Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 42-56)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ } أي من بعد إهلاكهم { قُرُوناً ءَاخَرِينَ } قيل هم قوم صالح ولوط وشعيب كما وردت قصتهم على هذا الترتيب في الأعراف وهود ، وقيل هم بنو إسرائيل . والقرون الأمم ، ولعل وجه الجمع هنا للقرون والإفراد فيما سبق قريباً أنه أراد ها هنا أمماً متعدّدة وهناك أمة واحدة . ثم بين سبحانه كمال علمه وقدرته في شأن عباده فقال { مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَـئخِرُونَ } أي ما تتقدّم كل طائفة مجتمعة في قرن آجالها المكتوبة لها في الهلاك ولا تتأخر عنها ، ومثل ذلك قوله تعالى { فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } النحل 61 . ثم بين سبحانه أن رسله كانوا بعد هذه القرون متواترين ، وأن شأن أممهم كان واحداً في التكذيب لهم فقال { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تترا } والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها بمعنى أن إرسال كل رسول متأخر عن إنشاء القرن الذي أرسل إليه ، لا على معنى أنّ إرسال الرسل جميعاً متأخر عن إنشاء تلك القرون جميعاً ، ومعنى { تتراً } تتواتر واحداً بعد واحد ويتبع بعضهم بعضاً ، من الوتر وهو الفرد . قال الأصمعي واترت كتبي عليه أتبعت بعضها بعضاً إلا أن بين كل واحد منها وبين الآخر مهلة . وقال غيره المتواترة المتتابعة بغير مهلة . قرأ ابن كثير ، وابن عمرو " تترى " بالتنوين على أنه مصدر . قال النحاس وعلى هذا يجوز " تترى " بكسر التاء الأولى لأن معنى { ثم أرسلنا } واترنا ، ويجوز أن يكون في موضع الحال ، أي متواترين { كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ } هذه الجملة مستأنفة مبينة لمجيء كل رسول لأمته على أن المراد بالمجيء التبليغ { فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً } أي في الهلاك بما نزل بهم من العذاب { وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَحَادِيثَ } الأحاديث جمع أحدوثة ، وهي ما يتحدّث به الناس كالأعاجيب جمع أعجوبة ، وهي ما يتعجب الناس منه . قال الأخفش إنما يقال جعلناهم أحاديث في الشرّ ، ولا يقال في الخير ، كما يقال صار فلان حديثاً ، أي عبرة ، وكما قال سبحانه في آية أخرى { فَجَعَلْنَـٰهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَـٰهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } سبأ 19 . قلت وهذه الكلية غير مسلمة فقد يقال صار فلان حديثاً حسناً ، ومنه قول ابن دريد في مقصورته @ وإنما المرء حديث بعده فكن حديثاً حسناً لمن روى @@ { فَبُعْداً لّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } وصفهم هنا بعدم الإيمان ، وفيما سبق قريباً بالظلم لكون كل من الوصفين صادراً عن كل طائفة من الطائفتين ، أو لكون هؤلاء لم يقع منهم إلا مجرّد عدم التصديق ، وأولئك ضموا إليه تلك الأقوال الشنيعة التي هي من أشد الظلم وأفظعه . ثم حكى سبحانه ما وقع من فرعون وقومه عند إرسال موسى وهارون إليهم فقال { ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَـٰرُونَ بِـئَايَـٰتِنَا } هي التسع المتقدّم ذكرها غير مرّة ، ولا يصح عدّ فلق البحر منها هنا لأن المراد الآيات التي كذبوا بها واستكبروا عنها . والمراد بالسلطان المبين الحجة الواضحة البينة . قيل هي الآيات التسع نفسها ، والعطف من باب @ إلى الملك القرم وابن الهمام @@ وقيل أراد العصي لأنها أمّ الآيات ، فيكون من باب عطف جبريل على الملائكة . وقيل المراد بالآيات التي كانت لهما ، وبالسلطان الدلائل . المبين التسع الآيات ، والمراد بالملأ في قوله { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ } هم الأشراف منهم كما سبق بيانه غير مرّة { عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ } أي طلبوا الكبر وتكلفوه فلم ينقادوا للحق { وَكَانُواْ قَوْماً عَـٰلِينَ } قاهرين للناس بالبغي والظلم ، مستعلين عليهم ، متطاولين كبراً وعناداً وتمرّداً ، وجملة { فَقَالُواْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا } معطوفة على جملة { ٱسْتَكْبَرُواْ } وما بينهما اعتراض ، والاستفهام للإنكار ، أي كيف نصدق من كان مثلنا في البشرية ؟ والبشر يطلق على الواحد كقوله { بَشَراً سَوِيّاً } مريم 17 كما يطلق على الجمع كما في قوله { فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلبَشَرِ أَحَداً } مريم 26 . فتثنيته هنا هي باعتبار المعنى الأول ، وأفرد المثل لأنه في حكم المصدر ، ومعنى { وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَـٰبِدُونَ } أنهم مطيعون لهم منقادون لما يأمرونهم به كانقياد العبيد . قال المبرّد العابد المطيع الخاضع . قال أبو عبيدة العرب تسمي كل من دان الملك عابداً له . وقيل يحتمل أنه كان يدّعي الإلٰهية فدعى الناس إلى عبادته فأطاعوه ، واللام في { لَنَا } متعلقة بـ { عابدون } ، قدّمت عليه لرعاية الفواصل ، والجملة حالية { فَكَذَّبُوهُمَا } أي فأصّروا على تكذيبهما . { فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ } بالغرق في البحر . ثم حكى سبحانه ما جرى على قوم موسى بعد إهلاك عدوّهم فقال { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَـٰبَ } يعني التوراة ، وخصّ موسى بالذكر لأن التوراة أنزلت عليه في الطور ، وكان هارون خليفته في قومه . { لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } أي لعلّ قوم موسى يهتدون بها إلى الحق ، ويعملون بما فيها من الشرائع ، فجعل سبحانه إيتاء موسى إياها إيتاء لقومه لأنها وإن كانت منزلة على موسى فهي لإرشاد قومه . وقيل إن ثمّ مضافاً محذوفاً أقيم المضاف إليه مقامه ، أي آتينا قوم موسى الكتاب . وقيل إن الضمير في { لَعَلَّهُمْ } يرجع إلى فرعون وملائه ، وهو وهم لأن موسى لم يؤت التوراة إلا بعد إهلاك فرعون وقومه ، كما قال سبحانه { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَـٰبَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ ٱلأُولَىٰ } القصص 43 . ثم أشار سبحانه إلى قصة عيسى إجمالاً فقال { وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً } أي علامة تدلّ على عظيم قدرتنا ، وبديع صنعنا ، وقد تقدّم الكلام على هذا في آخر سورة الأنبياء في تفسير قوله سبحانه { وَجَعَلْنَـٰهَا وَٱبْنَهَا ءايَةً لّلْعَـٰلَمِينَ } الأنبياء 91 . ومعنى قوله { وآويناهما إلى ربوة } إلى مكان مرتفع ، أي جعلناهما يأويان إليها . قيل هي أرض دمشق ، وبه قال عبد الله بن سلام وسعيد بن المسيب ومقاتل . وقيل بيت المقدس ، قاله قتادة وكعب وقيل أرض فلسطين ، قاله السديّ . { ذَاتِ قَرَارٍ } أي ذات مستقرّ يستقرّ عليه ساكنوه { وَمَعِينٍ } أي وماء معين . قال الزجاج هو الماء الجاري في العيون ، فالميم على هذا زائدة كزيادتها في منبع . وقيل هو فعيل بمعنى مفعول . قال عليّ بن سليمان الأخفش معن الماء إذا جرى فهو معين وممعون وكذا قال ابن الأعرابي وقيل هو مأخوذ من الماعون ، وهو النفع ، وبمثل ما قال الزجاج قال الفرّاء { يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيّبَـٰتِ } قال الزجاج هذه مخاطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودلّ الجمع على أن الرسل كلهم كذا أمروا وقيل إن هذه المقالة خوطب بها كل نبيّ ، لأن هذه طريقتهم التي ينبغي لهم الكون عليها ، فيكون المعنى وقلنا يا أيها الرسل خطاباً لكل واحد على انفراده ، لاختلاف أزمنتهم . وقال ابن جرير إن الخطاب لعيسى . وقال الفرّاء هو كما تقول للرجل الواحد كفوا عنا ، و { الطيبات } ما يستطاب ويستلذّ ، وقيل هي الحلال ، وقيل هي ما جمع الوصفين المذكورين . ثم بعد أن أمرهم بالأكل من الطيبات أمرهم بالعمل الصالح فقال { وَٱعْمَلُواْ صَـٰلِحاً } أي عملاً صالحاً وهو ما كان موافقاً للشرع ، ثم علل هذا الأمر بقوله { إِنّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } لا يخفى عليّ شيء منه ، وإني مجازيكم على حسب أعمالكم إن خيراً فخير ، وإن شرّاً فشرّ . { وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وٰحِدَةً } هذا من جملة ما خوطب به الأنبياء ، والمعنى أن هذه ملتكم وشريعتكم أيها الرسل ملة واحدة ، وشريعة متحدة يجمعها أصل هو أعظم ما بعث الله به أنبياءه وأنزل فيه كتبه ، وهو دعاء جميع الأنبياء إلى عبادة الله وحده لا شريك له . وقيل المعنى إن هذا الذي تقدّم ذكره هو دينكم وملتكم فالزموه على أن المراد بالأمة هنا الدين ، كما في قوله { إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءنَا على أمة } الزخرف 22 ، ومنه قول النابغة @ حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع @@ قرىء بكسر " إن " على الاستئناف المقرّر لما تقدّمه ، وقرىء بفتحها وتشديدها . قال الخليل هي في موضع نصب لما زال الخافض ، أي أنا عالم بأن هذا دينكم الذي أمرتكم أن تؤمنوا به . وقال الفرّاء إن متعلقة بفعل مضمر ، وتقديره واعلموا أن هذه أمتكم . وقال سيبويه هي متعلقة بـ { اتقون } ، والتقدير فاتقون لأن أمتكم أمة واحدة ، والفاء في { فَٱتَّقُونِ } لترتيب الأمر بالتقوى على ما قبله من كونه ربكم المختصّ بالربوبية ، أي لا تفعلوا ما يوجب العقوبة عليكم مني بأن تشركوا بي غيري ، أو تخالفوا ما أمرتكم به أو نهيتكم عنه . ثم ذكر سبحانه ما وقع من الأمم من مخالفتهم لما أمرهم به الرسل فقال { فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً } والفاء لترتيب عصيانهم على ما سبق من الأمر بالتقوى ، والضمير يرجع إلى ما يدلّ عليه لفظ الأمة ، والمعنى أنهم جعلوا دينهم مع اتحاده قطعاً متفرّقة مختلفة . قال المبرّد زبراً فرقاً وقطعاً مختلفة ، واحدها زبور ، وهي الفرقة والطائفة ، ومثله الزبرة وجمعها زبر ، فوصف سبحانه الأمم بأنهم اختلفوا ، فاتبعت فرقة التوراة ، وفرقة الزبور ، وفرقة الإنجيل ثم حرّفوا وبدّلوا ، وفرقة مشركة تبعوا ما رسمه لهم آباؤهم من الضلال . قرىء " زبراً " بضم الباء جمع زبور ، وقرىء بفتحها ، أي قطعاً كقطع الحديد { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } أي كل فريق من هؤلاء المختلفين { بما لديهم } أي بما عندهم من الدين { فرحون } أي معجبون به . { فَذَرْهُمْ فِى غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ } أي اتركهم في جهلهم ، فليسوا بأهل للهداية ، ولا يضق صدرك بتأخير العذاب عنهم ، فلكلّ شيء وقت . شبه سبحانه ما هم فيه من الجهل بالماء الذي يغمر من دخل فيه . والغمرة في الأصل ما يغمرك ويعلوك ، وأصله الستر . والغمر الماء الكثير لأنه يغطي الأرض ، وغمر الرداء هو الذي يشمل الناس بالعطاء ، ويقال للحقد الغمر ، والمراد هنا الحيرة والغفلة والضلالة ، والآية خارجة مخرج التهديد لهم ، لا مخرج الأمر له صلى الله عليه وسلم بالكفّ عنهم ، ومعنى { حَتَّىٰ حِينٍ } حتى يحضر وقت عذابهم بالقتل ، أو حتى يموتوا على الكفر فيعذّبون في النار . { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } أي أيحسبون إنما نعطيهم في هذه الدنيا من الأموال والبنين . { نُسَارِعُ } به { لَهُمْ } فيما فيه خيرهم وإكرامهم ، والهمزة للإنكار ، والجواب عن هذا مقدّر يدلّ عليه قوله { بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } لأنه عطف على مقدّر ينسحب إليه الكلام ، أي كلا لا نفعل ذلك بل هم لا يشعرون بشيء أصلاً كالبهائم التي لا تفهم ولا تعقل ، فإن ما خوّلناهم من النعم وأمددناهم به من الخيرات إنما هو استدراج لهم ليزدادوا إثماً ، كما قال سبحانه { إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً } آل عمران 178 . قال الزجاج المعنى نسارع لهم به في الخيرات ، فحذفت به ، و " ما " في { إنما } موصولة ، والرابط هو هذا المحذوف . وقال الكسائي إن أنما هنا حرف واحد فلا يحتاج إلى تقدير رابط . قيل يجوز الوقف على بنين . وقيل لا يحسن ، لأن يحسبون يحتاج إلى مفعولين ، فتمام المفعولين في الخيرات . قال ابن الأنباري وهذا خطأ لأن " ما " كافة . وقرأ أبو عبد الرحمٰن السلمي وعبد الرحمٰن ابن أبي بكرة " يسارع " بالياء التحتية على أن فاعله ما يدلّ عليه أمددنا ، وهو الإمداد ، ويجوز أن يكون المعنى يسارع الله لهم . وقرأ الباقون " نسارع " بالنون . قال الثعلبي وهذه القراءة هي الصواب لقوله نمدّهم . وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا } قال يتبع بعضهم بعضاً . وفي لفظ قال بعضهم على إثر بعض . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة { يَهْتَدُونَ وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءايَةً } قال ولدته من غير أب . وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن { أنس } آية قال عبرة . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { وآويناهما إلى ربوة } قال الربوة المستوية ، والمعين الماء الجاري ، وهو النهر الذي قال الله { قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً } مريم 24 . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه { وآويناهما إلى ربوة } قال هي المكان المرتفع من الأرض ، وهو أحسن ما يكون فيه النبات { ذَاتِ قَرَارٍ } ذات خصب . والمعين الماء الظاهر . وأخرج وكيع والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وتمام الرازي وابن عساكر . قال السيوطي بسند صحيح عن ابن عباس في قوله { إِلَىٰ رَبْوَةٍ } قال أنبئنا أنها دمشق . وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن سلام مثله . وكذا أخرجه ابن أبي حاتم عنه . وأخرج ابن عساكر عن أبي أمامة مرفوعاً نحوه ، وإسناده ضعيف . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، وابن مردويه وابن عساكر عن مرة البهزي ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " الربوة الرملة " وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم ، والحاكم في الكنى ، وابن عساكر عن أبي هريرة قال هي الرملة من فلسطين . وأخرجه ابن مردويه من حديثه مرفوعاً . وأخرج الطبراني وابن السكن وابن منده وأبو نعيم وابن عساكر عن الأقرع بن شفي العكي مرفوعاً نحوه . وأخرج أحمد ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس ، إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال { يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيّبَـٰتِ وَٱعْمَلُواْ صَـٰلِحاً إِنّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } . وقال { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ } البقرة 172 " ثم ذكر " الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، يمدّ يديه إلى السماء يا ربّ يا ربّ ، فأنى يستجاب لذلك " وأخرج سعيد بن منصور عن حفص الفزاري في قوله { يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيّبَـٰتِ } قال ذلك عيسى بن مريم يأكل من غزل أمه . وأخرجه عبدان في الصحابة عن حفص مرفوعاً ، وهو مرسل لأن حفصاً تابعي .