Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 1-20)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ } قد تقدّم أن نوحاً أوّل رسول أرسله الله ، وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن قينان بن شيث بن آدم ، وقد تقدّم مدّة لبثه في قومه ، وبيان جميع عمره ، وبيان السنّ التي أرسل وهو فيها في سورة العنكبوت . { أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ } أي بأن أنذر على أنها مصدرية . ويجوز أن تكون هي المفسرة لأن في الإرسال معنى القول . وقرأ ابن مسعود { أنذر } بدون أن ، وذلك على تقدير القول ، أي فقلنا له أنذر { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي عذاب شديد الألم ، وهو عذاب النار . وقال الكلبي هو ما نزل بهم من الطوفان . وجملة { قَالَ يَـا قَوْمٌ إِنَّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } مستأنفة استئنافاً بيانياً على تقدير سؤال ، كأنه قيل فماذا قال نوح ؟ فقال قال لهم إلخ . والمعنى إني لكم منذر من عقاب الله ومخوّف لكم ، ومبين لما فيه نجاتكم . { أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ } « أن » هي التفسيرية لنذير ، أو هي المصدرية أي بأن اعبدوا الله ولا تشركوا به غيره ، { واتقوه } أي اجتنبوا ما يوقعكم في عذابه ، { وأطيعون } فيما آمركم به فإني رسول إليكم من عند الله . { يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ } هذا جواب الأمر ، و « من » للتبعيض ، أي بعض ذنوبكم ، وهو ما سلف منها قبل طاعة الرسول وإجابة دعوته . وقال السديّ المعنى يغفر لكم ذنوبكم ، فتكون « من » على هذا زائدة . وقيل المراد بالبعض ما لا يتعلق بحقوق العباد . وقيل هي لبيان الجنس . وقيل يغفر لكم من ذنوبكم ما استغفرتموه منها { وَيُؤَخّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } أي يؤخر موتكم إلى الأمد الأقصى الذي قدّره الله لكم بشرط الإيمان والطاعة فوق ما قدّره لكم ، على تقدير بقائكم على الكفر والعصيان . وقيل التأخير بمعنى البركة في أعمارهم أن آمنوا ، وعدم البركة فيها إن لم يؤمنوا . قال مقاتل يؤخركم إلى منتهى آجالكم . وقال الزجاج أي يؤخركم عن العذاب فتموتوا غير ميتة المستأصلين بالعذاب . وقال الفراء المعنى لا يميتكم غرقاً ولا حرقاً ولا قتلاً { إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَاء لاَ يُؤَخَّرُ } أي ما قدّره لكم على تقدير بقائكم على الكفر من العذاب إذا جاء ، وأنتم باقون على الكفر لا يؤخر بل يقع لا محالة ، فبادروا إلى الإيمان والطاعة . وقيل المعنى إن أجل الله ، وهو الموت إذا جاء لا يمكنكم الإيمان . وقيل المعنى إذا جاء الموت لا يؤخر سواء كان بعذاب أو بغير عذاب { لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي شيئًا من العلم لسارعتم إلى ما أمرتكم به ، أو لعلمتم أن أجل الله إذا جاء لا يؤخر . { قَالَ رَبّ إِنّى دَعَوْتُ قَوْمِى لَيْلاً وَنَهَاراً } أي قال نوح منادياً لربه ، وحاكياً له ما جرى بينه وبين قومه ، وهو أعلم به منه إني دعوت قومي إلى ما أمرتني بأن أدعوهم إليه من الإيمان دعاء دائماً في الليل والنهار من غير تقصير . { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِى إِلاَّ فِرَاراً } عما دعوتهم إليه وبعداً عنه . قال مقاتل يعني تباعداً من الإيمان ، وإسناد الزيادة إلى الدعاء لكونه سببها ، كما في قوله { زَادَتْهُمْ إِيمَـٰناً } الأنفال 2 . قرأ الجمهور " دعائي " بفتح الياء ، وقرأ الكوفيون ، ويعقوب ، والدوري عن أبي عمرو بإسكانها ، والاستثناء مفرّغ . { وَإِنّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ } أي كلما دعوتهم إلى سبب المغفرة ، وهو الإيمان بك ، والطاعة لك { جَعَلُواْ أَصَـٰبِعَهُمْ فِى ءاذٰنِهِمْ } لئلا يسمعوا صوتي { وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ } أي غطوا بها وجوههم لئلا يروني . وقيل جعلوا ثيابهم على رؤوسهم لئلا يسمعوا كلامي ، فيكون استغشاء الثياب على هذا زيادة في سدّ الآذان . وقيل هو كناية عن العداوة . يقال لبس فلان ثياب العداوة . وقيل استغشوا ثيابهم لئلا يعرفهم فيدعوهم { وَأَصَرُّواْ } أي استمروا على الكفر ، ولم يقلعوا عنه ولا تابوا منه { وَٱسْتَكْبَرُواْ } عن قبول الحق ، وعن امتثال ما أمرهم به { ٱسْتِكْبَاراً } شديداً . { ثُمَّ إِنّى دَعَوْتُهُمْ جِهَـٰراً } أي مظهراً لهم الدعوة مجاهراً لهم بها . { ثُمَّ إِنّى أَعْلَنْتُ لَهُمْ } أي دعوتهم معلناً لهم بالدعاء { وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً } أي وأسررت لهم الدعوة إسراراً كثيراً . قيل المعنى أن يدعو الرجل بعد الرجل يكلمه سراً فيما بينه وبينه ، والمقصود أنه دعاهم على وجوه متخالفة وأساليب متفاوتة ، فلم ينجع ذلك فيهم . قال مجاهد معنى أعلنت صحت . وقيل معنى { أسررت } أتيتهم في منازلهم فدعوتهم فيها . وانتصاب { جهاراً } على المصدرية لأن الدعاء يكون جهاراً ويكون غير جهار ، فالجهار نوع من الدعاء كقولهم قعد القرفصاء ، ويجوز أن يكون نعت مصدر محذوف ، أي دعاء جهاراً ، وأن يكون مصدراً في موضع الحال أي مجاهراً ، ومعنى " ثم " الدلالة على تباعد الأحوال لأن الجهار أغلظ من الإسرار ، والجمع بين الأمرين أغلظ من أحدهما . قرأ الجمهور { إني } بسكون الياء ، وقرأ أبو عمرو والحرميون بفتحها . { فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً } أي سلوه المغفرة من ذنوبكم السابقة بإخلاص النية { إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً } أي كثير المغفرة للمذنبين . وقيل معنى { استغفروا } توبوا عن الكفر إنه كان غفاراً للتائبين { يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً } أي يرسل ماء السماء عليكم ، ففيه إضمار . وقيل المراد بالسماء المطر ، كما في قول الشاعر @ إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا @@ والمدرار الدرور ، وهو التحلب بالمطر ، وانتصابه إما على الحال من السماء ، ولم يؤنث ، لأن مفعالاً لا يؤنث تقول امرأة مئناث ومذكار ، أو على أنه نعت لمصدر محذوف ، أي إرسالاً مدراراً ، وقد تقدّم الكلام عليه في سورة الأنعام ، وجزم يرسل لكونه جواب الأمر . وفي هذه الآية دليل على أن الاستغفار من أعظم أسباب المطر وحصول أنواع الأرزاق ، ولهذا قال { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ } يعني بساتين { وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } جارية . قال عطاء المعنى يكثر أموالكم وأولادكم . أعلمهم نوح عليه السلام أن إيمانهم بالله يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة الخصب والغنى في الدنيا { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } أي أيّ عذر لكم في ترك الرجاء ، والرجاء هنا بمعنى الخوف ، أي ما لكم لا تخافون الله ، والوقار العظمة من التوقير ، وهو التعظيم ، والمعنى لا تخافون حقّ عظمته ، فتوحدونه وتطيعونه ، و { لاَ تَرْجُونَ } في محل نصب على الحال من ضمير المخاطبين ، والعامل فيه معنى الاستقرار في لكم ، ومن إطلاق الرجاء على الخوف قول الهذلي @ إذا لسعته النحل لم يرج لسعها @@ وقال سعيد بن جبير ، وأبو العالية ، وعطاء بن أبي رباح ما لكم لا ترجون لله ثواباً ، ولا تخافون منه عقاباً . وقال مجاهد ، والضحاك ما لكم لا تبالون لله عظمة . قال قطرب هذه لغة حجازية . وهذيل ، وخزاعة ، ومضر يقولون لم أرج لم أبل . وقال قتادة ما لكم لا ترجون لله عاقبة الإيمان . وقال ابن كيسان ما لكم لا ترجون في عبادة الله وطاعته أن يثيبكم على توقيركم خيراً . وقال ابن زيد ما لكم لا تؤدّون لله طاعة . وقال الحسن ما لكم لا تعرفون لله حقاً ، ولا تشكرون له نعمة ، وجملة { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } في محل نصب على الحال ، أي والحال أنه سبحانه قد خلقكم على أطوار مختلفة نطفة ، ثم مضغة ، ثم علقة إلى تمام الخلق ، كما تقدّم بيانه في سورة المؤمنين ، والطور في اللغة المرّة ، وقال ابن الأنباري الطور الحال ، وجمعه أطوار . وقيل أطواراً صبياناً ، ثم شباناً ، ثم شيوخاً . وقيل الأطوار اختلافهم في الأفعال والأقوال والأخلاق ، والمعنى كيف تقصرون في توقير من خلقكم على هذه الأطوار البديعة ؟ { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَـٰوَاتٍ طِبَاقاً } الخطاب لمن يصلح له ، والمراد الاستدلال بخلق السمٰوات على كمال قدرته وبديع صنعه ، وأنه الحقيق بالعبادة ، والطباق المتطابقة بعضها فوق بعض كل سماء مطبقة على الأخرى كالقباب قال الحسن خلق الله سبع سمٰوات على سبع أرضين بين كل سماء وسماء ، وأرض وأرض خلق وأمر ، وقد تقدّم تحقيق هذا في قوله { وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ } الطلاق 12 وانتصاب { طباقاً } على المصدرية ، تقول طابقه مطابقة ، وطباقاً ، أو حال بمعنى ذات طباق ، فحذف ذات وأقام طباقاً مقامه ، وأجاز الفراء في غير القرآن جرّ { طباقاً } على النعت { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } أي منوّراً لوجه الأرض ، وجعل القمر في السمٰوات مع كونها في سماء الدنيا لأنها إذا كانت في إحداهنّ فهي فيهنّ ، كذا قال ابن كيسان . قال الأخفش كما تقول أتاني بنو تميم ، والمراد بعضهم . وقال قطرب فيهنّ بمعنى معهنّ ، أي خلق القمر والشمس مع خلق السمٰوات والأرض ، كما في قول امرىء القيس @ وهل ينعمن من كان آخر عهده ثلاثين شهراً في ثلاثة أحوال @@ أي مع ثلاثة أحوال { وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } أي كالمصباح لأهل الأرض ليتوصلوا بذلك إلى التصرّف فيما يحتاجون إليه من المعاش . { وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً } يعني آدم خلقه الله من أديم الأرض ، والمعنى أنشأكم منها إنشاء ، فاستعير الإنبات للإنشاء لكونه أدل على الحدوث والتكوين ، و { نباتاً } إما مصدر لأنبت على حذف الزوائد ، أو مصدر لفعل محذوف ، أي أنبتكم من الأرض ، فنبتم نباتاً . وقال الخليل ، والزجاج هو مصدر محمول على المعنى لأن معنى { أنبتكم } جعلكم تنبتون نباتاً . وقيل المعنى والله أنبت لكم من الأرض النبات ، فنباتاً على هذا مفعول به . قال ابن بحر أنبتهم في الأرض بالكبر بعد الصغر ، وبالطول بعد القصر . { ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا } أي في الأرض { وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً } يعني يخرجكم منها بالبعث يوم القيامة . { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ بِسَاطاً } أي فرشها وبسطها لكم تتقلبون عليها تقلبكم على بسطكم في بيوتكم . { لّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً } أي طرقاً واسعة ، والفجاج جمع فج ، وهو الطريق الواسع ، كذا قال الفراء ، وغيره . وقيل الفج المسلك بين الجبلين ، وقد مضى تحقيق هذا في سورة الأنبياء وفي سورة الحج مستوفى . وقد أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله { َجعلوا أصابعهم في آذانهم } قال لئلا يسمعوا ما يقول { وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ } قال ليتنكروا ، فلا يعرفهم { وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً } قال تركوا التوبة . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر عنه { وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ } قال غطوا وجوههم لئلا يروا نوحاً ولا يسمعوا كلامه . وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في قوله { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } قال لا تعلمون لله عظمة . وأخرج ابن جرير ، والبيهقي عنه أيضاً { وَقَاراً } قال عظمة . وفي قوله { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } قال نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً في الآية قال لا تخافون لله عظمة . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً قال لا تخشون له عقاباً ولا ترجون له ثواباً . وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عليّ بن أبي طالب « أن النبيّ صلى الله عليه وسلم رأى ناساً يغتسلون عراة ليس عليهم أزر ، فوقف ، فنادى بأعلى صوته { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } » . وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن عمرو قال الشمس والقمر ، وجوههما قبل السماء وأقفيتهما قبل الأرض ، وأنا أقرأ بذلك عليكم أنه من كتاب الله { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } . وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن عمر قال تضيء لأهل السمٰوات ، كما تضيء لأهل الأرض . وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال اجتمع عبد الله بن عمرو بن العاص وكعب الأحبار وقد كان بينهما بعض العتب ، فتعاتبا فذهب ذلك ، فقال عبد الله بن عمرو لكعب سلني عما شئت ، فلا تسألني عن شيء إلاّ أخبرتك بتصديق قولي من القرآن ، فقال له أرأيت ضوء الشمس والقمر أهو في السمٰوات السبع ، كما هو في الأرض ؟ قال نعم ألم تروا إلى قول الله { خَلَقَ سَبْعَ سَمَـٰوَاتٍ طِبَاقاً وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } . وأخرج عبد بن حميد ، وأبو الشيخ في العظمة ، والحاكم وصححه عن ابن عباس { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } قال وجهه في السماء إلى العرش وقفاه إلى الأرض . وأخرج عبد بن حميد من طريق الكلبي عن أبي صالح عنه { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } قال خلق فيهنّ حين خلقهنّ ضياء لأهل الأرض ، وليس في السماء من ضوئه شيء ، وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عنه أيضاً { سُبُلاً فِجَاجاً } قال طرقاً مختلفة .