Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 137-141)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخبر الله سبحانه عن هذه الطائفة التي آمنت ثم كفرت ثم آمنت ، ثم كفرت ، ثم ازدادت كفراً بعد ذلك كله ، أنه لم يكن الله سبحانه ليغفر لهم ذنوبهم ، ولا ليهديهم سبيلاً يتوصلون به إلى الحق ، ويسلكونه إلى الخير لأنه يبعد منهم كل البعد أن يخلصوا لله ، ويؤمنوا إيماناً صحيحاً ، فإن هذا الاضطراب منهم تارة يدّعون أنهم مؤمنون ، وتارة يمرقون من الإيمان ويرجعون إلى ما هو دأبهم ، وشأنهم من الكفر المستمرّ ، والجحود الدائم يدلّ أبلغ دلالة على أنهم متلاعبون بالدين ، ليست لهم نية صحيحة ، ولا قصد خالص . قيل المراد بهؤلاء اليهود فإنهم آمنوا بموسى ، ثم كفروا بعزير ، ثم آمنوا بعزير ، ثم كفروا بعيسى ، ثم ازدادوا كفراً بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وقيل آمنوا بموسى ، ثم كفروا به بعبادتهم العجل ، ثم آمنوا به عند عوده إليهم ، ثم كفروا بعيسى ، ثم ازدادوا كفراً بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، والمراد بالآية أنهم ازدادوا كفراً واستمروا على ذلك كما هو الظاهر من حالهم ، وإلا فالكافر إذا آمن وأخلص إيمانه ، وأقلع عن الكفر ، فقد هداه الله السبيل الموجب للمغفرة ، " والإسلام يجبّ ما قبله " ، ولكن لما كان هذا مستبعداً منهم جداً كان غفران ذنوبهم ، وهدايتهم إلى سبيل الحق مستبعداً . قوله { بَشّرِ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } إطلاق البشارة على ما هو شرّ خالص لهم تهكم بهم ، وقد مرّ تحقيقه . وقوله { ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَـٰفِرِينَ أَوْلِيَاء } وصف للمنافقين ، أو منصوب على الذمّ ، أي يجعلون الكفار أولياء لهم يوالونهم على كفرهم ، ويمالئونهم على ضلالهم . وقوله { مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } في محل نصب على الحال ، أي يوالون الكافرين متجاوزين ولاية المؤمنين { أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ } هذا الاستفهام للتقريع والتوبيخ ، والجملة معترضة . قوله { فَإِنَّ ٱلعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً } هذه الجملة تعليل لما تقدّم من توبيخهم بابتغاء العزّة عند الكافرين ، وجميع أنواع العزّة ، وأفرادها مختص بالله سبحانه ، وما كان منها مع غيره ، فهو من فيض ، وتفضله كما في قوله { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } المنافقون 8 والعزة الغلبة . يقال عزّه يعزّه عزّا إذا غلبه { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ } الخطاب لجميع من أظهر الإيمان من مؤمن ومنافق لأن من أظهر الإيمان ، فقد لزمه أن يمتثل ما أنزله الله وقيل إنه خطاب للمنافقين فقط كما يفيده التشديد والتوبيخ . وقرأ عاصم ، ويعقوب { نزل } بفتح النون والزاي وتشديدها ، وفاعله ضمير راجع إلى اسم الله تعالى في قوله { فَإِنَّ ٱلعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً } . وقرأ حميد بتخفيف الزاي مفتوحة مع فتح النون ، وقرأ الباقون بضم النون مع كسر الزاي مشدّدة على البناء للمجهول . وقوله { أن إذا سمعتم آيات الله } في محل نصب على القراءة الأولى على أنه مفعول { نزل } . وفي محل رفع على القراءة الثانية على أنه فاعل ، وفي محل رفع على أنه مفعول ما لم يسمّ فاعله على القراءة الثالثة . و { أن } هي المخففة من الثقيلة ، والتقدير أنه إذا سمعتم آيات الله . والكتاب هو القرآن . وقوله { يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا } حالان ، أي إذا سمعتم الكفر ، والاستهزاء بآيات الله ، فأوقع السماع على الآيات . والمراد سماع الكفر والاستهزاء . وقوله { فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ } أي أنزل عليكم في الكتاب أنكم عند هذا السماع للكفر ، والاستهزاء بآيات الله لا تقعدوا معهم ما داموا كذلك حتى يخوضوا في حديث غير حديث الكفر والاستهزاء بها . والذي أنزله الله عليهم في الكتاب هو قوله تعالى { وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءايَـٰتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ } الأنعام 68 وقد كان جماعة من الداخلين في الإسلام يقعدون مع المشركين واليهود ، حال سخريتهم بالقرآن ، واستهزائهم به ، فنهوا عن ذلك . وفي هذه الآية باعتبار عموم لفظها الذي هو المعتبر دون خصوص السبب دليل على اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يفيد التنقص ، والاستهزاء للأدلة الشرعية ، كما يقع كثيراً من أسراء التقليد الذين استبدلوا آراء الرجال بالكتاب والسنة ، ولم يبق في أيديهم سوى قال إمام مذهبنا كذا ، وقال فلان من أتباعه بكذا ، وإذا سمعوا من يستدلّ على تلك المسألة بآية قرآنية ، أو بحديث نبوي سخروا منه ، ولم يرفعوا إلى ما قاله رأساً ، ولا بالوا به بالة ، وظنوا أنه قد جاء بأمر فظيع ، وخطب شنيع ، وخالف مذهب إمامهم الذي نزلوه منزلة معلم الشرائع ، بل بالغوا في ذلك حتى جعلوا رأيه العايل ، واجتهاده الذي هو عن منهج الحق مائل ، مقدّماً على الله ، وعلى كتابه ، وعلى رسوله ، فإنا لله ، وإنا إليه راجعون ، ما صنعت هذه المذاهب بأهلها ، والأئمة الذين انتسب هؤلاء المقلدة إليهم برآء من فعلهم ، فإنهم قد صرّحوا في مؤلفاتهم بالنهي عن تقليدهم ، كما أوضحنا ذلك في رسالتنا المسماة بـ " القول المفيد في حكم التقليد " وفي مؤلفنا المسمى بـ " أدب الطلب ، ومنتهى الأرب " اللهم انفعنا بما علمتنا ، واجعلنا من المقتدين بالكتاب والسنة وباعد بيننا وبين آراء الرجال المبنية على شفا جرف هار ، يا مجيب السائلين . قوله { إِنَّكُمْ إِذاً مّثْلُهُمْ } تعليل للنهي أي إنكم إن فعلتم ذلك ، ولم تنتهوا ، فأنتم مثلهم في الكفر . قيل وهذه المماثلة ليست في جميع الصفات ، ولكنه إلزام شبه بحكم الظاهر كما في قول القائل @ وكل قرين بالمقارنِ يقتدي @@ وهذه الآية محكمة عند جميع أهل العلم إلا ما يروى عن الكلبي فإنه قال هي منسوخة بقوله تعالى { وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مّن شَىْء } الأنعام 69 وهو مردود ، فإن من التقوى اجتناب مجالس هؤلاء الذين يكفرون بآيات الله ، ويستهزئون بها . قوله { إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱلْكَـٰفِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعاً } هذا تعليل لكونهم مثلهم في الكفر ، قيل وهم القاعدون ، والمقعود إليهم عند من جعل الخطاب موجهاً إلى المنافقين . قوله { ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ } أي ينتظرون بكم ما يتجدد ، ويحدث لكم من خير أو شرّ ، والموصول في محل نصب على أنه صفة للمنافقين ، أو بدل منهم فقط دون الكافرين ، لأن التربص المذكور هو من المنافقين دون الكافرين ، ويجوز أن يكون في محل نصب على الذم ، { فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مّنَ ٱللَّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ } هذه الجملة ، والجملة التي بعدها حكاية لتربصهم ، أي إن حصل لكم فتح من الله بالنصر على من يخالفكم من الكفار { قَالُواْ } لكم { أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ } في الاتصاف بظاهر الإسلام ، والتزام أحكامه والمظاهرة والتسويد ، وتكثير العدد { وَإِن كَانَ لِلْكَـٰفِرِينَ نَصِيبٌ } من الغلب لكم ، والظفر بكم { قَالُواْ } للكافرين { أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ } أي ألم نقهركم ونغلبكم ونتمكن منكم ، ولكن أبقينا عليكم . وقيل المعنى إنهم قالوا للكفار الذين ظفروا بالمسلمين ألم نستحوذ عليكم حتى هابكم المسلمون وخذلناهم عنكم ؟ والأوّل أولى ، فإن معنى الاستحواذ الغلب ، يقال استحوذ على كذا ، أي غلب عليه ، ومنه قوله تعالى { ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ } المجادلة 19 ولا يصح أن يقال ألم نغلبكم حتى هابكم المسلمون ، ولكن المعنى ألم نغلبكم يا معشر الكافرين ، ونتمكن منكم فتركناكم ، وأبقينا عليكم حتى حصل لكم هذا الظفر بالمسلمين { وَنَمْنَعْكُمْ مّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بتخذيلهم وتثبيطهم عنكم حتى ضعفت قلوبهم عن الدفع لكم ، وعجزوا عن الانتصاف منكم والمراد أنهم يميلون مع من له الغلب ، والظفر من الطائفتين ، ويظهرون لهم أنهم كانوا معهم على الطائفة المغلوبة ، وهذا شأن المنافقين أبعدهم الله ، وشأن من حذا حذوهم من أهل الإسلام من التظهر لكل طائفة بأنه معها على الأخرى ، والميل إلى من معه الحظ من الدنيا في مال أو جاه ، فيلقاه بالتملق ، والتودد ، والخضوع ، والذلة ، ويلقى من لا حظ له من الدنيا بالشدّة ، والغلظة ، وسوء الخلق ، ويزدري به ، ويكافحه بكل مكروه ، فقبح الله أخلاق أهل النفاق وأبعدها . قوله { فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } بما انطوت عليه ضمائرهم من النفاق والبغض للحق وأهله ، ففي هذا اليوم تنكشف الحقائق ، وتظهر الضمائر ، وإن حقنوا في الدنيا دماءهم ، وحفظوا أموالهم بالتكلم بكلمة الإسلام نفاقاً { وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَـٰفِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً } ، هذا في يوم القيامة إذا كان المراد بالسبيل النصر والغلب ، أو في الدنيا إن كان المراد به الحجة . قال ابن عطية قال جميع أهل التأويل إن المراد بذلك يوم القيامة . قال ابن العربي وهذا ضعيف لعدم فائدة الخبر فيه ، وسببه توهم من توهم أن آخر الكلام يرجع إلى أوّله يعني قوله { فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } وذلك يسقط فائدته ، إذ يكون تكرار هذا معنى كلامه وقيل المعنى إن الله لا يجعل للكافرين سبيلاً على المؤمنين يمحو به دولتهم ، ويذهب آثارهم ، ويستبيح بيضتهم ، كما يفيده الحديث الثابت في الصحيح " وألا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ، ويسبي بعضهم بعضاً " وقيل إنه سبحانه لا يجعل للكافرين سبيلاً على المؤمنين ما داموا عاملين بالحق غير راضين بالباطل ، ولا تاركين للنهي عن المنكر ، كما قال تعالى { وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } الشورى 30 قال ابن العربي وهذا نفيس جداً . وقيل إن الله لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا شرعاً ، فإن وجد ، فبخلاف الشرع . هذا خلاصة ما قاله أهل العلم في هذه الآية ، وهي صالحة للاحتجاج بها على كثير من المسائل . وقد أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة في قوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ } الآية ، قال هم اليهود والنصارى آمنت اليهود بالتوراة ، ثم كفرت ، وآمنت النصارى بالإنجيل ، ثم كفرت . وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير عنه في الآية قال هؤلاء اليهود آمنوا بالتوراة ، ثم كفروا ، ثم ذكر النصارى ، فقال { ثُمَّ ءامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ } يقول آمنوا بالإنجيل ، ثم كفروا ، { ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً } بمحمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال هؤلاء المنافقون آمنوا مرتين ، ثم كفروا مرتين ، ثم ازدادوا كفراً بعد ذلك . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله { ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً } قال تمادوا على كفرهم حتى ماتوا . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن أبي وائل قال إن الرجل ليتكلم في المجلس بالكلمة من الكذب ليضحك بها جلساءه ، فيسخط الله عليهم جميعاً ، فذكروا ذلك لإبراهيم النخعي ، فقال صدق أبو وائل ، أو ليس ذلك في كتاب الله ؟ { فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ } . وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال أنزل في سورة الأنعام { حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ } الأنعام 68 ثم نزل التشديد في سورة النساء { إِنَّكُمْ إِذاً مّثْلُهُمْ } . وأخرج ابن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، أن الله جامع المنافقين من أهل المدينة والكافرين من أهل مكة الذين خاضوا واستهزءوا بالقرآن في جهنم جميعاً . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن مجاهد { ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ } قال هم المنافقون يتربصون بالمؤمنين { فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مّنَ ٱللَّهِ } إن أصاب المسلمين من عدوّهم غنيمة قال المنافقون { أَلَمْ نَكُن } قد كنا { مَّعَكُمْ } فأعطونا من الغنيمة مثل ما تأخذون { وَإِن كَانَ لِلْكَـٰفِرِينَ نَصِيبٌ } يصيبونه من المسلمين قال المنافقون للكفار { أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ } ألم نبين لكم أنا على ما أنتم عليه ، قد كنا نثبطهم عنكم . وأخرج ابن جرير عن السديّ { أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ } قال نغلب عليكم . وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي في الشعب ، والحاكم وصححه عن عليّ أنه قيل له أرأيت هذه الآية { وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَـٰفِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً } وهم يقاتلوننا ، فيظهرون ويقتلون ، فقال ادنه ادنه ، ثم قال { فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَـٰفِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً } . وأخرج ابن جرير عنه في الآية قال في الآخرة . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس نحوه . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن أبي مالك نحوه أيضاً . وأخرج ابن جرير ، عن السديّ { سَبِيلاً } قال حجة .