Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 36-45)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم لما فرغ سبحانه من ذكر جزاء عباده الصالحين ، ذكر جزاء عباده الطالحين ، فقال { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ } أي لا يقضي عليهم بالموت ، فيموتوا ، ويستريحوا من العذاب { وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مّنْ عَذَابِهَا } بل { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَـٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ } النساء 56 وهذه الآية هي مثل قوله سبحانه { لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَىٰ } الأعلى 13 . قرأ الجمهور { فيموتوا } بالنصب جواباً للنفي ، وقرأ عيسى بن عمر ، والحسن بإثبات النون . قال المازني على العطف على { يقضى } . وقال ابن عطية هي قراءة ضعيفة ، ولا وجه لهذا التضعيف بل هي كقوله { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } المرسلات36 . { كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ } أي مثل ذلك الجزاء الفظيع نجزي كل من هو مبالغ في الكفر ، وقرأ أبو عمرو نجزي على البناء للمفعول . { وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا } من الصراخ ، وهو الصياح ، أي وهم يستغيثون في النار رافعين أصواتهم ، والصارخ المستغيث ، ومنه قول الشاعر @ كنا إذا ما أتانا صارخ فزع كان الصارخ له قرع الطنابيب @@ { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَـٰلِحاً غَيْرَ ٱلَّذِى كُـنَّا نَعْمَلُ } أي وهم فيها يصطرخون يقولون { ربنا } إلخ . قال مقاتل هو أنهم ينادون { ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل } من الشرك والمعاصي ، فنجعل الإيمان منا بدل ما كنا عليه من الكفر ، والطاعة بدل المعصية ، وانتصاب { صالحاً } على أنه صفة لمصدر محذوف ، أي عملاً صالحاً ، أو صفة لموصوف محذوف ، أي نعمل شيئاً صالحاً . قيل وزيادة قوله { غَيْرَ ٱلَّذِى كُـنَّا نَعْمَلُ } للتحسر على ما عملوه من غير الأعمال الصالحة مع الاعتراف منهم بأن أعمالهم في الدنيا كانت غير صالحة ، فأجاب الله سبحانه عليهم بقوله { أَوَ لَمْ نُعَمّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } والاستفهام للتقريع ، والتوبيخ ، والواو للعطف على مقدّر كما في نظائره ، وما نكرة موصوفة ، أي أو لم نعمّركم عمراً يتمكن من التذكر فيه من تذكر . فقيل هو ستون سنة . وقيل أربعون . وقيل ثماني عشرة سنة . قال بالأوّل جماعة من الصحابة ، وبالثاني الحسن ، ومسروق ، وغيرهما . وبالثالث عطاء ، وقتادة . وقرأ الأعمش ما يذكر بالإدغام { وَجَاءكُمُ ٱلنَّذِيرُ } قال الواحدي قال جمهور المفسرين هو النبي صلى الله عليه وسلم . وقال عكرمة ، وسفيان بن عيينة ، ووكيع ، والحسن بن الفضل ، والفرّاء ، وابن جرير هو الشيب ، ويكون معناه على هذا القول أو لم نعمّركم حتى شبتم . وقيل هو القرآن ، وقيل الحمى . قال الأزهري معناه أن الحمى رسول الموت ، أي كأنها تشعر بقدومه ، وتنذر بمجيئه ، والشيب نذير أيضاً ، لأنه يأتي في سنّ الاكتهال ، وهو علامة لمفارقة سنّ الصبا الذي هو سنّ اللهو واللعب . وقيل هو موت الأهل ، والأقارب . وقيل هو كمال العقل . وقيل البلوغ { فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ } أي فذوقوا عذاب جهنم ، لأنكم لم تعتبروا ، ولم تتعظوا ، فما لكم ناصر يمنعكم من عذاب الله ، ويحول بينكم وبينه . قال مقاتل ، فذوقوا العذاب ، فما للمشركين من مانع يمنعهم . { إِنَّ ٱللَّهَ عَـٰلِمُ غَيْبِ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } قرأ الجمهور بإضافة { عالم } إلى { غيب } ، وقرأ جناح بن حبيش بالتنوين ، ونصب غيب . والمعنى أنه عالم بكل شيء ، ومن ذلك أعمال لا تخفى عليه منها خافية ، فلو ردّكم إلى الدنيا لم تعملوا صالحاً كما قال سبحانه { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَـٰدُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } الأنعام 28 . { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } تعليل لما قبله ، لأنه إذا علم مضمرات الصدور ، وهي أخفى من كل شيء علم ما فوقها بالأولى . وقيل هذه الجملة مفسرة للجملة الأولى { هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَكُمْ خَلَـٰئِفَ فِى ٱلأَرْضِ } أي جعلكم أمة خالفة لمن قبلها . قال قتادة خلفاً بعد خلف ، وقرناً بعد قرن ، والخلف هو التالي للمتقدّم . وقيل جعلكم خلفاءه في أرضه { فَمَن كَفَرَ } منكم هذه النعمة { فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } أي عليه ضرر كفره ، لا يتعدّاه إلى غيره { وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَـٰفِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً } أي غضباً ، وبغضاً { وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَـٰفِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً } أي نقصاً وهلاكاً ، والمعنى أن الكفر لا ينفع عند الله حيث لا يزيدهم إلاّ المقت ، ولا ينفعهم في أنفسهم حيث لا يزيدهم إلاّ الخسار . ثم أمره سبحانه أن يوبخهم ، ويبكتهم ، فقال { قُلْ أَرَءيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي أخبروني عن الشركاء الذين اتخذتموهم آلهة ، وعبدتموهم من دون الله ، وجملة { أَرُونِى مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ } بدل اشتمال من أرأيتم ، والمعنى أخبروني عن شركائكم ، أروني أيّ شيء خلقوا من الأرض ؟ وقيل إن الفعلان ، وهما أرأيتم ، وأروني من باب التنازع . وقد أعمل الثاني على ما هو اختيار البصريين { أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ } أي أم لهم شركة مع الله في خلقها ، أو ملكها ، أو التصرف فيها حتى يستحقوا بذلك الشركة في الإلٰهية { قُلْ أَرَءيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ } أي أم أنزلنا عليهم كتاباً بالشركة { فَهُمْ عَلَىٰ بَيّنَـٰتٍ مِنْهُ } أي على حجة ظاهرة واضحة من ذلك الكتاب . قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحمزة ، وحفص عن عاصم { بينة } بالتوحيد ، وقرأ الباقون بالجمع . قال مقاتل يقول هل أعطينا كفار مكة كتاباً ، فهم على بيان منه بأن مع الله شريكاً . ثم أضرب سبحانه عن هذا إلى غيره ، فقال { بَلْ إِن يَعِدُ ٱلظَّـٰلِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً } أي ما يعد الظالمون بعضهم بعضاً ، كما يفعله الرّؤساء ، والقادة من المواعيد لأتباعهم إلاّ غروراً يغرونهم به ، ويزينونه لهم ، وهو الأباطيل التي تغرّ ، ولا حقيقة لها ، وذلك قولهم إن هذه الآلهة تنفعهم ، وتقرّبهم إلى الله ، وتشفع لهم عنده . وقيل إن الشياطين تعد المشركين بذلك . وقيل المراد بالوعد الذي يعد بعضهم بعضاً هو أنهم ينصرون على المسلمين ، ويغلبونهم . وجملة . { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ } مستأنفة لبيان قدرة الله سبحانه ، وبديع صنعه بعد بيان ضعف الأصنام ، وعدم قدرتها على شيء . وقيل المعنى إن شركهم يقتضي زوال السماوات والأرض كقوله { تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً } مريم 90 ــ 91 { وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مّن بَعْدِهِ } أي ما أمسكهما من أحد من بعد إمساكه ، أو من بعد زوالهما ، والجملة سادّة مسدّ جواب القسم والشرط ، ومعنى { أَن تَزُولاَ } لئلا تزولا ، أو كراهة أن تزولا . قال الزجاج المعنى أن الله يمنع السماوات والأرض من أن تزولا ، فلا حاجة إلى التقدير . قال الفرّاء ، أي ولو زالتا ما أمسكهما من أحد ، قال وهو مثل قوله { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } الروم 51 . وقيل المراد زوالهما يوم القيامة ، وجملة { إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } تعليل لما قبلها من إمساكه تعالى للسماوات ، والأرض . { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَـٰنِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ } المراد قريش ، أقسموا قبل أن يبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بهذا القسم حين بلغهم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم ، ومعنى { مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ } يعني المكذبة للرسل ، والنذير النبيّ ، والهدى الاستقامة ، وكانت العرب تتمنى أن يكون منهم رسول كما كان الرسل في بني إسرائيل { فَلَمَّا جَاءهُمُ } ما تمنوه ، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أشرف { نَّذِيرٍ } ، وأكرم مرسل ، وكان من أنفسهم { مَّا زَادَهُمْ } مجيئه { إِلاَّ نُفُورًا } منهم عنه ، وتباعداً عن إجابته . { ٱسْتِكْبَاراً فِى ٱلأَرْضِ } أي لأجل الاستكبار ، والعتوّ ولأجل { مَكَرَ ٱلسَّيّىء } أي مكر العمل السيىء ، أو مكروا المكر السيىء ، والمكر هو الحيلة ، والخداع ، والعمل القبيح ، وأضيف إلى صفته كقوله مسجد الجامع ، وصلاة الأولى ، وأنث { إحدى } لكون أمة مؤنثة كما قال الأخفش . وقيل المعنى من إحدى الأمم على العموم . وقيل من الأمة التي يقال لها إحدى الأمم تفضيلاً لها . قرأ الجمهور { ومكر السيىء } بخفض همزة السيىء . وقرأ الأعمش ، وحمزة بسكونها وصلا . وقد غلط كثير من النحاة هذه القراءة ، ونزهوا الأعمش على جلالته أن يقرأ بها ، قالوا وإنما كان يقف بالسكون ، فغلط من روي عنه أنه كان يقرأ بالسكون وصلا ، وتوجيه هذه القراءة ممكن ، بأن من قرأ بها أجرى الوصل مجرى الوقف كما في قول الشاعر @ فاليوم أشرب غير مستحقب إثماً من الله ولا واغل @@ بسكون الباء من أشرب ، ومثله قراءة من قرأ { وَمَا يُشْعِرُكُمْ } الأنعام 109 بسكون الراء ، ومثل ذلك قراءة أبي عمرو { إِلَىٰ بَارِئِكُمْ } البقرة 54 بسكون الهمزة ، وغير ذلك كثير . قال أبو علي الفارسي هذا على إجراء الوصل مجرى الوقف ، وقرأ ابن مسعود ومكراً سيئاً . { وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيّىء إِلاَّ بِأَهْلِهِ } أي لا تنزل عاقبة السوء إلاّ بمن أساء . قال الكلبي يحيق بمعنى يحيط ، والحوق الإحاطة ، يقال حاق به كذا إذا أحاط به ، وهذا هو الظاهر من معنى يحيق في لغة العرب ، ولكن قطرب فسره هنا بينزل ، وأنشد @ وقد رفعوا المنية فاستقلت ذراعاً بعد ما كانت تحيق @@ أي تنزل . { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتُ ٱلأَوَّلِينِ } أي فهل ينتظرون إلاّ سنة الأوّلين ؟ أي سنة الله فيهم بأن ينزل بهؤلاء العذاب كما نزل بأولئك { فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً } أي لا يقدر أحد أن يبدلّ سنّة الله التي سنّها بالأمم المكذبة من إنزال عذابه بهم بأن يضع موضعه غيره بدلاً عنه { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَحْوِيلاً } بأن يحوّل ما جرت به سنّة الله من العذاب ، فيدفعه عنهم ، ويضعه على غيرهم ، ونفي وجدان التبديل والتحويل عبارة عن نفي وجودهما . { أَوَ لَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } هذه الجملة مسوقة لتقرير معنى ما قبلها ، وتأكيده ، أي ألم يسيروا في الأرض ، فينظروا ما أنزلنا بعاد ، وثمود ، ومدين ، وأمثالهم من العذاب لما كذبوا الرسل ، فإن ذلك هو من سنّة الله في المكذبين التي لا تبدّل ، ولا تحوّل ، وآثار عذابهم ، وما أنزل الله بهم موجودة في مساكنهم ظاهرة في منازلهم والحال أن أولئك { كَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } وأطول أعماراً ، وأكثر أموالاً ، وأقوى أبداناً { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَىْء فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَلاَ فِى ٱلأَرْضِ } أي ما كان ليسبقه ويفوته من شيء من الأشياء كائناً ما كان فيهما { إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً } أي كثير العلم ، وكثير القدرة لا يخفى عليه شيء ، ولا يصعب عليه أمر { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ } من الذنوب ، وعملوا من الخطايا { مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا } أي الأرض { مِن دَابَّةٍ } من الدوابّ التي تدبّ كائنة ما كانت ، أما بنو آدم فلذنوبهم ، وأما غيرهم فلشؤم معاصي بني آدم . وقيل المراد ما ترك على ظهر الأرض من دابة تدبّ من بني آدم والجنّ ، وقد قال بالأوّل ابن مسعود ، وقتادة ، وقال بالثاني الكلبي . وقال ابن جريج ، والأخفش ، والحسين بن الفضل أراد بالدابة هنا الناس وحدهم دون غيرهم { وَلٰكِن يُؤَخِرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ } ، وهو يوم القيامة { فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً } أي بمن يستحق منهم الثواب ، ومن يستحق منهم العقاب ، والعامل في إذا هو جاء لا بصيراً ، وفي هذا تسلية للمؤمنين ، ووعيد للكافرين . وقد أخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في السنن عن ابن عباس في قوله { أَوَ لَمْ نُعَمّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } قال ستين سنة . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا كان يوم القيامة قيل أين أبناء الستين ؟ وهو العمر الذي قال الله أو لم نعمّركم ما يتذكر فيه من تذكر " وفي إسناده إبراهيم بن الفضل المخزومي ، وفيه مقال . وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، والنسائي ، والبزار ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والحاكم ، وابن مردويه ، والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعذر الله إلى امرىء أخر عمره حتى بلغ ستين سنة " وأخرج عبد بن حميد ، والطبراني ، والحاكم ، وابن مروديه عن سهل بن سعد مرفوعاً نحوه . وأخرج ابن جرير ، عن عليّ بن أبي طالب قال العمر الذي عيرهم الله به ستون سنة . وأخرج الترمذي ، وابن ماجه ، والحاكم ، وابن المنذر ، والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين ، وأقلهم من يجوز ذلك " قال الترمذي بعد إخراجه حسن غريب لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه ، ثم أخرجه في موضع آخر من كتاب الزهد ، وقال هذا حديث حسن غريب من حديث أبي صالح عن أبي هريرة ، وقد روي من غير وجه عنه . وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه عن ابن عباس في هذه الآية قال هو ستّ وأربعون سنة . وأخرج ابن جرير عنه أيضاً قال العمر الذي أعذر الله إلى ابن آدم فيه بقوله { أَوَ لَمْ نُعَمّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } أربعون سنة . وأخرج أبو يعلى ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والدارقطني في الأفراد ، وابن مردويه ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، والخطيب في تاريخه عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر " قال وقع في نفس موسى هل ينام الله عزّ وجلّ ؟ فأرسل الله إليه ملكاً ، فأرّقه ثلاثاً ، وأعطاه قارورتين في كلّ يد قارورة ، وأمره أن يحتفظ بهما ، فجعل ينام ، وتكاد يداه تلتقيان ، ثم يستيقظ ، فيحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومة ، فاصطفقت يداه وانكسرت القارورتان . قال ضرب الله له مثلاً إن الله تبارك وتعالى لو كان ينام لم تستمسك السماء ، والأرض " وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن سلام أن موسى قال يا جبريل هل ينام ربك ؟ فذكر نحوه . وأخرجه أبو الشيخ في العظمة ، والبيهقي عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه أن موسى ، فذكر نحوه . وأخرج الفريابي ، وابن المنذر ، والطبراني ، والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال إنه كاد الجعل ليعذب في جحره بذنب ابن آدم ، ثم قرأ { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ } الآية .