Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 26-45)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } أي كل من على الأرض من الحيوانات هالك ، وغلب العقلاء على غيرهم ، فعبر عن الجميع بلفظ من ، وقيل أراد من عليها من الجنّ والإنس { وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبّكَ ذُو ٱلْجَلْـٰلِ وَٱلإكْرَامِ } الوجه عبارة عن ذاته سبحانه ووجوده ، وقد تقدّم في سورة البقرة بيان معنى هذا ، وقيل معنى { وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبّكَ } تبقى حجته التي يتقرّب بها إليه ، والجلال العظمة والكبرياء ، واستحقاق صفات المدح ، يقال جلّ الشيء ، أي عظم ، وأجللته ، أي أعظمته ، وهو اسم من جلّ . ومعنى ذو الإكرام أنه يكرم عن كل شيء لا يليق به ، وقيل إنه ذو الإكرام لأوليائه ، والخطاب في قوله { ربك } للنبيّ صلى الله عليه وسلم ، أو لكل من يصلح له ، قرأ الجمهور { ذو الجلال } على أنه صفة لوجه ، وقرأ أبيّ ، وابن مسعود ذي الجلال على أنه صفة لربّ . { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } وجه النعمة في فناء الخلق أن الموت سبب النقلة إلى دار الجزاء والثواب . وقال مقاتل وجه النعمة في فناء الخلق التسوية بينهم في الموت ، ومع الموت تستوي الأقدام . { يَسْأَلُهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأرْض } أي يسألونه جميعاً لأنهم محتاجون إليه لا يستغني عنه أحد منهم . قال أبو صالح يسأله أهل السمٰوات المغفرة ، ولا يسألونه الرزق ، وأهل الأرض يسألونه الأمرين جميعاً . وقال مقاتل يسأله أهل الأرض الرزق والمغفرة ، وتسأل لهم الملائكة أيضاً الرزق والمغفرة ، وكذا قال ابن جريج . وقيل يسألونه الرحمة . قال قتادة لا يستغني عنه أهل السماء ، ولا أهل الأرض . والحاصل أنه يسأله كل مخلوق من مخلوقاته بلسان المقال ، أو لسان الحال ما يطلبونه من خيري الدارين ، أو من خيري إحداهما { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ } انتصاب كل بالاستقرار الذي تضمنه الخبر ، والتقدير استقر سبحانه في شأن كل وقت من الأوقات ، واليوم عبارة عن الوقت ، والشأن هو الأمر ، ومن جملة شؤونه سبحانه إعطاء أهل السمٰوات والأرض ما يطلبونه منه على اختلاف حاجاتهم ، وتباين أغراضهم . قال المفسرون من شأنه أنه يحيـي ويميت . ويرزق ويفقر . ويعزّ ويذلّ ، ويمرض ويشفي ، ويعطي ويمنع . ويغفر ويعاقب ، إلى غير ذلك مما لا يحصى . وقيل المراد باليوم المذكور هو يوم الدنيا ويوم الآخرة ، قال ابن بحر الدّهر كله يومان أحدهما مدّة أيام الدنيا ، والآخر يوم القيامة ، وقيل المراد كل يوم من أيام الدنيا { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } فإن اختلاف شؤونه سبحانه في تدبير عباده نعمة لا يمكن جحدها ، ولا يتيسر لمكذّب تكذيبها { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلثَّقَلاَنِ } هذا وعيد شديد من الله سبحانه للجنّ والإنس . قال الزجاج ، والكسائي ، وابن الأعرابي ، وأبو علي الفارسي إن الفراغ ها هنا ليس هو الفراغ من شغل ، ولكن تأويله القصد ، أي سنقصد لحسابكم . قال الواحدي حاكياً عن المفسرين إن هذا تهديد منه سبحانه لعباده ، ومن هذا قول القائل لمن يريد تهديده إذن أتفرغ لك ، أي أقصد قصدك ، وفرغ يجيء بمعنى قصد ، وأنشد ابن الأنباري قول الشاعر @ الآن وَقَدْ فَرَغْتُ إلى نُميَرٍ فهذا حينَ كُنْتُ له عَذَاباً @@ يريد وقد قصدت ، وأنشد النحاس قول الشاعر @ فرغت إلى العبد المقيد في الحجل @@ أي قصدت ، وقيل إن الله سبحانه وعد على التقوى ، وأوعد على المعصية ، ثم قال سنفرغ لكم مما وعدناكم ، ونوصل كلاً إلى ما وعدناه ، وبه قال الحسن ، ومقاتل ، وابن زيد ، ويكون الكلام على طريق التمثيل . قرأ الجمهور { سنفرغ } بالنون وضمّ الراء ، وقرأ حمزة والكسائي بالتحتية مفتوحة مع ضم الرّاء ، أي سيفرغ الله ، وقرأ الأعرج بالنون مع فتح الراء . قال الكسائي هي لغة تميم ، وقرأ عيسى الثقفي بكسر النون وفتح الراء ، وقرأ الأعمش وإبراهيم بضمّ الياء وفتح الراء على البناء للمفعول ، وسمي الجنّ والإنس ثقلين لعظم شأنهما بالنسبة إلى غيرهما من حيوانات الأرض ، وقيل سموا بذلك لأنهم ثقل على الأرض أحياءً ، وأمواتاً كما في قوله { وَأَخْرَجَتِ ٱلأرْضُ أَثْقَالَهَا } الزلزلة 2 وقال جعفر الصادق سميا ثقلين لأنهما مثقلان بالذنوب ، وجمع في قوله { لَكُمْ } ثم قال { أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ } لأنهما فريقان ، وكل فريق جمع . قرأ الجمهور { أيه الثقلان } بفتح الهاء ، وقرأ أهل الشام بضمها . { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } فإن من جملتها ما في هذا التهديد من النعم ، فمن ذلك أنه ينزجر به المسيء عن إساءته ، ويزداد به المحسن إحساناً ، فيكون ذلك سبباً للفوز بنعيم الدار الآخرة الذي هو النعيم في الحقيقة { يا معشر ٱلْجِن وَٱلإِنس } قدّم الجنّ هنا لكون خلق أبيهم متقدّماً على خلق آدم ، ولوجود جنسهم قبل جنس الإنس { إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَـٰرِ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأرْض } أي إن قدرتم أن تخرجوا من جوانب السمٰوات والأرض ، ونواحيهما هرباً من قضاء الله وقدره { فَٱنفُذُواْ } منها ، وخلصوا أنفسكم ، يقال نفذ الشيء من الشيء إذا خلص منه ، كما يخلص السهم { لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَـٰنٍ } أي لا تقدرون على النفوذ إلاّ بقوّة وقهر ، ولا قوّة لكم على ذلك ولا قدرة ، والسلطان القوّة التي يتسلط بها صاحبها على الأمر ، والأمر بالنفوذ أمر تعجيز . قال الضحاك بينما الناس في أسواقهم إذ انفتحت السماء ، ونزلت الملائكة فهرب الجنّ ، والإنس ، فتحدق بهم الملائكة ، فذلك قوله { لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَـٰنٍ } . قال ابن المبارك إن ذلك يكون في الآخرة . وقال الضحاك أيضاً معنى الآية إن استطعتم أن تهربوا من الموت ، فاهربوا . وقيل إن استطعتم أن تعلموا ما في السمٰوات والأرض ، فاعلموه ولن تعلموه إلاّ بسلطان ، أي ببينة من الله . وقال قتادة معناها لا تنفذوا إلاّ بملك ، وليس لكم ملك . وقيل " الباء " بمعنى " إلى " أي لا تنفذون إلاّ إلى سلطان { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } ومن جملتها هذه النعمة الحاصلة بالتحذير والتهديد ، فإنها تزيد المحسن إحساناً ، وتكفّ المسيء عن إساءته ، مع أن من حذّركم وأنذركم قادر على الإيقاع بكم من دون مهلة . { يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مّن نَّارٍ } قرأ الجمهور { يرسل } بالتحتية مبنياً للمفعول ، وقرأ زيد بن عليّ بالنون ونصب شواظ والشواظ اللهب الذي لا دخان معه . وقال مجاهد الشواظ اللهب الأخضر المتقطع من النار . وقال الضحاك هو الدخان الذي يخرج من اللهب ليس بدخان الحطب . وقال الأخفش ، وأبو عمرو هو النار ، والدخان جميعاً . قرأ الجمهور { شواظ } بضم الشين ، وقرأ ابن كثير بكسرها وهما لغتان ، وقرأ الجمهور { ونحاس } بالرفع عطفاً على شواظ ، وقرأ ابن كثير ، وابن محيصن ، ومجاهد ، وأبو عمرو بخفضه عطفاً على نار ، وقرأ الجمهور { نحاس } بضمّ النون ، وقرأ مجاهد ، وعكرمة ، وحميد ، وأبو العالية بكسرها . وقرأ مسلم بن جندب ، والحسن ونحس ، والنحاس الصفر المذاب يصبّ على رؤوسهم ، قاله مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما . وقال سعيد بن جبير هو الدخان الذي لا لهب له ، وبه قال الخليل . وقال الضحاك هو درديّ الزيت المغلي . وقال الكسائي هو النار التي لها ريح شديدة ، وقيل هو المهل { فَلاَ تَنتَصِرَانِ } أي لا تقدران على الامتناع من عذاب الله { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } فإن من جملتها هذا الوعيد الذي يكون به الانزجار عن الشرّ ، والرغوب في الخير . { فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَاء } أي انصدعت بنزول الملائكة يوم القيامة { فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدّهَانِ } أي كوردة حمراء . قال سعيد بن جبير ، وقتادة المعنى فكانت حمراء ، وقيل فكانت كلون الفرس الورد ، وهو الأبيض الذي يضرب إلى الحمرة أو الصفرة . قال الفراء ، وأبو عبيدة تصير السماء كالأديم لشدّة حرّ النار . وقال الفراء أيضاً شبه تلوّن السماء بتلوّن الورد من الخيل ، وشبّه الورد في ألوانها بالدهن واختلاف ألوانه ، والدهان جمع دهن ، وقيل المعنى تصير السماء في حمرة الورد ، وجريان الدهن ، أي تذوب مع الانشقاق حتى تصير حمراء من حرارة نار جهنم ، وتصير مثل الدهن لذوبانها ، وقيل الدهان الجلد الأحمر . وقال الحسن { كالدهان } ، أي كصبيب الدهن ، فإنك إذا صببته ترى فيه ألواناً . وقال زيد بن أسلم إنها تصير كعصير الزيت . قال الزجاج إنها اليوم خضراء ، وسيكون لها لون أحمر . قال الماوردي وزعم المتقدّمون أن أصل لون السماء الحمرة ، وأنها لكثرة الحوائل وبعد المسافة ترى بهذا اللون الأزرق . { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } ، فإن من جملتها ما في هذا التهديد ، والتخويف من حسن العاقبة بالإقبال على الخير والإعراض عن الشرّ . { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْـئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ } أي يوم تنشقّ السماء لا يسأل أحد من الإنس ولا من الجنّ عن ذنبه لأنهم يعرفون بسيماهم عند خروجهم من قبورهم ، والجمع بين هذه الآية ، وبين مثل قوله { فَوَرَبّكَ لَنَسْـئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } الحجر 92 أن ما هنا يكون في موقف ، والسؤال في موقف آخر من مواقف القيامة ، وقيل إنهم لا يسألون هنا سؤال استفهام عن ذنوبهم لأن الله سبحانه قد أحصى الأعمال ، وحفظها على العباد ، ولكن يسألون سؤال توبيخ وتقريع ، ومثل هذه الآية قوله { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } القصص 78 قال أبو العالية المعنى لا يسأل غير المجرم عن ذنب المجرم . وقيل إن عدم السؤال هو عند البعث ، والسؤال هو في موقف الحساب { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } فإن من جملتها هذا الوعيد الشديد لكثرة ما يترتب عليه من الفوائد . { يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَـٰهُمْ } هذه الجملة جارية مجرى التعليل لعدم السؤال . السيما العلامة . قال الحسن سيماهم سواد الوجوه وزرقة الأعين ، كما في قوله { وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } طه 102 وقال { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } آل عمران 106 وقيل سيماهم ما يعلوهم من الحزن والكآبة { فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِى وَٱلأقْدَامِ } الجار والمجرور في محل رفع على أنه النائب ، والنواصي شعور مقدم الرؤوس ، والمعنى أنها تجعل الأقدام مضمومة إلى النواصي ، وتلقيهم الملائكة في النار . قال الضحاك يجمع بين ناصيته ، وقدمه في سلسلة من وراء ظهره ، وقيل تسحبهم الملائكة إلى النار ، تارة تأخذ بنواصيهم وتجرّهم على وجوههم ، وتارة تأخذ بأقدامهم ، وتجرّهم على رؤوسهم { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } فإن من جملتها هذا الترهيب الشديد ، والوعيد البالغ الذي ترجف له القلوب ، وتضطرب لهوله الأحشاء . { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِى يُكَذّبُ بِهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } أي يقال لهم عند ذلك هذه جهنم التي تشاهدونها ، وتنظرون إليها مع أنكم كنتم تكذبون بها وتقولون إنها لا تكون ، والجملة مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، كأنه قيل فماذا يقال لهم عند الأخذ بالنواصي والأقدام ؟ فقيل يقال لهم هذه جهنم تقريعاً لهم وتوبيخاً . { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا } أي بين جهنم فتحرقهم { وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءانٍ } فتصبّ على وجوههم ، والحميم الماء الحارّ ، والآن الذي قد انتهى حرّه وبلغ غايته ، كذا قال الفراء ، قال الزجاج أَنَى يأنَى أنَّى ، فهو آنٍ إذا انتهى في النضج والحرارة ، ومنه قول النابغة الذبياني @ وتخضب لحية غدرت وخانت بأحمر من نجيع الجوف آن @@ وقيل هو واد من أودية جهنم يجمع فيه صديد أهل النار ، فيغمسون فيه . قال قتادة يطوفون مرّة في الحميم ، ومرّة بين الجحيم { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } فإن من جملتها النعمة الحاصلة بهذا التخويف ، وما يحصل به من الترغيب في الخير والترهيب عن الشرّ . وقد أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في العظمة ، وابن مردويه ، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله { ذُو ٱلْجَلْـٰلِ وَٱلإكْرَامِ } قال ذو الكبرياء والعظمة . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه { يَسْأَلُهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ } قال مسألة عباده إياه الرزق والموت والحياة كل يوم هو في ذلك . وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده ، والبزار ، وابن جرير ، والطبراني ، وأبو الشيخ في العظمة ، وابن منده ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، وابن عساكر عن عبد الله بن منيب قال تلا علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ } فقلنا يا رسول الله ، وما ذلك الشأن ؟ قال " أن يغفر ذنباً ، ويفرّج كرباً ، ويرفع قوماً ، ويضع آخرين " وأخرج البخاري في تاريخه ، وابن ماجه ، وابن أبي عاصم ، والبزار ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، والطبراني ، وأبو الشيخ في العظمة ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، والبيهقي في الشعب عن أبي الدرداء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في الآية قال " من شأنه أن يغفر ذنباً ، ويفرج كرباً ، ويرفع قوماً ، ويضع آخرين " ، زاد البزار « ويجيب داعياً » وقد رواه البخاري تعليقاً ، وجعله من كلام أبي الدرداء . وأخرج البزار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآية قال " يغفر ذنبا ويفرج كربا " . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلثَّقَلاَنِ } قال هذا وعيد من الله لعباده ، وليس بالله شغل ، وفي قوله { لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَـٰنٍ } يقول لا تخرجون من سلطاني . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه في قوله { يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مّن نَّارٍ } قال لهب النار { وَنُحَاسٌ } قال دخان النار . وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ، ونحاس قال الصفر يعذبون به . وأخرج ابن أبي حاتم عنه { فَكَانَتْ وَرْدَةً } يقول حمراء { كَٱلدّهَانِ } قال هو الأديم الأحمر . وأخرج الفريابي ، وسعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً { فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدّهَانِ } قال مثل لون الفرس الورد . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْـئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ } قال لا يسألهم هل عملتم كذا وكذا ؟ لأنه أعلم بذلك منهم ، ولكن يقول لهم لم عملتم كذا وكذا ؟ وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث والنشور عنه أيضاً في قوله { فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِى وَٱلأقْدَامِ } قال تأخذ الزبانية بناصيته وقدميه ، ويجمع فيكسر ، كما يكسر الحطب في التنور . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله { وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءانٍ } قال هو الذي انتهى حرّه .