Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 27-46)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَاء بَنَـٰهَا } أي أخلقكم بعد الموت ، وبعثكم أشدّ عندكم ، وفي تقديركم أم خلق السماء ؟ والخطاب لكفار مكة ، والمقصود به التوبيخ لهم والتبكيت لأن من قدر على خلق السماء ؟ التي لها هذا الجرم العظيم وفيها من عجائب الصنع وبدائع القدرة ما هو بين للناظرين كيف يعجز عن إعادة الأجسام التي أماتها بعد أن خلقها أوّل مرّة ؟ ومثل هذا قوله سبحانه { لَخَلْقُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ } غافر 57 وقوله { أَوَ لَيْسَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِقَـٰدِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم } يۤس 81 ثم بيّن سبحانه كيفية خلق السماء فقال { بَنَـٰهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } أي جعلها كالبناء المرتفع فوق الأرض ، ورفع سمكها أي أعلاه في الهواء ، فقوله { رَفَعَ سَمْكَهَا } بيان للبناء ، يقال سمكت الشيء أي رفعته في الهواء ، وسمك الشيء سموكاً ارتفع . قال الفرّاء كل شيء حمل شيئًا من البناء أو غيره فهو سمك ، وبناء مسموك ، وسنام سامك أي عال ، والسموكات السمٰوات ومنه قول الفرزدق @ إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه أعزّ وأطول @@ قال البغوي رفع سمكها ، أي سقفها . قال الكسائي ، والفراء ، والزجاج تمّ الكلام عند قوله { أَمِ ٱلسَّمَاء بَنَـٰهَا } لأنه من صلة السماء ، والتقدير أم السماء التي بناها ، فحذف التي ، ومثل هذا الحذف جائز . ومعنى { فَسَوَّاهَا } فجعلها مستوية الخلق معدّلة الشكل لا تفاوت فيها ، ولا اعوجاج ، ولا فطور ، ولا شقوق . { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا } الغطش الظلمة أي جعله مظلماً ، يقال غطش الليل وأغطشه الله ، كما يقال أظلم الليل وأظلمه الله ، ورجل أغطش ، وامرأة غطشى لا يهتديان . قال الراغب وأصله من الأغطش ، وهو الذي في عينه عمش ، ومنه فلاة غطشى لا يهتدى فيها ، والتغاطش التعامي . قال الأعشى @ ودهماء بالليل غطشى الفلا ة يؤنسني صوت قيادها @@ وقوله @ وغامرهم مدلهم غطش @@ يعني غمرهم سواد الليل ، وأضاف الليل إلى السماء لأن الليل يكون بغروب الشمس ، والشمس مضافة إلى السماء . { وَأَخْرَجَ ضُحَـٰهَا } أي أبرز نهارها المضيء بإضاءة الشمس ، وعبر عن النهار بالضحى لأنه أشرف أوقاته وأطيبها ، وأضافه إلى السماء لأنه يظهر بظهور الشمس ، وهي منسوبة إلى السماء . { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـٰهَا } أي بعد خلق السماء ، ومعنى { دحاها } بسطها ، وهذا يدلّ على أن خلق الأرض بعد خلق السماء ، ولا معارضة بين هذه الآية ، وبين ما تقدّم في سورة فصلت من قوله { ثُمَّ ٱسْتَوَى إِلَى ٱلسَّمَاء } فصلت 11 بل الجمع بأنه سبحانه خلق الأرض أوّلاً غير مدحوّة ، ثم خلق السماء ، ثم دحا الأرض ، وقد قدّمنا الكلام على هذا مستوفى هنالك ، وقدّمنا أيضاً بحثاً في هذا في أوّل سورة البقرة عند قوله { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } البقرة 29 وذكر بعض أهل العلم أن بعد بمعنى مع ، كما في قوله { عُتُلٍ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } القلم 13 ، وقيل بعد بمعنى قبل ، كقوله { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذّكْرِ } الأنبياء 105 أي من قبل الذكر ، والجمع الذي ذكرناه أولى ، وهو قول ابن عباس وغير واحد ، واختاره ابن جرير . يقال دحوت الشيء أدحوه إذا بسطته ، ويقال لعشّ النعامة أدحى لأنه مبسوط على الأرض . وأنشد المبرد @ دحاها فلما رآها استوت على الماء أرسى عليها الجبالا @@ وقال أمية بن أبي الصلت @ وبثّ الخلق فيها إذا دحاها فهم قطانها حتى التنادي @@ وقال زيد بن عمرو بن نفيل @ وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخراً ثقالاً دحاها فلما استوت شدّها بأيد وأرسى عليها الجبالا @@ قرأ الجمهور بنصب الأرض على الاشتغال . وقرأ الحسن ، وعمرو بن ميمون ، وابن أبي عبلة ، وأبو حيوة ، وأبو السماك ، وعمرو بن عبيد ، ونصر بن عاصم بالرفع على الابتداء . { أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَـٰهَا } أي فجر من الأرض الأنهار والبحار والعيون . وأخرج منها مرعاها . أي النبات الذي يرعى ، ومرعاها مصدر ميميّ أي رعيها ، وهو في الأصل موضع الرعي ، والجملة إما بيان وتفسير لدحاها لأن السكنى لا تتأتى بمجرِّد البسط بل لا بد من تسوية أمر المعاش من المأكل والمشرب . وإما في محل نصب على الحال . { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَـٰهَا } أي أثبتها في الأرض ، وجعلها كالأوتاد للأرض لتثبت وتستقرّ ، وأن لا تميد بأهلها . قرأ الجمهور بنصب الجبال على الاشتغال . وقرأ الحسن ، وعمرو بن ميمون ، وأبو حيوة ، وأبو السماك ، وعمرو بن عبيد ، ونصر بن عاصم بالرفع على الابتداء ، قيل ولعل وجه تقديم ذكر إخراج الماء ، والمرعى على إرساء الجبال مع تقدم الإرساء عليه للاهتمام بأمر المأكل والمشرب { مَتَـٰعاً لَّكُمْ وَلأَعَـٰمِكُمْ } أي منفعة لكم ولأنعامكم من البقر ، والإبل ، والغنم ، وانتصاب متاعاً على المصدرية أي متعكم بذلك متاعاً أو هو مصدر من غير لفظه لأن قوله { أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَـٰهَا } بمعنى متع بذلك ، أو على أنه مفعول له أي فعل ذلك لأجل التمتيع ، وإنما قال { لَّكُمْ وَلاِنْعَـٰمِكُمْ } لأن فائدة ما ذكر من الدحوّ ، وإخراج الماء ، والمرعى كائنة لهم ولأنعامهم ، والمرعى يعمّ ما يأكله الناس والدواب . { فَإِذَا جَاءتِ ٱلطَّامَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } أي الداهية العظمى التي تطمّ على سائر الطامات . قال الحسن ، وغيره وهي النفخة الثانية . وقال الضحاك ، وغيره هي القيامة سميت بذلك ، لأنها تطمّ على كل شيء لعظم هولها . قال المبرد الطامة عند العرب الداهية التي لا تستطاع ، وإنما أخذت فيما أحسب من قولهم طمّ الفرس طميماً إذا استفرغ جهده في الجري ، وطمّ الماء إذا ملأ النهر كله . وقال غيره هو من طمّ السيل الركية أي دفنها ، والطمّ الدفن . قال مجاهد ، وغيره الطامة الكبرى هي التي تسلم أهل الجنة إلى الجنة ، وأهل النار إلى النار ، والفاء للدلالة على ترتب ما بعدها على ما قبلها ، وجواب إذا قيل هو قوله { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } . وقيل محذوف أي فإن الأمر كذلك ، أو عاينوا أو علموا ، أو أدخل أهل النار النار ، وأهل الجنة الجنة . وقال أبو البقاء العامل فيها جوابها وهو معنى { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَـٰنُ } الفجر 23 فإنه منصوب بفعل مضمر ، أي أعني يوم يتذكر ، أو يوم يتذكر يكون كيت ، وكيت . وقيل إن الظرف بدل من إذا ، وقيل هو بدل من الطامة الكبرى ومعنى تذكر الإنسان ما سعى أنه يتذكر ما عمله من خيرّ ، أو شرّ لأنه يشاهده مدوّناً في صحائف عمله ، و « ما » مصدرية ، أو موصولة { وَبُرّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } معطوف على جاءت ، ومعنى برّزت أظهرت إظهاراً لا يخفى على أحد . قال مقاتل يكشف عنها الغطاء ، فينظر إليها الخلق ، وقيل { لِمَن يَرَىٰ } من الكفار ، لا من المؤمنين والظاهر أن تبرز لكلّ راء ، فأما المؤمن فيعرف برؤيتها قدر نعمة الله عليه بالسلامة منها ، وأما الكافر فيزداد غماً إلى غمه ، وحسرة إلى حسرته . قرأ الجمهور { لمن يرى } بالتحتية . وقرأت عائشة ، ومالك ابن دينار ، وعكرمة ، وزيد بن عليّ بالفوقية ، أي لمن تراه الجحيم ، أو لمن تراه أنت يا محمد . وقرأ ابن مسعود " لمن رأى " على صيغة الفعل الماضي . { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } أي جاوز الحد في الكفر والمعاصي . { وَءاثَرَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا } أي قدّمها عن الآخرة ، ولم يستعدّ لها ، ولا عمل عملها . { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ } أي مأواه ، والألف واللام عوض عن المضاف إليه ، والمعنى أنها منزله الذي ينزله ، ومأواه الذي يأوي إليه لا غيرها . ثم ذكر القسم الثاني من القسمين فقال { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ } أي حذر مقامه بين يدي ربه يوم القيامة . قال الربيع مقامه يوم الحساب . قال قتادة يقول إن لله عزّ وجلّ مقاماً قد خافه المؤمنون . وقال مجاهد هو خوفه في الدنيا من الله عزّ وجلّ عند مواقعة الذنب فيقلع عنه ، نظيره قوله { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ } الرحمٰن 46 والأوّل أولى . { وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } أي زجرها عن الميل إلى المعاصي والمحارم التي تشتهيها . قال مقاتل هو الرجل يهمّ بالمعصية ، فيذكر مقامه للحساب ، فيتركها { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ } أي المنزل الذي ينزله ، والمكان الذي يأوي إليه لا غيرها . { يَسْـئَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَـٰهَا } أي متى وقوعها وقيامها . قال الفراء أي منتهى قيامها كرسوّ السفينة . قال أبو عبيدة ومرسى السفينة حين تنتهي ، والمعنى يسألونك عن الساعة متى يقيمها الله ، وقد مضى بيان هذا في سورة الأعراف { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا } أي في أيّ شيء أنت يا محمد من ذكر القيامة والسؤال عنها ، والمعنى لست في شيء من علمها ، وذكراها إنما يعلمها الله سبحانه ، وهو إنكار وردّ لسؤال المشركين عنها أي فيم أنت من ذلك حتى يسألونك عنه ولست تعلمه ؟ { إِلَىٰ رَبّكَ مُنتَهَـٰهَا } أي منتهى علمها ، فلا يوجد علمها عند غيره ، وهذا كقوله { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبّي } الأعراف 187 ، وقوله { إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } لقمان 34 فكيف يسألونك عنها ، ويطلبون منك بيان وقت قيامها ؟ { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَـٰهَا } أي مخوّف لمن يخشى قيام الساعة ، وذلك وظيفتك ليس عليك غيره من الإخبار بوقت قيام الساعة ، ونحوه مما استأثر الله بعلمه ، وخصّ الإنذار بمن يخشى لأنهم المنتفعون بالإنذار ، وإن كان منذراً لكلّ مكلف من مسلم وكافر . قرأ الجمهور بإضافة { منذر } إلى ما بعده . وقرأ عمر بن عبد العزيز ، وأبو جعفر ، وطلحة ، وابن محيصن ، وشيبة ، والأعرج ، وحميد بالتنوين ، ورويت هذه القراءة عن أبي عمرو . قال الفراء والتنوين ، وتركه في منذر صواب كقوله { بَـٰلِغُ أَمْرِهِ } الطلاق 3 و { مُوهِنُ كَيْدِ ٱلْكَـٰفِرِينَ } الأنفال 18 . قال أبو عليّ الفارسي يجوز أن تكون الإضافة للماضي ، نحو ضارب زيد أمس . { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَـٰهَا } أي إلاّ قدر آخر نهار أو أوّله ، أو قدر الضحى الذي يلي تلك العشية ، والمراد تقليل مدّة الدنيا ، كما قال { لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مّن نَّهَارٍ } الأحقاف 35 . وقيل لم يلبثوا في قبورهم إلاّ عشية أو ضحاها . قال الفراء ، والزجاج المراد بإضافة الضحى إلى العشية إضافته إلى يوم العشية على عادة العرب ، يقولون آتيك الغداة أو عشيتها ، وآتيك العشية أو غداتها ، فتكون العشية في معنى آخر النهار ، والغداة في معنى أوّل النهار . ومنه قول الشاعر @ نحن صبحنا عامراً في دارها جرداً تعادى طرفي نهارها عشية الهلال أو سرارها @@ والجملة تقرير لما يدل عليه الإنذار من سرعة مجيء المنذر به . وقد أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { رَفَعَ سَمْكَهَا } قال بناها { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا } قال أظلم ليلها . وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه . { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا } قال وأظلم ليلها { وَأَخْرَجَ ضُحَـٰهَا } قال أخرج نهارها . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً { وَٱلأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـٰهَا } قال مع ذلك . وأخرج عبد ابن حميد ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً أن رجلاً قال له آيتان في كتاب الله تخالف إحداهما الأخرى ، فقال إنما أتيت من قبل رأيك ، قال اقرأ { قُلْ أَءنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِى خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِى يَوْمَيْنِ } حتى بلغ { ثُمَّ ٱسْتَوَى إِلَى ٱلسَّمَاء } فصلت 9 - 11 وقوله { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـٰهَا } قال خلق الله الأرض قبل أن يخلق السماء ، ثم خلق السماء ، ثم دحى الأرض بعد ما خلق السماء ، وإنما قوله { دَحَـٰهَا } بسطها . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً قال { دَحَـٰهَا } أن أخرج منها الماء والمرعى ، وشقق فيها الأنهار ، وجعل فيها الجبال ، والرمال ، والسبل ، والآكام وما بينهما في يومين . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً قال الطامة من أسماء يوم القيامة . وأخرج ابن مردويه عن عليّ بن أبي طالب « كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة فنزلت { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا } » . وأخرج البزار ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن عائشة قالت « ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل الله { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَىٰ رَبّكَ مُنتَهَـٰهَا } فانتهى ، فلم يسأل عنها » . وأخرج عبد بن حميد ، والنسائي ، وابن جرير ، والطبراني ، وابن مردويه عن طارق بن شهاب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَىٰ رَبّكَ مُنتَهَـٰهَا } فكفّ عنها . وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس . قال السيوطي بسند ضعيف إن مشركي مكة سألوا النبيّ فقالوا متى الساعة استهزاء منهم ؟ فأنزل الله { يَسْـئَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَـٰهَا } يعني مجيئها { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا } يعني ما أنت من علمها يا محمد { إِلَىٰ رَبّكَ مُنتَهَـٰهَا } يعني منتهى علمها . وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت كانت الأعراب إذا قدموا على النبيّ سألوه عن الساعة ، فينظر إلى أحدث إنسان منهم ، فيقول " إن يعش هذا قامت عليكم ساعتكم " .