Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 1-11)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { ص } قرأ الجمهور بسكون الدال كسائر حروف التهجي في أوائل السور ، فإنها ساكنة الأواخر على الوقف . وقرأ أبيّ بن كعب ، والحسن ، وابن أبي إسحاق ، ونصر بن عاصم ، وابن أبي عبلة ، وأبو السماك بكسر الدال من غير تنوين ، ووجه الكسر أنه لالتقاء الساكنين ، وقيل وجه الكسر أنه من صادى يصادي إذا عارض ، والمعنى صاد القرآن بعملك ، أي عارضه بعملك ، وقابله ، فاعمل به ، وهذا حكاه النحاس عن الحسن البصري ، وقال إنه فسر قراءته هذه بهذا ، وعنه أن المعنى أتله ، وتعرّض لقراءته . وقرأ عيسى بن عمر " صاد " بفتح الدال ، والفتح لالتقاء الساكنين ، وقيل نصب على الإغراء . وقيل معناه صاد محمد قلوب الخلق ، واستمالها حتى آمنوا به ، ورويت هذه القراءة عن أبي عمرو ، وروي عن ابن أبي إسحاق أيضاً أنه قرأ " صاد " بالكسر والتنوين تشبيهاً لهذا الحرف بما هو غير متمكن من الأصوات . وقرأ هارون الأعور ، وابن السميفع " صاد " بالضم من غير تنوين على البناء نحو منذ ، وحيث . وقد اختلف في معنى « صاد » ، فقال الضحاك معناه صدق الله . وقال عطاء صدق محمد . وقال سعيد بن جبير هو بحر يحيـي الله به الموتى بين النفختين . وقال محمد بن كعب هو مفتاح اسم الله . وقال قتادة هو اسم من أسماء الله . وروي عنه أنه قال هو اسم من أسماء الرحمٰن . وقال مجاهد هو فاتحة السورة . وقيل هو مما استأثر الله بعلمه ، وهذا هو الحقّ كما قدّمنا في فاتحة سورة البقرة . قيل وهو إما اسم للحروف مسروداً على نمط التعبد ، أو اسم للسورة ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو منصوب بإضمار اذكر ، أو اقرأ ، والواو في قوله { وَٱلْقُرْءانِ ذِى ٱلذِّكْرِ } هي واو القسم ، والإقسام بالقرآن فيه تنبيه على شرف قدره ، وعلوّ محله ، ومعنى { ذِى ٱلذّكْرِ } أنه مشتمل على الذكر الذي فيه بيان كل شيء . قال مقاتل معنى { ذِى ٱلذّكْرِ } ذي البيان . وقال الضحاك ذي الشرف كما في قوله { لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَـٰباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ } الأنبياء 10 أي شرفكم ، وقيل أي ذي الموعظة . واختلف في جواب هذا القسم ما هو ؟ فقال الزجاج ، والكسائي ، والكوفيون غير الفراء إنه قوله { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ } صۤ 64 ، وقال الفراء لا نجده مستقيماً لتأخره جدًّا عن قوله { وَٱلْقُرْءانِ } ، ورجح هو ، وثعلب أن الجواب قوله { كَمْ أَهْلَكْنَا } ، وقال الأخفش الجواب هو { إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرٌّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ } ، وقيل هو صاد ، لأن معناه حقّ ، فهو جواب لقوله { وَٱلْقُرْءانِ } كما تقول حقاً والله ، وجب والله . ذكره ابن الأنباري ، وروي أيضاً عن ثعلب ، والفراء ، وهو مبنيّ على أن جواب القسم يجوز تقدّمه ، وهو ضعيف . وقيل الجواب محذوف ، والتقدير والقرآن ذي الذكر لتبعثنّ ، ونحو ذلك . وقال ابن عطية تقديره ما الأمر كما يزعم الكفار ، والقول بالحذف أولى . وقيل إن قوله { ص } مقسم به ، وعلى هذا القول تكون الواو في { وَٱلْقُرْءانِ } للعطف عليه ، ولما كان الإقسام بالقرآن دالاً على صدقه ، وأنه حقّ ، وأنه ليس بمحل للريب قال سبحانه { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } ، فأضرب عن ذلك ، وكأنه قال لا ريب فيه قطعاً ، ولم يكن عدم قبول المشركين له لريب فيه . بل هم في عزّة عن قبول الحقّ ، أي تكبر ، وتجبر . وشقاق ، أي وامتناع عن قبول الحقّ ، والعزّة عند العرب الغلبة ، والقهر ، يقال من عزَّ بزَّ ، أي من غلب سلب ، ومنه { وَعَزَّنِى فِى ٱلْخِطَابِ } صۤ 23 أي غلبني ، ومنه قول الشاعر @ يعزّ على الطريق بمنكبيه كما ابترك الخليع على القداح @@ والشقاق مأخوذ من الشقّ ، وقد تقدّم بيانه . ثم خوّفهم سبحانه ، وهدّدهم بما فعله بمن قبلهم من الكفار ، فقال { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ } يعني الأمم الخالية المهلكة بتكذيب الرسل ، أي كم أهلكنا من الأمم الخالية الذين كانوا أمنع من هؤلاء ، وأشدّ قوة ، وأكثر أموالاً ، وكم هي الخبرية الدالة على التكثير ، وهي في محل نصب بأهلكنا على أنها مفعول به ، ومن قرن تمييز ، و « من » في { مِن قَبْلِهِمُ } هي لابتداء الغاية . { فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } النداء هنا هو نداء الاستغاثة منهم عند نزول العذاب بهم ، وليس الحين حين مناص . قال الحسن نادوا بالتوبة ، وليس حين التوبة ، ولا حين ينفع العمل . والمناص مصدر ناص ينوص ، وهو الفوت ، والتأخر . ولات بمعنى ليس ، بلغة أهل اليمن . وقال النحويون هي لا التي بمعنى ليس زيدت عليها التاء كما في قولهم ربّ ، وربت ، وثمّ وثمت قال الفراء النوص التأخر ، وأنشد قول امرىء القيس @ أمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص @@ قال يقال ناص عن قرنه ينوص نوصاً أي فرّ ، وزاغ . قال الفراء ويقال ناص ينوص إذا تقدّم . وقيل المعنى أنه قال بعضهم لبعض مناص ، أي عليكم بالفرار ، والهزيمة ، فلما أتاهم العذاب قالوا مناص ، فقال الله { وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } قال سيبويه لات مشبهة بليس ، والاسم فيها مضمر ، أي ليس حيننا حين مناص . قال الزجاج التقدير وليس أواننا . قال ابن كيسان والقول كما قال سيبويه ، والوقف عليها عند الكسائي بالهاء ، وبه قال المبرد ، والأخفش . قال الكسائي ، والفرّاء ، والخليل ، وسيبويه ، والأخفش والتاء تكتب منقطعة عن حين ، وكذلك هي في المصاحف . وقال أبو عبيد تكتب متصلة بحين ، فيقال ولا تحين ، ومنه قول أبيّ ، وجرة السعدي @ العاطفون تحين ما من عاطف والمطعمون زمان ما من مطعم @@ وقد يستغنى بحين عن المضاف إليه كما قال الشاعر @ تذكر حبّ ليلى لات حينا وأمسى الشيب قد قطع القرينا @@ قال أبو عبيد لم نجد العرب تزيد هذه التاء إلا في حين ، وأوان ، والآن . قلت بل قد يزيدونها في غير ذلك كما في قول الشاعر @ فلتعرفن خلائقا مشمولة ولتندمنّ ولات ساعة مندم @@ وقد أنشد الفراء هذا البيت مستدلاً به على أن من العرب من يخفض بها ، وجملة { وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } في محل نصب على الحال من ضمير نادوا . قرأ الجمهور { لات } بفتح التاء ، وقرىء " لات " بالكسر كجير { وَعَجِبُواْ أَن جَاءهُم مٌّنذِرٌ مّنْهُمْ } أي عجب الكفار الذين وصفهم الله سبحانه بأنهم في عزّة وشقاق أن جاءهم منذر منهم ، أي رسول من أنفسهم ينذرهم بالعذاب إن استمرّوا على الكفر ، وأن وما في حيزها في محل نصب بنزع الخافض ، أي من أن جاءهم ، وهو كلام مستأنف مشتمل على ذكر نوع من أنواع كفرهم { وَقَالَ ٱلْكَـٰفِرُونَ هَـٰذَا سَـٰحِرٌ كَذَّابٌ } قالوا هذا القول لما شاهدوا ما جاء به من المعجزات الخارجة عن قدرة البشر ، أي هذا المدّعي للرسالة ساحر فيما يظهره من المعجزات كذاب فيما يدّعيه من أن الله أرسله . قيل ووضع الظاهر موضع المضمر لإظهار الغضب عليهم وأن ما قالوه لا يتجاسر على مثله إلا المتوغلون في الكفر . ثم أنكروا ما جاء به صلى الله عليه وسلم من التوحيد ، وما نفاه من الشركاء لله ، فقالوا { أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وٰحِداً } أي صيرها إلٰهاً واحداً ، وقصرها على الله سبحانه { إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْء عُجَابٌ } أي لأمر بالغ في العجب إلى الغاية . قال الجوهري العجيب الأمر الذي يتعجب منه . وكذلك العجاب بالضم ، والعجاب بالتشديد أكثر منه ، قرأ الجمهور { عجاب } مخففاً . وقرأ عليّ ، والسلمي وعيسى بن عمر ، وابن مقسم بتشديد الجيم . قال مقاتل عجاب يعني بالتخفيف لغة أزد شنوءة ، قيل والعجاب بالتخفيف والتشديد يدلان على أنه قد تجاوز الحدّ في العجب ، كما يقال الطويل الذي فيه طول . والطوال الذي قد تجاوز حدّ الطول ، وكلام الجوهري يفيد اختصاص المبالغة بعجاب مشدّد الجيم لا بالمخفف ، وقد قدّمنا في صدر هذه السورة سبب نزول هذه الآيات . { وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأَ مِنْهُمْ } المراد بالملأ الأشراف كما هو مقرر في غير موضع من تفسير الكتاب العزيز ، أي انطلقوا من مجلسهم الذي كانوا فيه عند أبي طالب كما تقدم قائلين { أَنِ ٱمْشُواْ } أي قائلين لبعضهم بعضاً امضوا على ما كنتم عليه ، ولا تدخلوا في دينه . { وَاْصْبِرُواْ عَلَىٰ ءالِهَتِكُمْ } أي اثبتوا على عبادتها ، وقيل المعنى وانطلق الأشراف منهم ، فقالوا للعوامّ امشوا ، واصبروا على آلهتكم ، و « أن » في قوله { أَنِ ٱمْشُواْ } هي المفسرة للقول المقدّر ، أو لقوله { وانطلق } ، لأنه مضمن معنى القول ، ويجوز أن تكون مصدرية معمولة للمقدر ، أو للمذكور ، أي بأن امشوا . وقيل المراد بالانطلاق الاندفاع في القول ، وامشوا من مشت المرأة . إذا كثرت ولادتها ، أي اجتمعوا ، وأكثروا ، وهو بعيد جدًّا ، وخلاف ما يدل عليه الانطلاق ، والمشي بحقيقتهما ، وخلاف ما تقدم في سبب النزول ، وجملة { إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْء يُرَادُ } تعليل لما تقدمه من الأمر بالصبر ، أي يريده محمد بنا ، وبآلهتنا ، ويودّ تمامه ، ليعلو علينا ، ونكون له أتباعاً ، فيتحكم فينا بما يريد ، فيكون هذا الكلام خارجاً مخرج التحذير منه ، والتنفير عنه . وقيل المعنى إن هذا الأمر يريده الله سبحانه ، وما أراده فهو كائن لا محالة ، فاصبروا على عبادة آلهتكم . وقيل المعنى إن دينكم لشيء يراد ، أي يطلب ، ليؤخذ منكم ، وتغلبوا عليه ، والأوّل أولى . { مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلآخِرَةِ } أي ما سمعنا بهذا الذي يقوله محمد من التوحيد في الملة الآخرة . وهي ملة النصرانية ، فإنها آخر الملل قبل ملة الإسلام ، كذا قال محمد بن كعب القرظي ، وقتادة ، ومقاتل ، والكلبي ، والسدي . وقال مجاهد يعنون ملة قريش ، وروي مثله عن قتادة أيضاً . وقال الحسن المعنى ما سمعنا أن هذا يكون آخر الزمان . وقيل المعنى ما سمعنا من اليهود ، والنصارى أن محمداً رسول { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ } أي ما هذا إلا كذب اختلقه محمد ، وافتراه . ثم استنكروا أن يخصّ الله رسوله بمزية النبوّة دونهم ، فقالوا { أَأُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذّكْرُ مِن بَيْنِنَا } والاستفهام للإنكار أي كيف يكون ذلك ، ونحن الرؤساء ، والأشراف . قال الزجاج قالوا كيف أنزل على محمد القرآن من بيننا ، ونحن أكبر سناً ، وأعظم شرفاً منه ، وهذا مثل قولهم { لَوْلا نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانُ عَلَىٰ رَجُلٍ مّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } الزخرف 31 فأنكروا أن يتفضل الله سبحانه على من يشاء من عباده بما شاء . ولما ذكر استنكارهم لنزول القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم دونهم بين السبب الذي لأجله تركوا تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ، فقال { بْل هُمْ فَى شَكّ مّن ذِكْرِى } أي من القرآن ، أو الوحي لإعراضهم عن النظر الموجب لتصديقه ، وإهمالهم للأدلة الدالة على أنه حقّ منزل من عند الله { بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ } أي بل السبب أنهم لم يذوقوا عذابي ، فاغترّوا بطول المهلة ، ولو ذاقوا عذابي على ما هم عليه من الشرك والشكّ لصدّقوا ما جئت به من القرآن ، ولم يشكوا فيه . { أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبّكَ ٱلْعَزِيزِ ٱلْوَهَّابِ } أي مفاتيح نعم ربك ، وهي النبوّة ، وما هو دونها من النعم حتى يعطوها من شاءوا ، فما لهم ، ولإنكار ما تفضل الله به على هذا النبيّ ، واختاره له ، واصطفاه لرسالته . والمعنى بل أعندهم ، لأن أم هي المنقطعة المقدّرة ببل والهمزة . والعزيز الغالب القاهر . والوهاب المعطي بغير حساب . { أَمْ لَهُم مٌّلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } أي بل ألهم ملك هذه الأشياء حتى يعطوا من شاءوا ، ويمنعوا من شاءوا ، ويعترضوا على إعطاء الله سبحانه ما شاء لمن شاء ؟ وقوله { فَلْيَرْتَقُواْ فِى ٱلأَسْبَاب } جواب شرط محذوف ، أي إن كان لهم ذلك ، فليصعدوا في الأسباب التي توصلهم إلى السماء ، أو إلى العرش حتى يحكموا بما يريدون من عطاء ، ومنع ، ويدبروا أمر العالم بما يشتهون ، أو فليصعدوا ، وليمنعوا الملائكة من نزولهم بالوحي على محمد صلى الله عليه وسلم . والأسباب أبواب السماوات التي تنزل الملائكة منها ، قاله مجاهد ، وقتادة ، ومنه قول زهير @ ولو رام أسباب السماء بسلم @@ قال الربيع بن أنس الأسباب أدقّ من الشعر ، وأشدّ من الحديد ، ولكن لا ترى . وقال السدّي { فِى ٱلاسْبَاب } في الفضل ، والدين . وقيل فليعملوا في أسباب القوّة إن ظنوا أنها مانعة ، وهو قول أبي عبيدة . وقيل الأسباب الحبال ، يعني إن وجدوا حبالاً يصعدون فيها إلى السماء فعلوا ، والأسباب عند أهل اللغة كل شيء يتوصل به إلى المطلوب كائناً ما كان . وفي هذا الكلام تهكم بكم ، وتعجيز لهم { جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مّن ٱلأَحَزَابِ } هذا وعد من الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم بالنصر عليهم ، والظفر بهم ، و { جند } مرتفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي هم جند ، يعني الكفار ، مهزوم مكسور عما قريب ، فلا تبال بهم ، ولا تظن أنهم يصلون إلى شيء مما يضمرونه بك منا لكيد ، و « ما » في قوله { مَّا هُنَالِكَ } هي صفة لجند لإفادة التعظيم ، والتحقير ، أي جند أيّ جند . وقيل هي زائدة ، يقال هزمت الجيش كسرته ، وتهزمت القرية إذا تكسرت ، وهذا الكلام متصل بما تقدّم ، وهو قوله { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } وهم جند من الأحزاب مهزومون ، فلا تحزن لعزّتهم ، وشقاقهم ، فإني أسلب عزّهم ، وأهزم جمعهم ، وقد وقع ذلك ، ولله الحمد في يوم بدر ، وفيما بعده من مواطن الله . وقد أخرج عبد بن حميد عن أبي صالح قال سئل جابر بن عبد الله ، وابن عباس عن { ص } ، فقال لا ندري ما هو . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال { صۤ } محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن جرير عنه { وَٱلْقُرْءانِ ذِى ٱلذِّكْر } قال ذي الشرف . وأخرج أبو داود الطيالسي ، وعبد الرزاق ، والفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم وصححه عن التميمي قال سألت ابن عباس عن قول الله تعالى { فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } قال ليس بحين نزو ، ولا فرار . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عنه في الآية قال نادوا النداء حين لا ينفعهم ، وأنشد @ تذكرت ليلى لات حين تذكر وقد بنت منها والمناص بعيد @@ وأخرج عنه أيضاً في الآية قال ليس هذا حين زوال . وأخرج ابن المنذر من طريق عطية عنه أيضاً قال لا حين فرار . وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأ مِنْهُمْ } الآية قال نزلت حين انطلق أشراف قريش إلى أبي طالب ، فكلموه في النبي صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن مردويه عنه { وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأ مِنْهُمْ } قال أبو جهل . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله { مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلآخِرَةِ } قال النصرانية . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله { فَلْيَرْتَقُواْ فِى ٱلأَسْبَاب } قال في السماء .