ، والبيهقي ، عن أبي ذرّ مرفوعاً ، نحوه . وأخرج أبو عبيد ، وأحمد ، ومحمد بن نصر ، عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " اقرءوا هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة { آمن ٱلرَّسُولُ } إلى خاتمتها ، فإن الله اصطفى بها محمداً " وإسناده حسن . وأخرج مسلم ، عن ابن مسعود قال لما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سدرة المنتهى ، وأعطى ثلاثاً ، أعطى الصلوات الخمس ، وأعطى خواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات . وأخرج الحاكم وصححه ، والبيهقي في الشعب ، عن أبي ذرّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش ، فتعلموهما ، وعلموهما نساءكم ، وأبناءكم ، فإنهما صلاة ، وقرآن ، ودعاء " وأخرج الديلمي ، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اثنان هما قرآن ، وهما يشفيان ، وهما مما يحبهما الله الآيتان من آخر البقرة " وأخرج الطبراني بسند جيد ، عن شدّاد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام ، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ، لا يقرآن في دار ثلاث ليال ، فيقربها شيطان " وأخرج ابن عدي ، عن ابن مسعود الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أنزل الله آيتين من كنوز الجنة ، كتبهما الرحمن بيده قبل أن يخلق الخلق بألفي سنة ، من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتاه عن قيام الليل " وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ آخر سورة البقرة ، أو آية الكرسي ضحك وقال " إنهما من كنز تحت العرش " . وأخرج ابن مردويه ، عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعطيت فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش " وأخرج مسلم ، والنسائي ، واللفظ له ، عن ابن عباس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل إذ سمع نقيضاً ، فرفع جبريل بصره فقال هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط ، قال فنزل منه ملك ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبيّ قبلك فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ حرفاً منهما إلا أوتيته . فهذه ثلاثة عشر حديثاً في فضل هاتين الآيتين مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وقد روى في فضلهما من غير المرفوع ، عن عمر ، وعليّ ، وابن مسعود ، وأبي مسعود ، وكعب الأحبار ، والحسن ، وأبي قلابة ، وفي قول النبيّ صلى الله عليه وسلم ما يغني عن غيره .