Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 1-9)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { ٱلْحَمْدُ للَّهِ } تعريف الحمد مع لام الاختصاص مشعران باختصاص جميع أفراد الحمد بالله سبحانه على ما تقدم تحقيقه في فاتحة الكتاب ، والموصول في محل جرّ على النعت ، أو البدل ، أو النصب على الاختصاص ، أو الرفع على تقدير مبتدأ . ومعنى { لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } أن جميع ما هو فيها في ملكه ، وتحت تصرفه يفعل به ما يشاء ، ويحكم فيه بما يريد ، وكل نعمة واصلة إلى العبد ، فهي مما خلقه له ، ومنّ به عليه ، فحمده على ما في السمٰوات والأرض هو حمد له على النعم التي أنعم بها على خلقه مما خلقه لهم . ولما بين أن الحمد الدنيوي من عباده الحامدين له مختص به بيّن أن الحمد الأخروي مختصّ به كذلك ، فقال { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِى ٱلأَخِرَةِ } ، وقوله { له } متعلق بنفس الحمد ، أو بما تعلق به خبر الحمد أعني في الآخرة ، فإنه متعلق بمتعلق عام هو الاستقرار ، أو نحوه ، والمعنى أن له سبحانه على الاختصاص حمد عباده الذين يحمدونه في الدار الآخرة إذا دخلوا الجنة ، كما في قوله { وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ } الزمر 74 وقوله { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى هَدَانَا لِهَـٰذَا } الأعراف 43 ، وقوله { ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } فاطر 34 وقوله { ٱلَّذِى أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ } فاطر 35 ، وقوله { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } يونس 10 ، فهو سبحانه المحمود في الآخرة كما أنه المحمود في الدنيا ، وهو المالك للآخرة كما أنه المالك للدنيا { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } الذي أحكم أمر الدارين { ٱلْخَبِيرُ } بأمر خلقه فيهما قيل والفرق بين الحمدين أن الحمد في الدنيا عباده ، وفي الآخرة تلذذ ، وابتهاج ، لأنه قد انقطع التكليف فيها . ثم ذكر سبحانه بعض ما يحيط به علمه من أمور السمٰوات ، والأرض ، فقال { يَعْلَمُ مَا يَلْجُ فِى ٱلأَرْضِ } أي ما يدخل فيها من مطر ، أو كنز ، أو دفين { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } من زرع ، ونبات ، وحيوان { وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاء } من الأمطار ، والثلوج ، والبرد ، والصواعق ، والبركات ، ومن ذلك ما ينزل منها من ملائكته ، وكتبه إلى أنبيائه { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } من الملائكة ، وأعمال العباد . قرأ الجمهور { ينزل } بفتح الياء ، وتخفيف الزاي مسنداً إلى { ما } ، وقرأ عليّ بن أبي طالب ، والسلمي بضم الياء وتشديد الزاي مسنداً إلى الله سبحانه { وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ } بعباده { ٱلْغَفُورُ } لذنوبهم . { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ } المراد بهؤلاء القائلين جنس الكفرة على الإطلاق ، أو كفار مكة على الخصوص ، ومعنى { لا تأتينا الساعة } أنها لا تأتي بحال من الأحوال ، إنكاراً منهم لوجودها لا لمجرد إتيانها في حال تكلمهم ، أو في حال حياتهم مع تحقق وجودها فيما بعد ، فردّ الله عليهم ، وأمر رسوله أن يقول لهم { قُلْ بَلَىٰ وَرَبّى لَتَأْتِيَنَّكُمْ } ، وهذا القسم لتأكيد الإتيان ، قرأ الجمهور { لتأتينكم } بالفوقية ، أي الساعة ، وقرأ طلق المعلم بالتحتية على تأويل الساعة باليوم ، أو الوقت . قال طلق سمعت أشياخنا يقرءون بالياء يعني التحتية على المعنى ، كأنه قال ليأتينكم البعث ، أو أمره كما قال { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلـٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِىَ أَمْرُ رَبّكَ } النحل 33 . قرأ نافع ، وابن عامر { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ } بالرفع على أنه مبتدأ ، وخبره { لا يعزب } ، أو على تقدير مبتدأ ، وقرأ عاصم ، وابن كثير ، وأبو عمرو بالجرّ على أنه نعت لربي ، وقرأ حمزة ، والكسائي علام بالجرّ مع صيغة المبالغة ، ومعنى { لاَ يَعْزُبُ } لا يغيب عنه ، ولا يستتر عليه ، ولا يبعد { عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَلاَ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ } المثقال { وَلا أَكْبَرَ } منه { إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ } ، وهو اللوح المحفوظ . والمعنى إلاّ وهو مثبت في اللوح المحفوظ الذي اشتمل على معلومات الله سبحانه ، فهو مؤكد لنفي العزوب . قرأ الجمهور { يعزب } بضم الزاي ، وقرأ يحيـى بن وثاب بكسرها . قال الفراء والكسر أحبّ إليّ ، وهما لغتان ، يقال عزب يعزب بالضم ، ويعزب بالكسر إذا بعد ، وغاب . وقرأ الجمهور { ولا أصغر } ، ولا { أكبر } بالرفع على الابتداء ، والخبر { إلاّ في كتاب } ، أو على العطف على { مثقال } ، وقرأ قتادة ، والأعمش بنصبهما عطفاً على { ذرّة } ، أو على أن لا هي لا التبرئة التي يبنى اسمها على الفتح . واللام في { لِّيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } للتعليل لقوله { لتأتينكم } أي إتيان الساعة فائدته جزاء المؤمنين بالثواب ، والكافرين بالعقاب ، والإشارة بقوله { أُوْلَـٰئِكَ } إلى الموصول ، أي أولئك الذين آمنوا ، وعملوا الصالحات { لَهُم مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ، وهو الجنة بسبب إيمانهم ، وعملهم الصالح مع التفضل عليهم من الله سبحانه . ثم ذكر فريق الكافرين الذين يعاقبون عند إتيان الساعة ، فقال { وَٱلَّذِينَ سَعَوْاْ فِى ءايَـٰتِنَا مُعَـٰجِزِينَ } أي سعوا في إبطال آياتنا المنزلة على الرسل ، وقدحوا فيها ، وصدّوا الناس عنها ، ومعنى { معاجزين } مسابقين يحسبون ، أنهم يفوتوننا ، ولا يدركون ، وذلك باعتقادهم أنهم لا يبعثون ، يقال عاجزه ، وأعجزه إذا غالبه ، وسبقه . قرأ الجمهور { معاجزين } ، وقرأ ابن كثير ، وابن محيصن ، وحميد ، ومجاهد ، وأبو عمرو « معجزين » أي مثبطين للناس عن الإيمان بالآيات { أُوْلَـٰئِكَ } أي الذين سعوا { لَهُمْ عَذَابٌ مّن رّجْزٍ } الرجز هو العذاب ، فمن للبيان ، وقيل الرجز هو أسوأ العذاب ، وأشدّه ، والأوّل أولى . ومن ذلك قوله { فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزًا مّنَ ٱلسَّمَاء } البقرة 59 . قرأ الجمهور " أَلِيمٌ " بالجرّ صفة لرجز . وقرأ ابن كثير ، وحفص عن عاصم بالرفع صفة لعذاب ، والأليم الشديد الألم . { وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ٱلَّذِى أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ } لما ذكر الذين سعوا في إبطال آيات الله ذكر الذين يؤمنون بها ، ومعنى { وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } أي يعلمون ، وهم الصحابة . وقال مقاتل هم مؤمنو أهل الكتاب . وقيل جميع المسلمين ، والموصول هو المفعول الأوّل ليرى ، والمفعول الثاني الحقّ ، والضمير هو ضمير الفصل . وبالنصب قرأ الجمهور ، وقرأ ابن أبي عبلة بالرفع على أنه خبر الضمير ، والجملة في محل نصب على أنها المفعول الثاني ، وهي لغة تميم ، فإنهم يرفعون ما بعد ضمير الفصل ، وزعم الفرّاء أن الاختيار الرفع ، وخالفه غيره ، وقالوا النصب أكثر . قيل وقوله { يَرَىٰ } معطوف على { ليجزي } ، وبه قال الزجاج ، والفراء ، واعترض عليهما بأن قوله { لِيَجْزِىَ } متعلق بقوله { لَتَأْتِيَنَّكُمْ } ولا يقال لتأتينكم الساعة ليرى الذين أوتوا العلم أن القرآن حق ، والأولى أنه كلام مستأنف لدفع ما يقوله الذين سعوا في الآيات ، أي إن ذلك السعي منهم يدلّ على جهلهم لأنهم مخالفون لما يعلمه أهل العلم في شأن القرآن { وَيَهْدِى إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } معطوف على { الحقّ } عطف فعل على اسم ، لأنه في تأويله كما في قوله { صَــٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ } الملك 19 أي وقابضات ، كأنه قيل وهادياً . وقيل إنه مستأنف ، وفاعله ضمير يرجع إلى فاعل أنزل ، وهو القرآن . والصراط الطريق ، أي ويهدي إلى طريق { ٱلْعَزِيزُ } في ملكه { ٱلْحَمِيدِ } عند خلقه ، والمراد أنه يهدي إلى دين الله ، وهو التوحيد . ثم ذكر سبحانه نوعاً آخر من كلام منكري البعث ، فقال { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي قال بعض لبعض { هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ } . يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم أي هل نرشدكم إلى رجل { يُنَبّئُكُمْ } أي يخبركم بأمر عجيب ، ونبأ غريب هو أنكم { إِذَا مُزّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } أي فرقتم كل تفريق ، وقطعتم كل تقطيع ، وصرتم بعد موتكم رفاتاً وتراباً { إِنَّكُمْ لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ } أي تخلقون خلقاً جديداً ، وتبعثون من قبوركم أحياء ، وتعودون إلى الصور التي كنتم عليها ، قال هذا القول بعضهم لبعض استهزاء بما وعدهم الله على لسان رسوله من البعث . وأخرجوا الكلام مخرج التلهي به ، والتضاحك مما يقوله من ذلك ، « وإذا » في موضع نصب بقوله { مزقتم } . قال النحاس ولا يجوز أن يكون العامل فيها ينبئكم ، لأنه ليس يخبرهم ذلك الوقت . ولا يجوز أن يكون العامل فيها ما بعد إنّ لأنه لا يعمل فيما قبلها . وأجاز الزجاج أن يكون العامل فيها محذوفاً ، والتقدير إذا مزّقتم كل ممزّق بعثتم ، أو نبئتم بأنكم تبعثون إذا مزقتم ، وقال المهدوي لا يجوز أن يعمل فيه مزقتم لأنه مضاف إليه ، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف . وأصل المزق خرق الأشياء ، يقال ثوب مزيق ، وممزق ، ومتمزق ، وممزوق . ثم حكى سبحانه عن هؤلاء الكفار أنهم ردّدوا ما وعدهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من البعث بين أمرين ، فقالوا { أَفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ } أي أهو كاذب فيما قاله أم به جنون بحيث لا يعقل ما يقوله ، والهمزة في أفترى هي همزة الاستفهام ، وحذفت لأجلها همزة الوصل كما تقدّم في قوله { أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ } مريم 78 ، ثم ردّ عليهم سبحانه ما قالوه في رسوله ، فقال { بَلِ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ فِى ٱلْعَذَابِ وَٱلضَّلَـٰلِ ٱلْبَعِيدِ } أي ليس الأمر كما زعموا ، بل هم الذين ضلوا عن الفهم ، وإدراك الحقائق ، فكفروا بالآخرة ، ولم يؤمنوا بما جاءهم به ، فصاروا بسبب ذلك في العذاب الدائم في الآخرة ، وهم اليوم في الضلال البعيد عن الحق غاية البعد . ثم وبخهم سبحانه بما اجتر عليه من التكذيب مبيناً لهم أن ذلك لم يصدر منهم إلاّ لعدم التفكر ، والتدبر في خلق السماء والأرض ، وأن من قدر على هذا الخلق العظيم لا يعجزه أن يبعث من مخلوقاته ما هو دون ذلك ، ويعيده إلى ما كان عليه من الذات والصفات ، ومعنى { إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } أنهم إذا نظروا رأوا السماء خلفهم ، وقدّامهم ، وكذلك إذا نظروا في الأرض رأوها خلفهم ، وقدّامهم ، فالسماء والأرض محيطتان بهم ، فهو القادر على أن ينزل بهم ما شاء من العذاب بسبب كفرهم ، وتكذيبهم لرسوله ، وإنكارهم للبعث ، فهذه الآية اشتملت على أمرين أحدهما أن هذا الخلق الذي خلقه الله من السماء ، والأرض يدلّ على كمال القدرة على ما هو دونه من البعث كما في قوله { أَوَ لَيْسَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِقَـٰدِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم } يسۤ 81 . والأمر الآخر التهديد لهم بأن من خلق السماء ، والأرض على هذه الهيئة التي قد أحاطت بجميع المخلوقات فيهما قادر على تعجيل العذاب لهم { إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأَرْضَ } كما خسف بقارون { أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً } أي قطعاً { مّنَ ٱلسَّمَاء } كما أسقطها على أصحاب الأيكة ، فكيف يأمنون ذلك . قرأ الجمهور { إن نشأ } بنون العظمة ، وكذا نخسف ، ونسقط . وقرأ حمزة ، والكسائي بالياء التحتية في الأفعال الثلاثة أي إن يشأ الله . وقرأ الكسائي وحده بإدغام الفاء في الباء في { نخسف بهم } . قال أبو علي الفارسي وذلك غير جائز لأن الفاء من باطن الشفة السفلى ، وأطراف الثنايا العليا بخلاف الباء ، وقرأ الجمهور { كسفا } بسكون السين . وقرأ حفص ، والسلمي بفتحها . { إِنَّ فِى ذَلِكَ } المذكور من خلق السماء والأرض { لآيَةً } واضحة دلالة بينة { لّكُلّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } أي راجع إلى ربه بالتوبة ، والإخلاص ، وخصّ المنيب لأنه المنتفع بالتفكر . وقد أخرج ابن أبي حاتم عن السدّي في قوله { يَعْلَمُ مَا يَلْجُ فِى ٱلأَرْضِ } قال من المطر { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } قال من النبات { وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاء } قال من الملائكة { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } قال الملائكة ، وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { مّن رّجْزٍ أَلِيمٌ } قال الرجز هو العذاب الأليم الموجع ، وفي قوله { وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } قال أصحاب محمد . وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال يعني المؤمنين من أهل الكتاب . وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ } قال قال ذلك مشركو قريش { إِذَا مُزّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } يقول إذا أكلتكم الأرض ، وصرتم رفاتاً وعظاماً ، وتقطعتكم السباع ، والطير { إِنَّكُمْ لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ } إنكم ستحيون ، وتبعثون ، قالوا ذلك تكذيباً به { أَفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ } قال قالوا إما أن يكون يكذب على الله ، وإما أن يكون مجنوناً { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضِ } قالوا إنك إن نظرت عن يمينك ، وعن شمالك ، ومن بين يديك ، ومن خلفك رأيت السماء والأرض { إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأَرْضَ } كما خسفنا بمن كان قبلهم { أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مّنَ ٱلسَّمَاء } أي قطعاً من السماء إن يشأ أن يعذب بسمائه فعل ، وإن يشأ أن يعذب بأرضه فعل ، وكل خلقه له جند { إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَةً لّكُلّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } قال تائب مقبل إلى الله .