Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 1-18)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { ٱلْحَاقَّةُ } هي القيامة لأن الأمر يحق فيها ، وهي تحق في نفسها من غير شك . قال الأزهري يقال حاققته ، فحققته أحقه غالبته فغلبته أغلبه . فالقيامة حاقة لأنها تحاق كل محاق في دين الله بالباطل ، وتخصم كل مخاصم . وقال في الصحاح حاقه أي خاصمه في صغار الأشياء ، ويقال ماله فيها حقّ ولا حقاق ولا خصومة ، والتحاقّ التخاصم ، والحاقة والحقة والحقّ ثلاث لغات بمعنى . قال الواحدي هي القيامة في قول كل المفسرين ، وسميت بذلك لأنها ذات الحواقّ من الأمور ، وهي الصادقة الواجبة الصدق ، وجميع أحكام القيامة صادقة واجبة الوقوع والوجود . قال الكسائي ، والمؤرج الحاقة يوم الحق ، وقيل سميت بذلك لأن كل إنسان فيها حقيق بأن يجزى بعمله ، وقيل سميت بذلك لأنها أحقت لقوم النار ، وأحقت لقوم الجنة ، وهي مبتدأ ، وخبرها قوله { مَا ٱلْحَاقَّةُ } على أن ما الاستفهامية مبتدأ ثان ، وخبره الحاقة ، والجملة خبر للمبتدأ الأول ، والمعنى أيّ شيء هي في حالها أو صفاتها ، وقيل إن ما الاستفهامية خبر لما بعدها ، وهذه الجملة ، وإن كان لفظها لفظ الاستفهام ، فمعناها التعظيم والتفخيم لشأنها ، كما تقول زيد ما زيد ، وقد قدّمنا تحقيق هذا المعنى في سورة الواقعة . ثم زاد سبحانه في تفخيم أمرها وتفظيع شأنها وتهويل حالها ، فقال { وَمَا أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ } أي أيّ شيء أعلمك ما هي ؟ أي كأنك لست تعلمها إذا لم تعاينها وتشاهد ما فيها من الأهوال ، فكأنها خارجة عن دائرة علم المخلوقين . قال يحيى بن سلام بلغني أن كل شيء في القرآن وما أدراك ، فقد أدراه إياه وعلمه ، وكلّ شيء قال فيه وما يدريك ، فإنه أخبره به . وما مبتدأ ، وخبره أدراك ، و { ما الحاقة } جملة من مبتدأ ، وخبر محلها النصب بإسقاط الخافض لأن أدري يتعدّى إلى المفعول الثاني بالباء ، كما في قوله { وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ } يونس 16 فلما وقعت جملة الاستفهام معلقة له كانت في موضع المفعول الثاني ، وبدون الهمزة يتعدى إلى مفعول واحد بالباء نحو دريت بكذا ، وإن كان بمعنى العلم تعدى إلى مفعولين ، وجملة ، وما أدراك معطوفة على جملة { ما الحاقة } . { كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِٱلْقَارِعَةِ } أي بالقيامة ، وسميت بذلك لأنها تقرع الناس بأهوالها . وقال المبرّد عنى بالقارعة القرآن الذي نزل في الدنيا على أنبيائهم ، وكانوا يخوّفونهم بذلك فيكذبونهم . وقيل القارعة مأخوذة من القرعة لأنها ترفع أقواماً وتحط آخرين ، والأوّل أولى ، ويكون وضع القارعة موضع ضمير الحاقة للدلالة على عظيم هولها وفظاعة حالها ، والجملة مستأنفة لبيان بعض أحوال الحاقة . { فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ } ثمود هم قوم صالح ، وقد تقدّم بيان هذا في غير موضع ، وبيان منازلهم ، وأين كانت ، والطاغية الصيحة التي جاوزت الحدّ ، وقيل بطغيانهم وكفرهم ، واصل الطغيان مجاوزة الحدّ . { وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ } عاد هم قوم هود ، وقد تقدّم بيان هذا ، وذكر منازلهم ، وأين كانت في غير موضع ، والريح الصرصر هي الشديدة البرد ، مأخوذ من الصرّ ، وهو البرد . وقيل هي الشديدة الصوت . وقال مجاهد الشديدة السموم ، والعاتية التي عتت عن الطاعة ، فكأنها عتت على خزانها ، فلم تطعهم ولم يقدروا على ردّها لشدّة هبوبها ، أو عتت على عاد ، فلم يقدروا على ردّها بل أهلكتهم . { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ } هذه الجملة مستأنفة لبيان كيفية إهلاكهم ، ومعنى { سَخَّرَهَا } سلطها ، كذا قال مقاتل ، وقيل أرسلها . وقال الزجاج أقامها عليهم كما شاء ، والتسخير استعمال الشيء بالاقتدار ، ويجوز أن تكون هذه الجملة صفة لريح ، وأن تكون حالاً منها لتخصيصها بالصفة ، أو من الضمير في عاتية { وَثَمَـٰنِيَةَ أَيَّامٍ } معطوف على { سَبْعَ لَيَالٍ } ، وانتصاب { حُسُوماً } على الحال أي ذات حسوم ، أو على المصدر بفعل مقدّر أي تحسمهم حسوماً ، أو على أنه مفعول به ، والحسوم التتابع ، فإذا تتابع الشيء ولم ينقطع أوّله عن آخره قيل له الحسوم . قال الزجاج الذي توجبه اللغة في معنى قوله { حُسُوماً } أي تحسمهم حسوماً تفنيهم وتذهبهم . قال النضر بن شميل حسمتهم قطعتهم وأهلكتهم . وقال الفراء الحسوم الاتباع من حسم الداء ، وهو الكيّ لأن صاحبه يكوى بالمكواة ثم يتابع ذلك عليه ، ومنه قول أبي دؤاد @ يفرق بينهم زمن طويل تتابع فيه أعواماً حسوماً @@ وقال المبرّد هو من قولك حسمت الشيء إذا قطعته وفصلته عن غيره . وقيل الحسم الاستئصال ، ويقال للسيف حسام ، لأنه يحسم العدو عما يريده من بلوغ عداوته ، والمعنى أنها حسمتهم ، أو قطعتهم وأذهبتهم ، ومنه قول الشاعر @ فأرسلت ريحاً دبوراً عقيما فدارت عليهم فكانت حسوما @@ قال ابن زيد أي حسمتهم فلم تبق منهم أحداً . وروي عنه أنه قال حسمت الأيام والليالي حتى استوفتها لأنها بدأت بطلوع الشمس من أوّل يوم ، وانقطعت بغروب الشمس من آخر يوم . وقال الليث الحسوم هي الشؤم أي تحسم الخير عن أهلها ، كقوله { فِى أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ } فصلت 16 . واختلف في أوّلها . فقيل غداة الأحد . وقيل غداة الجمعة . وقيل غداة الأربعاء . قال وهب وهذه الأيام هي التي تسميها العرب أيام العجوز ، كان فيها برد شديد وريح شديدة ، وكان أوّلها يوم الأربعاء ، وآخرها يوم الأربعاء { فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ } الخطاب لكلّ من يصلح له على تقدير أنه لو كان حاضراً حينئذٍ لرأى ذلك ، والضمير في { فيها } يعود إلى الليالي والأيام . وقيل إلى مهاب الريح ، والأوّل أولى . وصرعى جمع صريع يعني موتى { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } أي أصول نخل ساقطة أو بالية . وقيل خالية لا جوف فيها ، والنخل يذكر ويؤنث ، ومثله قوله { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } القمر 20 وقد تقدّم تفسيره ، وهو إخبار عن عظم أجسامهم . قال يحيى بن سلام إنما قال خاوية لأن أبدانهم خلت من أرواحهم مثل النخل الخاوية { فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مّن بَاقِيَةٍ } أي من فرقة باقية ، أو من نفس باقية ، أو من بقية على أن باقية مصدر كالعاقبة والعافية . قال ابن جريج أقاموا سبع ليالٍ وثمانية أيام أحياء في عذاب الريح ، فلما أمسوا في اليوم الثامن ماتوا ، فاحتملتهم الريح فألقتهم في البحر . { وَجَاء فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ } أي من الأمم الكافرة . قرأ الجمهور { قبله } بفتح القاف وسكون الباء أي ومن تقدّمه من القرون الماضية والأمم الخالية ، وقرأ أبو عمرو ، والكسائي بكسر القاف وفتح الباء أي ومن هو في جهته من أتباعه ، واختار أبو حاتم ، وأبو عبيد القراءة الثانية لقراءة ابن مسعود وأبيّ ومن معه ، ولقراءة أبي موسى ومن يلقاه { وَٱلْمُؤْتَفِكَـٰتِ } قرأ الجمهور { المؤتفكات } بالجمع ، وهي قرى قوم لوط ، وقرأ الحسن ، والجحدري " المؤتفكة " بالإفراد ، واللام للجنس ، فهي في معنى الجمع ، والمعنى وجاءت المؤتفكات { بِالْخَاطِئَةِ } أي بالفعلة الخاطئة ، أو الخطأ على أنها مصدر . والمراد أنها جاءت بالشرك والمعاصي . قال مجاهد بالخطايا ، وقال الجرجاني بالخطأ العظيم { فَعَصَوْاْ رَسُولَ رَبّهِمْ } أي فعصت كلّ أمة رسولها المرسل إليها . قال الكلبي هو موسى ، وقيل لوط لأنه أقرب ، قيل ورسول هنا بمعنى رسالة ، ومنه قول الشاعر @ لقد كذب الواشون ما بحت عندهم بسرّ ولا أرسلتهم برسول @@ أي برسالة { فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً } أي أخذهم الله أخذة نامية زائدة على أخذات الأمم ، والمعنى أنها بالغة في الشدّة إلى الغاية ، يقال ربى الشيء يربو إذا زاد وتضاعف . قال الزجاج تزيد على الأخذات . قال مجاهد شديدة { إِنَّا لَمَّا طَغَىٰ ٱلْمَاء } أي تجاوز حدّه في الارتفاع والعلوّ ، وذلك في زمن نوح لما أصرّ قومه على الكفر وكذبوه . وقيل طغى على خزانه من الملائكة غضباً لربه ، فلم يقدروا على حبسه . قال قتادة زاد على كل شيء خمسة عشر ذراعاً { حَمَلْنَـٰكُمْ فِى ٱلْجَارِيَةِ } أي في أصلاب آبائكم ، أو حملناهم وحملناكم في أصلابهم تغليباً للمخاطبين على الغائبين . والجارية سفينة نوح ، وسميت جارية لأنها تجري في الماء ، ومحل { في الجارية } النصب على الحال أي رفعناكم فوق الماء حال كونكم في السفينة ، ولما كان المقصود من ذكر قصص هذه الأمم ، وذكر ما حلّ بهم من العذاب زجر هذه الأمة عن الاقتداء بهم في معصية الرسول قال { لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً } أي لنجعل هذه الأمور المذكورة لكم يا أمة محمد عبرة وموعظة تستدلون بها على عظيم قدرة الله وبديع صنعه ، أو لنجعل هذه الفعلة التي هي عبارة عن إنجاء المؤمنين وإغراق الكافرين لكم تذكرة { وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وٰعِيَةٌ } أي تحفظها بعد سماعها أذن حافظة لما سمعت . قال الزجاج يقال أوعيت كذا أي حفظته في نفسي أعيه وعياً ، ووعيت العلم ، ووعيت ما قلته كله بمعنى ، وأوعيت المتاع في الوعاء ، ويقال لكل ما وعيته في غير نفسك أوعيته بالألف ، ولما حفظته في نفسك وعيته بغير ألف . قال قتادة في تفسير الآية أذن سمعت وعقلت ما سمعت . قال الفراء المعنى لتحفظها كل أذن عظة لمن يأتي بعد . قرأ الجمهور { تعيها } بكسر العين . وقرأ طلحة بن مصرّف ، وحميد الأعرج ، وأبو عمرو في رواية عنه بإسكان العين تشبيهاً لهذه الكلمة برحم وشهد وإن لم تكن من ذلك . قال الرازي وروي عن ابن كثير إسكان العين ، جعل حرف المضارعة مع ما بعده بمنزلة كلمة واحدة ، فخفف وأسكن كما أسكن الحرف المتوسط من فخذ وكبد وكتف . انتهى . والأولى أن يكون هذا من باب إجراء الوصل مجرى الوقف ، كما في قراءة من قرأ { وَمَا يُشْعِرُكُمْ } الأنعام 109 بسكون الراء . قال القرطبي واختلفت القراءة فيها عن عاصم ، وابن كثير يعني تعيها . { فَإِذَا نُفِخَ فِى ٱلصُّورِ نَفْخَةٌ وٰحِدَةٌ } هذا شروع في بيان الحاقة ، وكيف وقوعها بعد بيان شأنها بإهلاك المكذبين . قال عطاء يريد النفخة الأولى . وقال الكلبي ، ومقاتل يريد النفخة الأخيرة . قرأ الجمهور { نفخة واحدة } بالرفع فيهما على أن نفخة مرتفعة على النيابة ، وواحدة تأكيد لها ، وحسن تذكير الفعل لوقوع الفصل . وقرأ أبو السماك بنصبهما على أن النائب هو الجار والمجرور . قال الزجاج قوله { فِى ٱلصُّورِ } يقوم مقام ما لم يسمّ فاعله { وَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ } أي رفعت من أماكنها وقلعت عن مقارّها بالقدرة الإلٰهية . قرأ الجمهور { حملت } بتخفيف الميم . وقرأ الأعمش ، وابن أبي عبلة ، وابن مقسم ، وابن عامر في رواية عنه بتشديدها للتكثير أو للتعدية { فَدُكَّتَا دَكَّةً وٰحِدَةً } أي فكسرتا كسرة واحدة لا زيادة عليها ، أو ضربتا ضربة واحدة بعضهما ببعض حتى صارتا كثيباً مهيلاً وهباءً منبثاً . قال الفراء ولم يقل فدككن لأنه جعل الجبال كلها كالجملة الواحدة ، ومثله قوله تعالى { أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَـٰهُمَا } الأنبياء 30 . وقيل دكتا بسطتا بسطة واحدة ، ومنه اندك سنام البعير إذا انفرش على ظهره . { فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } أي قامت القيامة . { وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَاء فَهِىَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ } أي انشقت بنزول ما فيها من الملائكة فهي في ذلك اليوم ضعيفة مسترخية . قال الزجاج يقال لكل ما ضعف جدّاً قد وهي فهو واهٍ ، وقال الفرّاء وهيها تشققها . { وَٱلْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا } أي جنس الملك على أطرافها وجوانبها ، وهي جمع رجى مقصور ، وتثنيته رجوان مثل قفا وقفوان ، والمعنى أنها لما تشققت السماء ، وهي مساكنهم لجئوا إلى أطرافها . قال الضحاك إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت ، وتكون الملائكة على حافاتها حتى يأمرهم الربّ ، فينزلون إلى الأرض ويحيطون بالأرض ومن عليها . وقال سعيد بن جبير المعنى ، والملك على حافات الدنيا أي ينزلون إلى الأرض ، وقيل إذا صارت السماء قطعاً يقف الملائكة على تلك القطع التي ليست متشققة في أنفسها { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَـٰنِيَةٌ } أي يحمله فوق رءوسهم يوم القيامة ثمانية أملاك . وقيل ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلاّ الله عزّ وجلّ . وقيل ثمانية أجزاء من تسعة أجزاء من الملائكة ، قاله الكلبي وغيره . { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } أي تعرض العباد على الله لحسابهم ، ومثله { وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبّكَ صَفَّا } الكهف 48 وليس ذلك العرض عليه سبحانه ليعلم به ما لم يكن عالماً به وإنما عرض الاختبار والتوبيخ بالأعمال ، وجملة { لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } في محل نصب على الحال من ضمير تعرضون ، أي تعرضون حال كونه لا يخفى على الله سبحانه من ذواتكم أو أقوالكم وأفعالكم خافية كائنة ما كانت ، والتقدير أيّ نفس خافية أو فعلة خافية . وقد أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال { ٱلْحَاقَّةُ } من أسماء القيامة . وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير عنه قال ما أرسل الله شيئًا من ريح إلاّ بمكيال ، ولا قطرة من ماء إلاّ بمكيال إلاّ يوم نوح ويوم عاد . فأما يوم نوح فإن الماء طغى على خزانه ، فلم يكن لهم عليه سبيل ، ثم قرأ { إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلْمَاء } وأما يوم عاد فإن الريح عتت على خزانها فلم يكن لهم عليها سبيل ، ثم قرأ { بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ } . وأخرج ابن جرير عن عليّ بن أبي طالب نحوه . وأخرج البخاري ، ومسلم ، وغيرهما عن ابن عباس ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال " نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور " وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر مرفوعاً " قال ما أمر الخزّان على عاد إلاّ مثل موضع الخاتم من الريح ، فعتت على الخزّان ، فخرجت من نواحي الأبواب " ، فذلك قوله { بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ } قال " عتوّها عتت على الخزّان " . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ } قال الغالبة . وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني ، والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله { حُسُوماً } قال متتابعات . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير من طرق عن ابن عباس في قوله { حُسُوماً } قال تباعاً ، وفي لفظ متتابعات . وأخرج ابن المنذر عنه { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ } قال هي أصولها ، وفي قوله { خَاوِيَةٍ } قال خربة . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر عنه أيضاً في قوله { إِنَّا لَمَّا طَغَىٰ ٱلْمَاء } قال طغى على خزانه فنزل ، ولم ينزل من السماء ماء إلاّ بمكيال ، أو ميزان إلاّ زمن نوح ، فإنه طغى على خزانه فنزل بغير كيل ولا وزن . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الحلية من طريق مكحول عن عليّ بن أبي طالب في قوله { وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وٰعِيَةٌ } قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " سألت الله أن يجعلها أذنك يا عليّ " فقال عليّ ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فنسيته . قال ابن كثير وهو حديث مرسل . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والواحدي ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، وابن النجار عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ " إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك ، وأن أعلمك ، وأن تعي ، وحقّ لك أن تعي ، فنزلت هذه الآية { وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وٰعِيَةٌ } فأنت أذن واعيةً ، يا عليّ " قال ابن كثير ولا يصح . وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر عن ابن عمر في قوله { أُذُنٌ وٰعِيَةٌ } قال أذن عقلت عن الله . وأخرج الحاكم ، والبيهقي في البعث عن أبي بن كعب في قوله { وَحُمِلَتِ ٱلأرْضُ وَٱلْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وٰحِدَةً } قال تصيران غبرة على وجوه الكفار لا على وجوه المؤمنين ، وذلك قوله { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } عبس 40 41 . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { فَهِىَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ } قال متخرقة . وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه في قوله { وَٱلْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا } قال على حافاتها على ما لم يهيء منها . وأخرج عبد بن حميد ، وعثمان بن سعيد الدارمي في الردّ على الجهمية ، وأبو يعلى ، وابن المنذر ، وابن خزيمة ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والخطيب في تالي التلخيص عنه أيضاً في قوله { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَـٰنِيَةٌ } قال ثمانية أملاك على صورة الأوعال . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً من طرق في الآية قال يقال ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلاّ الله ، ويقال ثمانية أملاك رءوسهم عند العرش في السماء السابعة ، وأقدامهم في الأرض السفلى ، ولهم قرون كقرون الوعلة ، ما بين أصل قرن أحدهم إلى منتهاه خمسمائة عام . وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، والترمذي ، وابن ماجه ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن أبي موسى قال قال رسول الله " يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات ، فأما عرضتان فجدال ومعاذير ، وأما الثالثة فعند ذلك تطاير الصحف في الأيدي ، فآخذ بيمينه وآخذ بشماله " وأخرج ابن جرير ، والبيهقي في البعث عن ابن مسعود نحوه .