Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 1-17)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { وَيْلٌ لّلْمُطَفّفِينَ } ويل مبتدأ ، وسوّغ الابتداء به كونه دعاء ، ولو نصب لجاز . قال مكي والمختار في ويل ، وشبهه إذا كان غير مضاف الرفع ، ويجوز النصب ، فإن كان مضافاً أو معرّفاً كان الاختيار فيه النصب نحو قوله { وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُواْ } طه 61 و { للمطففين } خبره ، والمطفف المنقص ، وحقيقته الأخذ في الكيل ، أو الوزن شيئًا طفيفاً أي نزراً حقيراً . قال أهل اللغة المطفف مأخوذ من الطفف ، وهو القليل ، فالمطفف هو المقلل حق صاحبه بنقصانه عن الحق في كيل أو وزن . قال الزجاج إنما قيل للذي ينقص المكيال والميزان مطفف ، لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء اليسير الطفيف . قال أبو عبيدة ، والمبرد المطفف الذي يبخس في الكيل والوزن ، والمراد بالويل هنا شدّة العذاب ، أو نفس العذاب ، أو الشرّ الشديد ، أو هو واد في جهنم . قال الكلبي قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وهم يسيئون كيلهم ، ووزنهم لغيرهم ، ويستوفون لأنفسهم ، فنزلت هذه الآية . وقال السديّ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وكان بها رجل يقال له أبو جهينة ، ومعه صاعان يكيل بأحدهما ، ويكتال بالآخر ، فأنزل الله هذه الآية . قال الفراء هم بعد نزول هذه الآية أحسن الناس كيلاً إلى يومهم هذا . ثم بيّن سبحانه المطففين من هم ؟ فقال { ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكْتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسْتَوْفُونَ } أي يستوفون الاكتيال ، والأخذ بالكيل . قال الفرّاء يريد اكتالوا من الناس ، وعلى ومن في هذا الموضع يعتقبان ، يقال اكتلت منك أي استوفيت منك ، وتقول اكتلت عليك أي أخذت ما عليك . قال الزجاج إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل ، ولم يذكر اتزنوا لأن الكيل والوزن بهما الشراء والبيع ، فأحدهما يدل على الآخر . قال الواحدي قال المفسرون يعني الذين إذا اشتروا لأنفسهم استوفوا في الكيل والوزن ، وإذا باعوا ووزنوا لغيرهم نقصوا ، وهو معنى قوله { وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } أي كالوا لهم ، أو وزنوا لهم ، فحذفت اللام فتعدّى الفعل إلى المفعول ، فهو من باب الحذف والإيصال ، ومثله نصحتك ، ونصحت لك ، كذا قال الأخفش ، والكسائي ، والفرّاء . قال الفرّاء وسمعت أعرابية تقول إذا صدر الناس أتينا التاجر ، فيكيلنا المدّ والمدّين إلى الموسم المقبل . قال وهو من كلام أهل الحجاز ، ومن جاورهم من قيس . قال الزجاج لا يجوز الوقف على كالوا حتى يوصل بالضمير ، ومن الناس من يجعله توكيداً أي توكيداً للضمير المستكنّ في الفعل ، فيجيز الوقف على كالوا أو وزنوا ، قال أبو عبيد وكان عيسى بن عمر يجعلهما حرفين ، ويقف على كالوا أو وزنوا ، ثم يقول هم يخسرون . قال وأحسب قراءة حمزة كذلك . قال أبو عبيد والاختيار أن يكونا كلمة واحدة من جهتين إحداهما الخط ، ولذلك كتبوها بغير ألف ، ولو كانتا مقطوعتين لكانتا كالوا أو وزنوا بالألف . والأخرى أنه يقال كلتك ، ووزنتك بمعنى كلت لك ، ووزنت لك ، وهو كلام عربيّ كما يقال صدتك وصدت لك ، وكسبتك وكسبت لك ، وشكرتك وشكرت لك ، ونحو ذلك . وقيل هو على حذف المضاف ، وإقامة المضاف إليه مقامه ، والمضاف المكيل والموزون أي وإذا كالوا مكيلهم ، أو وزنوا موزونهم ، ومعنى { يخسرون } ينقصون كقوله { وَلاَ تُخْسِرُواْ ٱلْمِيزَانَ } الرحمٰن 9 والعرب تقول خسرت الميزان ، وأخسرته . ثم خوّفهم سبحانه فقال { أَلا يَظُنُّ أُوْلَـئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ } والجملة مستأنفة مسوقة لتهويل ما فعلوه من التطفيف ، وتفظيعه ، وللتعجيب من حالهم في الاجتراء عليه ، والإشارة بقوله { أُوْلَـٰئِكَ } إلى المطففين ، والمعنى أنهم لا يخطرون ببالهم أنهم مبعوثون ، فمسؤولون عما يفعلون . قيل والظنّ هنا بمعنى اليقين أي لا يوقن أولئك ، ولو أيقنوا ما نقصوا الكيل والوزن ، وقيل الظنّ على بابه ، والمعنى إن كانوا لا يستيقنون البعث ، فهلا ظنوه حتى يتدبروا فيه ، ويبحثوا عنه ، ويتركوا ما يخشون من عاقبته . واليوم العظيم هو يوم القيامة ، ووصفه بالعظم ، لكونه زماناً لتلك الأمور العظام من البعث والحساب والعقاب ، ودخول أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار . ثم أخبر عن ذلك اليوم فقال { يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } انتصاب الظرف بـ { مبعوثون } المذكور قبله ، أو بفعل مقدّر يدل عليه مبعوثون . أي يبعثون يوم يقوم الناس ، أو على البدل من محل ليوم ، أو بإضمار أعني ، أو هو في محلّ رفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أو في محلّ جرّ على البدل من لفظ ليوم ، وإنما بني على الفتح في هذين الوجهين لإضافته إلى الفعل . قال الزجاج { يوم } منصوب بقوله { مبعوثون } ، المعنى ألا يظنون أنهم يبعثون يوم القيامة ؟ ومعنى { يوم يقوم الناس } يوم يقومون من قبورهم لأمر ربّ العالمين ، أو لجزائه ، أو لحسابه ، أو لحكمه وقضائه . وفي وصف اليوم بالعظم مع قيام الناس لله خاضعين فيه ، ووصفه سبحانه بكونه ربّ العالمين دلالة على عظم ذنب التطفيف ، ومزيد إثمه ، وفظاعة عقابه . وقيل المراد بقوله { يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ } قيامهم في رشحهم إلى أنصاف آذانهم ، وقيل المراد قيامهم بما عليهم من حقوق العباد ، وقيل المراد قيام الرسل بين يدي الله للقضاء ، والأوّل أولى . قوله { كَلاَّ } هي للردع ، والزجر للمطففين الغافلين عن البعث ، وما بعده . ثم استأنف فقال { إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلْفُجَّارِ لَفِى سِجّينٍ } وعند أبي حاتم أن { كلا } بمعنى حقاً متصلة بما بعدها على معنى حقاً إن كتاب الفجار لفي سجين ، وسجين هو ما فسره به سبحانه من قوله { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجّينٌ * كِتَـٰبٌ مَّرْقُومٌ } فأخبر بهذا أنه كتاب مرقوم أي مسطور ، قيل هو كتاب جامع لأعمال الشرّ الصادر من الشياطين والكفرة والفسقة ، ولفظ سجين علم له . وقال قتادة ، وسعيد بن جبير ، ومقاتل ، وكعب إنه صخرة تحت الأرض السابعة تقلب ، فيجعل كتاب الفجار تحتها ، وبه قال مجاهد ، فيكون في الكلام على هذا القول مضاف محذوف ، والتقدير محل كتاب مرقوم . وقال أبو عبيدة ، والأخفش ، والمبرد ، والزجاج { لَفِى سِجّينٍ } لفي حبس وضيق شديد ، والمعنى كأنهم في حبس ، جعل ذلك دليلاً على خساسة منزلتهم وهوانها . قال الواحدي ذكر قوم أن قوله { كِتَـٰبٌ مَّرْقُومٌ } تفسير لسجين ، وهو بعيد لأنه ليس السجين من الكتاب في شيء على ما حكيناه عن المفسرين ، والوجه أن يجعل بياناً لكتاب المذكور في قوله { إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلْفُجَّارِ } على تقدير هو كتاب مرقوم أي مكتوب قد بينت حروفه انتهى ، والأولى ما ذكرناه ، ويكون المعنى إن كتاب الفجار الذين من جملتهم المطففون أي ما يكتب من أعمالهم ، أو كتابة أعمالهم لفي ذلك الكتاب المدوّن للقبائح المختصّ بالشر ، وهو سجين . ثم ذكر ما يدل على تهويله ، وتعظيمه ، فقال { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجّينٌ } ثم بيّنه بقوله { كِتَـٰبٌ مَّرْقُومٌ } . قال الزجاج معنى قوله { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجّينٌ } ليس ذلك مما كنت تعلمه أنت ولا قومك . قال قتادة ومعنى { مرقوم } رقم لهم بشرّ كأنه أعلم بعلامة يعرف بها أنه كافر . وكذا قال مقاتل . وقد اختلفوا في نون سجين ، فقيل هي أصلية ، واشتقاقه من السجن ، وهو الحبس ، وهو بناء مبالغة كخمير ، وسكير ، وفسيق من الخمر والسكر والفسق . وكذا قال أبو عبيدة ، والمبرد ، والزجاج . قال الواحدي وهذا ضعيف لأن العرب ما كانت تعرف سجيناً . ويجاب عنه بأنه رواية هؤلاء الأئمة تقوم بها الحجة ، وتدل على أنه من لغة العرب ، ومنه قول ابن مقبل @ ورفقة يضربون البيض ضاحية ضرباً تواصت به الأبطال سجينا @@ وقيل النون بدل من اللام ، والأصل سجيل ، مشتقاً من السجل ، وهو الكتاب . قال ابن عطية من قال إن سجيناً موضع ، فكتاب مرفوع على أنه خبر إن ، والظرف وهو قوله { لَفِى سِجّينٍ } ملغى ، ومن جعله عبارة عن الكتاب ، فكتاب خبر مبتدأ محذوف ، التقدير هو كتاب ، ويكون هذا الكلام مفسراً لسجين ما هو ؟ كذا قال . قال الضحاك مرقوم مختوم بلغة حمير ، وأصل الرقم الكتابة . قال الشاعر @ سأرقم بالماء القراح إليكم على بعدكم إن كان للماء راقم @@ { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } هذا متصل بقوله { يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } وما بينهما اعتراض ، والمعنى ويل يوم القيامة لمن وقع منه التكذيب بالبعث ، وبما جاءت به الرسل . ثم بيّن سبحانه هؤلاء المكذبين فقال { ٱلَّذِينَ يُكَذّبُونَ بِيَوْمِ ٱلدّينِ } والموصول صفة للمكذبين ، أو بدل منه { وَمَا يُكَذّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ } أي فاجر جائر متجاوز في الإثم منهمك في أسبابه . { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءايَـٰتُنَا } المنزلة على محمد صلى الله عليه وسلم { قَالَ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } أي أحاديثهم وأباطيلهم التي زخرفوها . قرأ الجمهور { إذا تتلى } بفوقيتين . وقرأ أبو حيوة ، وأبو السماك ، والأشهب العقيلي ، والسلمي بالتحتية ، وقوله { كَلاَّ } للردع ، والزجر للمعتدي الأثيم عن ذلك القول الباطل ، وتكذيب له ، وقوله { بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } بيان للسبب الذي حملهم على قولهم بأن القرآن أساطير الأوّلين . قال أبو عبيدة ران على قلوبهم غلب عليها ريناً ، وريوناً ، وكل ما غلبك ، وعلاك فقد ران بك ، وران عليك . قال الفرّاء هو أنها كثرت منهم المعاصي والذنوب ، فأحاطت بقلوبهم ، فذلك الرين عليها . قال الحسن هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب . قال مجاهد القلب مثل الكف ، ورفع كفه فإذا أذنب انقبض ، وضم إصبعه ، فإذا أذنب ذنباً آخر انقبض ، وضم أخرى حتى ضم أصابعه كلها حتى يطبع على قلبه . قال وكانوا يرون أن ذلك هو الرين . ثم قرأ هذه الآية . قال أبو زيد يقال قد رين بالرجل ريناً إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه ، ولا قبل له به . وقال أبو معاذ النحوي الرين أن يسودّ القلب من الذنوب ، والطبع أن يطبع على القلب ، وهو أشدّ من الرين ، والإقفال أشدّ من الطبع . قال الزجاج الرين هو كالصدأ يغشى القلب كالغيم الرقيق ، ومثله الغين . ثم كرّر سبحانه الردع ، والزجر فقال { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } وقيل كلا بمعنى حقاً أي حقاً إنهم ، يعني الكفار عن ربهم يوم القيامة لا يرونه أبداً . قال مقاتل يعني أنهم بعد العرض والحساب لا ينظرون إليه نظر المؤمنين إلى ربهم . قال الحسين بن الفضل كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته . قال الزجاج في هذه الآية دليل على أنّ الله عزّ وجلّ يرى في القيامة ، ولولا ذلك ما كان في هذه الآية فائدة . وقال جلّ ثناؤه { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبّهَا نَاظِرَةٌ } القيامة 22 ، 23 فأعلم جلّ ثناؤه أن المؤمنين ينظرون ، وأعلم أن الكفار محجوبون عنه . وقيل هو تمثيل لإهانتهم بإهانة من يحجب عن الدخول على الملوك . وقال قتادة ، وابن أبي مليكة هو أن لا ينظر إليهم برحمته ، ولا يزكيهم . وقال مجاهد محجوبون عن كرامته ، وكذا قال ابن كيسان { ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ ٱلْجَحِيمِ } أي داخلو النار ، وملازموها غير خارجين منها ، وثم لتراخي الرتبة لأن صلي الجحيم أشدّ من الإهانة ، وحرمان الكرامة . { ثُمَّ يُقَالُ هَـٰذَا ٱلَّذِى كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ } أي تقول لهم خزنة جهنم تبكيتاً وتوبيخاً هذا الذي كنتم به تكذبون في الدنيا ، فانظروه وذوقوه . وقد أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوّهم ، ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات ، وأخذوا بالسنين " وأخرج البخاري ، ومسلم ، وغيرهما عن ابن عمر أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال " { يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه " وأخرج الطبراني ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية { يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } قال " فكيف إذا جمعكم الله ، كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة لا ينظر إليكم " وأخرج أبو يعلى ، وابن حبان ، وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم " { يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } بمقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة ، فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس إلى الغروب إلى أن تغرب " وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال إذا حشر الناس قاموا أربعين عاماً . وأخرجه ابن مردويه من حديثه مرفوعاً . وأخرج الطبراني عن ابن عمر أنه قال يا رسول الله كم مقام الناس بين يدي ربّ العالمين يوم القيامة ؟ قال " ألف سنة لا يؤذن لهم " وأخرج ابن المبارك في الزهد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر من طريق شمر بن عطية أن ابن عباس سأل كعب الأحبار عن قوله { كَلاَّ إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلْفُجَّارِ لَفِى سِجّينٍ } قال إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء ، فتأبى السماء أن تقبلها ، فيهبط بها إلى الأرض ، فتأبى أن تقبلها ، فيدخل تحت سبع أرضين حتى ينتهي بها إلى سجين ، وهو خدّ إبليس ، فيخرج لها من تحت خد إبليس كتاباً فيختم ، ويوضع تحت خد إبليس . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال { سِجّينٍ } أسفل الأرضين . وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ قال " الفلق جب في جهنم مغطى ، وأما سجين فمفتوح " قال ابن كثير هو حديث غريب منكر لا يصحّ . وأخرج ابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " { سِجّينٍ } الأرض السابعة السفلى " وأخرج ابن مردويه عن جابر نحوه مرفوعاً . وأخرج عبد بن حميد ، وابن ماجه ، والطبراني ، والبيهقي في البعث عن عبد الله بن كعب بن مالك قال لما حضرت كعباً الوفاة أتته أمّ بشر بنت البراء فقالت إن لقيت ابني ، فأقرئه مني السلام ، فقال غفر الله لك يا أمّ بشر نحن أشغل من ذلك ، فقالت أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن نسمة المؤمن تسرح في الجنة حين شاءت ، وإن نسمة الكافر في سجين ؟ " قال بلى ، قالت فهو ذلك . وأخرج ابن المبارك نحوه عن سلمان . وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، والترمذي وصححه ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال " إن العبد إذا أذنب ذنباً نكتت في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ، وإن عاد زادت حتى تغلف قلبه ، فذلك الران الذي ذكره الله سبحانه في القرآن { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } " .