Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 75-96)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { فَلاَ أُقْسِمُ } ذهب جمهور المفسرين إلى أن " لا " مزيدة للتوكيد ، والمعنى فأقسم ، ويؤيد هذا قوله بعد { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ } وقال جماعة من المفسرين إنها للنفي ، وإن المنفيّ بها محذوف ، وهو كلام الكفار الجاحدين . قال الفراء هي نفي ، والمعنى ليس الأمر كما تقولون . ثم استأنف ، فقال أقسم ، وضعف هذا بأن حذف اسم لا وخبرها غير جائز ، كما قال أبو حيان ، وغيره . وقيل إنها لام الابتداء ، والأصل فلا أقسم ، فأشبعت الفتحة ، فتولد منها ألف ، كقول الشاعر @ أعوذ بالله من العقراب . @@ وقد قرأ هكذا فلأقسم بدون ألف الحسن ، وحميد ، وعيسى بن عمر ، وعلى هذا القول ، وهذه القراءة يقدّر مبتدأ محذوف ، والتقدير فلأنا أقسم بذلك . وقيل إن لا هنا بمعنى ألا التي للتنبيه ، وهو بعيد . وقيل لا هنا على ظاهرها ، وإنها لنفي القسم ، أي فلا أقسم على هذا لأن الأمر أوضح من ذلك ، وهذا مدفوع بقوله { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } مع تعيين المقسم به ، والمقسم عليه ، ومعنى قوله { بِمَوٰقِعِ ٱلنُّجُومِ } مساقطها ، وهي مغاربها كذا قال قتادة ، وغيره . وقال عطاء بن أبي رباح منازلها . وقال الحسن انكدارها وانتثارها يوم القيامة ، وقال الضحاك هي الأنواء التي كان أهل الجاهلية يقولون مطرنا بنوء كذا . وقيل المراد بمواقع النجوم نزول القرآن نجوماً من اللوح المحفوظ ، وبه قال السديّ ، وغيره ، وحكى الفراء عن ابن مسعود أن مواقع النجوم هو محكم القرآن . قرأ الجمهور { مواقع } على الجمع ، وقرأ ابن مسعود ، والنخعي ، وحمزة ، والكسائي ، وابن محيصن وورش عن يعقوب " بموقع " على الإفراد . قال المبرد موقع هاهنا مصدر ، فهو يصلح للواحد والجمع . ثم أخبر سبحانه عن تعظيم هذا القسم وتفخيمه ، فقال { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } هذه الجملة معترضة بين المقسم به ، والمقسم عليه ، وقوله { لَّوْ تَعْلَمُونَ } جملة معترضة بين جزأي الجملة المعترضة ، فهو اعتراض في اعتراض . قال الفراء ، والزجاج هذا يدل على أن المراد بمواقع النجوم نزول القرآن ، والضمير في { إنه } على القسم الذي يدل عليه أقسم ، والمعنى أن القسم بمواقع النجوم لقسم عظيم لو تعلمون . ثم ذكر سبحانه المقسم عليه فقال { إِنَّهُ لَقُرْءانٌ كَرِيمٌ } أي كرّمه الله وأعزّه ، ورفع قدره على جميع الكتب ، وكرّمه عن أن يكون سحراً أو كهانة أو كذباً ، وقيل إنه كريم لما فيه من كرم الأخلاق ومعالي الأمور ، وقيل لأنه يكرم حافظه ، ويعظم قارئه . وحكى الواحدي عن أهل المعاني أن وصف القرآن بالكريم لأن من شأنه أن يعطي الخير الكثير بالدلائل التي تؤدّي إلى الحق في الدين . قال الأزهري الكريم اسم جامع لما يحمد ، والقرآن كريم يحمد لما فيه من الهدى والبيان والعلم والحكمة . { فِى كِتَـٰبٍ مَّكْنُونٍ } أي مستور مصون ، وقيل محفوظ عن الباطل ، وهو اللوح المحفوظ قاله جماعة ، وقيل هو كتاب . وقال عكرمة هو التوراة والإنجيل فيهما ذكر القرآن ، ومن ينزل عليه ، وقال السديّ هو الزبور . وقال مجاهد ، وقتادة هو المصحف الذي في أيدينا . { لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } قال الواحدي أكثر المفسرين على أن الضمير عائد إلى الكتاب المكنون ، أي لا يمس الكتاب المكنون إلاّ المطهرون ، وهم الملائكة وقيل هم الملائكة والرسل من بني آدم ، ومعنى { لاَّ يَمَسُّهُ } المسّ الحقيقي ، وقيل معناه لا ينزل به إلاّ المطهرون ، وقيل معناه لا يقرؤه ، وعلى كون المراد بالكتاب المكنون هو القرآن ، فقيل { لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } من الأحداث والأنجاس . كذا قال قتادة ، وغيره وقال الكلبي المطهرون من الشرك . وقال الربيع بن أنس المطهرون من الذنوب والخطايا . وقال محمد بن الفضل وغيره معنى { لاَّ يَمَسُّهُ } لا يقرؤه إلاّ المطهرون ، أي إلاّ الموحدون . وقال الفراء لا يجد نفعه وبركته إلاّ المطهرون ، أي المؤمنون . وقال الحسين بن الفضل لا يعرف تفسيره وتأويله إلاّ من طهره الله من الشرك والنفاق . وقد ذهب الجمهور إلى منع المحدث من مسّ المصحف ، وبه قال عليّ ، وابن مسعود ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد ، وعطاء ، والزهري ، والنخعي ، والحكم ، وحماد وجماعة من الفقهاء منهم مالك ، والشافعي . وروي عن ابن عباس ، والشعبي ، وجماعة منهم أبو حنيفة ، أنه يجوز للمحدث مسه ، وقد أوضحنا ما هو الحق في هذا في شرحنا للمنتقي ، فليرجع إليه . قرأ الجمهور { المطهرون } بتخفيف الطاء وتشديد الهاء مفتوحة اسم مفعول . وقرأ سلمان الفارسي بكسر الهاء على أنه اسم فاعل ، أي المطهرون أنفسهم . وقرأ نافع ، وابن عمر في رواية عنهما ، عيسى بن عمر بسكون الطاء وفتح الهاء خفيفة ، اسم مفعول من أطهر ، وقرأ الحسن ، وزيد بن عليّ ، وعبد الله بن عوف بتشديد الطاء وكسر الهاء ، وأصله المتطهرون { تَنزِيلٌ مّن رَّبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } قرأ الجمهور بالرفع ، وقرىء بالنصب ، فالرفع على أنه صفة أخرى لقرآن ، أو خبر مبتدأ محذوف ، والنصب على الحال . { أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ } الإشارة إلى القرآن المنعوت بالنعوت السابقة ، والمدهن والمداهن المنافق . كذا قال الزجاج وغيره . وقال عطاء وغيره هو الكذاب . وقال مقاتل بن سليمان ، وقتادة مدهنون كافرون ، كما في قوله { وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } القلم 9 وقال الضحاك مدهنون . معرضون ، وقال مجاهد ممالئون للكفار على الكفر ، وقال أبو كيسان المدهن الذي لا يعقل حق الله عليه ، ويدفعه بالعلل . والأوّل أولى لأن أصل المدهن الذي ظاهره خلاف باطنه كأنه يشبه الدهن في سهولته . قال المؤرج المدهن المنافق الذي يلين جانبه ليخفي كفره ، والإدهان والمداهنة التكذيب ، والكفر ، والنفاق ، وأصله اللين ، وأن يسر خلاف ما يظهر ، وقال في الكشاف مدهنون أي متهاونون به كمن يدهن في الأمر ، أي يلين جانبه ولا يتصلب فيه تهاوناً به انتهى . قال الراغب والإدهان في الأصل مثل التدهين لكن جعل عبارة عن المداراة والملاينة ، وترك الجدّ كما جعل التقريد وهو نزع القراد عبارة عن ذلك ، ويؤيد ما ذكره قول أبي قيس بن الأسلت @ الَحزْمُ والقُوّة خُيرٌ مِنَ الـ ـإدهان والفهَّة والهَاعِ @@ { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذّبُونَ } في الكلام مضاف محذوف ، كما حكاه الواحدي عن المفسرين ، أي تجعلون شكر رزقكم أنكم تكذبون بنعمة الله ، فتضعون التكذيب موضع الشكر . وقال الهيثم إن أزدشنوءة يقولون ما رزق فلان ، أي ما شكر وعلى هذه اللغة لا يكون في الآية مضاف محذوف بل معنى الرزق الشكر . ووجه التعبير بالرزق عن الشكر أن الشكر يفيض زيادة الرزق ، فيكون الشكر رزقاً تعبيراً بالسبب عن المسبب ، ومما يدخل تحت هذه الآية قول الكفار إذا سقاهم الله ، وأنزل عليهم المطر سقينا بنوء كذا ، ومطرنا بنوء كذا . قال الأزهري معنى الآية وتجعلون بدل شكركم رزقكم الذي رزقكم الله التكذيب بأنه من عند الله الرّزاق . وقرأ عليّ وابن عباس وتجعلون شكركم وقرأ الجمهور { أنكم تكذبون } بالتشديد من التكذيب ، وقرأ عليّ ، وعاصم في رواية عنه بالتخفيف من الكذب { فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُومَ } أي فهلا إذا بلغت الروح ، أو النفس الحلقوم عند الموت ، ولم يتقدّم لها ذكر لأن المعنى مفهوم عندهم إذا جاءوا بمثل هذه العبارة ، ومنه قول حاتم طي @ أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر @@ { وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ } إلى ما هو فيه ذلك الذي بلغت نفسه أو روحه الحلقوم . قال الزجاج وأنتم يا أهل الميت في تلك الحال ترون الميت قد صار إلى أن تخرج نفسه ، والمعنى أنهم في تلك الحال لا يمكنهم الدفع عنه ، ولا يستطيعون شيئًا ينفعه ، أو يخفف عنه ما هو فيه { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ } أي بالعلم ، والقدرة ، والرؤية ، وقيل أراد ورسلنا الذين يتولون قبضه أقرب إليه منكم { وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُونَ } أي لا تدركون ذلك لجهلكم بأن الله أقرب إلى عبده من حبل الوريد ، أو لا تبصرون ملائكة الموت الذين يحضرون الميت ويتولون قبضه { فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ . تَرْجِعُونَهَا } يقال دان السلطان رعيته إذا ساسهم واستعبدهم . قال الفراء دنته ملكته ، وأنشد للحطيئة @ لقد دنت أمر بنيك حتى تركتهم أدق من الطحين @@ أي ملكت ، ويقال دانه إذا أذله واستعبده ، وقيل معنى { مدينين } محاسبين ، وقيل مجزيين ، ومنه قول الشاعر @ ولم يبق سوى العدوا ن دناهم كما دانوا @@ والمعنى الأوّل ألصق بمعنى الآية ، أي فهلا إن كنتم غير مربوبين ومملوكين ترجعونها ، أي النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مقرّها الذي كانت فيه { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } ولن ترجعوها ، فبطل زعمكم إنكم غير مربوبين ولا مملوكين ، والعامل في قوله { إِذَا بَلَغَتِ } هو قوله { تَرْجِعُونَهَا } ، و " لولا " الثانية تأكيد للأولى قال الفراء وربما أعادت العرب الحرفين ومعناهما واحد . ثم ذكر سبحانه طبقات الخلق عند الموت وبعده فقال { فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } أي السابقين من الثلاثة الأصناف المتقدّم تفصيل أحوالهم { فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّة وَنَعِيم } قرأ الجمهور { روح } بفتح الراء ، ومعناه الراحة من الدنيا ، والاستراحة من أحوالها . وقال الحسن الروح الرحمة . وقال مجاهد الروح الفرح . وقرأ ابن عباس ، وعائشة ، والحسن ، وقتادة ، ونصر بن عاصم ، والجحدري فروح بضم الراء ، ورويت هذه القراءة عن يعقوب ، قيل ومعنى هذه القراءة الرحمة لأنها كالحياة للمرحوم ، والريحان الرزق في الجنة ، قاله مجاهد ، وسعيد بن جبير ، ومقاتل . قال مقاتل هو الرزق بلغة حمير ، يقال خرجت أطلب ريحان الله أي رزقه ، ومنه قول النمر بن تولب @ سلام الإلٰه وريحانه ورحمته وسماء درر @@ وقال قتادة إنه الجنة . وقال الضحاك هو الرحمة . وقال الحسن هو الريحان المعروف الذي يشمّ . قال قتادة ، والربيع بن خيثم هذا عند الموت ، والجنة مخبوءة له إلى أن يبعث ، وكذا قال أبو الجوزاء ، وأبو العالية ، ومعنى { وجنة نعيم } أنها ذات تنعم ، وارتفاع روح ، وما بعده على الابتداء ، والخبر محذوف أي فله روح . { وَأَمَّا إِن كَانَ } ذلك المتوفى { مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ } وقد تقدّم ذكرهم ، وتفصيل أحوالهم ، وما أعدّه الله لهم من الجزاء { فَسَلَـٰمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ } أي لست ترى فيهم إلاّ ما تحبّ من السلامة ، فلا تهتم بهم ، فإنه يسلمون من عذاب الله ، وقيل المعنى سلام لك منهم أي أنت سالم من الاغتمام بهم ، وقيل المعنى إنهم يدعون لك ، ويسلمون عليك ، وقيل إنه صلى الله عليه وسلم يحيـى بالسلام إكراماً ، وقيل هو إخبار من الله سبحانه بتسليم بعضهم على بعض ، وقيل المعنى سلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين . { وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذّبِينَ ٱلضَّالّينَ } أي المكذبين بالبعث الضالين عن الهدى ، وهم أصحاب الشمال المتقدّم ذكرهم ، وتفصيل أحوالهم . { فَنُزُلٌ مّنْ حَمِيمٍ } أي فله نزل يعدّ لنزوله من حميم ، وهو الماء الذي قد تناهت حرارته ، وذلك بعد أن يأكل من الزقوم كما تقدم بيانه { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } يقال أصلاه النار وصلاه ، أي إذا جعله في النار ، وهو من إضافة المصدر إلى المفعول ، أو إلى المكان . قال المبرد وجواب الشرط في هذه الثلاثة المواضع محذوف ، والتقدير مهما يكن من شيء فروح … إلخ ، وقال الأخفش إن الفاء في المواضع الثلاثة هي جواب أما ، وجواب حرف الشرط . قرأ الجمهور { وتصلية } بالرفع عطفاً على { فنزل } . وقرأ أبو عمرو في رواية عنه بالجر عطفاً على { حميم } أي فنزل من حميم ، ومن تصلية جحيم { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } الإشارة إلى ما ذكر في هذه السورة ، أو إلى المذكور قريباً من أحوال المتفرّقين لهو حق اليقين ، أي محض اليقين وخالصه ، وإضافة حق إلى اليقين من باب إضافة الشيء إلى نفسه . قال المبرد هو كقولك عين اليقين ومحض اليقين ، هذا عند الكوفيين وجوّزوا ذلك لاختلاف اللفظ وأما البصريون ، فيجعلون المضاف إليه محذوفاً ، والتقدير حق الأمر اليقين ، أو الخبر اليقين ، والفاء في { فَسَبّحْ بِٱسْمِ رَبّكَ ٱلْعَظِيمِ } لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، أي نزهه عما لا يليق بشأنه ، والباء متعلقة بمحذوف ، أي فسبح ملتبساً باسم ربك للتبرك به ، وقيل المعنى فصلّ بذكر ربك ، وقيل الباء زائدة ، والاسم بمعنى الذات . وقيل هي للتعدية لأن سبح يتعدّى بنفسه تارة ، ويتعدّى بالحرف أخرى ، والأوّل أولى . وقد أخرج النسائي ، وابن جرير ، ومحمد بن نصر ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ، ثم فرّق في السنين ، وفي لفظ ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوماً ، ثم قرأ { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوٰقِعِ ٱلنُّجُومِ } . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، ومحمد بن نصر ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه عنه { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوٰقِعِ ٱلنُّجُومِ } قال القرآن { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } قال القرآن . وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً في الآية قال نجوم القرآن حين ينزل . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي في المعرفة من طرق عن ابن عباس أيضاً { لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } قال الكتاب المنزل في السماء لا يمسه إلاّ الملائكة . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر عن أنس { لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } قال الملائكة . وأخرج عبد الرّزاق ، وابن المنذر عن علقمة قال أتينا سلمان الفارسي ، فخرج علينا من كنيف ، فقلنا له لو توضأت يا أبا عبد الله ، ثم قرأت علينا سورة كذا ، وكذا ، قال إنما قال الله { فِى كِتَـٰبٍ مَّكْنُونٍ * لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } وهو الذي في السماء لا يمسه إلاّ الملائكة ، ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا . وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي داود ، وابن المنذر ، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه قال في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم " لا تمس القرآن إلاّ على طهر " وأخرجه مالك في الموطأ عن عبد الله بن أبي بكر . وأخرجه أبو داود في المراسيل من حديث الزهري قال قرأت في صحيفة عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يمس القرآن إلاّ طاهر " وقد أسنده الدارقطني عن عمرو بن حزم ، وعبد الله بن عمر ، وعثمان بن أبي العاص ، وفي أسانيدها نظر . وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر أنه كان لا يمس المصحف إلاّ متوضئاً . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة في المصنف ، وابن المنذر ، والحاكم وصححه عن عبد الرحمٰن بن زيد قال كنا مع سلمان فانطلق إلى حاجة ، فتوارى عنا ، ثم خرج إلينا ، فقلنا لو توضأت ، فسألناك عن أشياء من القرآن ، فقال سلوني ، فإني لست أمسه إنما يمسه المطهرون ، ثم تلا { لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } . وأخرج الطبراني ، وابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يمس القرآن إلاّ طاهر " وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن كتب له في عهده " أن لا يمس القرآن إلاّ طاهر " وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ } قال مكذبون . وأخرج مسلم ، وابن المنذر ، وابن مردويه عن ابن عباس قال مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر " ، قالوا هذه رحمة وضعها الله . وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا ، وكذا ، فنزلت هذه الآية { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوٰقِعِ ٱلنُّجُومِ } حتى بلغ { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذّبُونَ } وأصل الحديث بدون ذكر أنه سبب نزول الآية ثابت في الصحيحين من حديث زيد بن خالد الجهني ، ومن حديث أبي سعيد الخدري ، وفي الباب أحاديث . وأخرج أحمد ، وابن منيع ، وعبد بن حميد ، والترمذي وحسنه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والضياء في المختارة عن عليّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذّبُونَ } قال شكركم ، تقولون " مطرنا بنوء كذا ، وكذا ، وبنجم كذا وكذا " وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن عائشة قالت ما فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن إلاّ آيات يسيرة . قوله { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذّبُونَ } قال « شكركم » . وأخرج ابن مردويه عن عليّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ " وتجعلون شكركم " . وأخرج أبو عبيد في فضائله ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه عن ابن عباس أنه كان يقرأ وتجعلون شكركم قال يعني الأنواء ، وما مطر قوم إلاّ أصبح بعضهم كافراً كانوا ، يقولون مطرنا بنوء كذا ، وكذا ، فأنزل الله { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذّبُونَ } . وأخرج ابن مردويه عن أبي عبد الرحمٰن السلمي عن عليّ أنه قرأ وتجعلون شكركم وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كذلك . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله . { غَيْرَ مَدِينِينَ } قال غير محاسبين . وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد في الزهد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن الربيع بن خيثم { فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } الآية قال هذا له عند الموت { وَجَنَّة نَعِيم } تخبأ له الجنة إلى يوم يبعث { وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذّبِينَ ٱلضَّالّينَ * فَنُزُلٌ مّنْ حَمِيمٍ } قال هذا عند الموت { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } قال تخبأ له الجحيم إلى يوم يبعث . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله { فَرَوْحٌ } قال رائحة { وَرَيْحَانٌ } قال استراحة . وأخرج ابن جرير عنه قال يعني بالريحان المستريح من الدنيا { وَجَنَّة نَعِيم } يقول مغفرة ورحمة . وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال الريحان الرزق . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عنه أيضاً في قوله { فَسَلَـٰمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ } قال تأتيه الملائكة بالسلام من قبل الله تسلم عليه ، وتخبره أنه من أصحاب اليمين . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } قال ما قصصنا عليك في هذه السورة . وأخرج عنه أيضاً { فَسَبّحْ بِٱسْمِ رَبّكَ ٱلْعَظِيمِ } قال فصلّ لربك . وأخرج سعيد بن منصور ، وأحمد ، وأبو داود ، وابن حبان ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه عن عقبة بن عامر الجهني قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم { فَسَبّحْ بِٱسْمِ رَبّكَ ٱلْعَظِيمِ } قال " اجعلوها في ركوعكم " ، فلما نزلت { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبّكَ ٱلأعْلَىٰ } الأعلى 1 قال " اجعلوها في سجودكم " .