Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 1-3)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { بَرَاءةٌ مّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } برئت من الشيء أبرأ براءة ، وأنا منه بريء إذا أزلته عن نفسك ، وقطعت سبب ما بينك وبينه ، وبراءة مرتفعة على أنها خبر مبتدأ محذوف أي هذه براءة ، ويجوز أن ترتفع على الابتداء ، لأنها نكرة موصوفة ، والخبر { إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ } . وقرأ عيسى بن عمر { براءة } بالنصب على تقدير اسمعوا براءة ، أو على تقدير التزموا براءة ، لأن فيها معنى الإغراء ، و « من » في قوله { مِنَ ٱللَّهِ } لابتداء الغاية متعلق بمحذوف وقع صفة ، أي واصلة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم . وقرأ روح وزيد بنصب { رسوله } ، وقرأ الباقون بالرفع . والعهد العقد الموثق باليمين . والخطاب في عاهدتم للمسلمين ، وقد كانوا عاهدوا مشركي مكة وغيرهم بإذن من الله ومن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والمعنى الإخبار للمسلمين بأن الله ورسوله قد برئا من تلك المعاهدة بسبب ما وقع من الكفار من النقض ، فصار النبذ إليهم بعهدهم واجباً على المعاهدين من المسلمين ، ومعنى براءة الله سبحانه ، وقوع الإذن منه سبحانه بالنبذ من المسلمين لعهد المشركين بعد وقوع النقض منهم ، وفي ذلك من التفخيم لشأن البراءة والتهويل لها والتسجيل على المشركين بالذلّ والهوان ما لا يخفى . قوله { فَسِيحُواْ فِى ٱلأرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ } هذا أمر منه سبحانه بالسياحة بعد الإخبار بتلك البراءة ، والسياحة السير ، يقال ساح فلان في الأرض يسيح سياحة وسيوحاً وسيحاناً ، ومنه سيح الماء في الأرض وسيح الخيل ، ومنه قول طرفة بن العبد @ لو خفت هذا منك ما نلتني حتى ترى خيلاً أمامي تسيح @@ ومعنى الآية أن الله سبحانه بعد أن أذن بالنبذ إلى المشركين بعهدهم أباح للمشركين الضرب في الأرض والذهاب إلى حيث يريدون ، والاستعداد للحرب هذه الأربعة الأشهر ، وليس المراد من الأمر بالسياحة تكليفهم بها . قال محمد بن إسحاق وغيره إن المشركين صنفان صنف كانت مدة عهده أقلّ من أربعة أشهر ، فأمهل تمام أربعة أشهر ، والآخر كانت أكثر من ذلك فقصر على أربعة أشهر ، ليرتاد لنفسه ، وهو حرب بعد ذلك لله ولرسوله وللمؤمنين يقتل حيث يوجد ، وابتداء هذا الأجل يوم الحج الأكبر ، وانقضاؤه إلى عشر من ربيع الآخر ، فأما من لم يكن له عهد فإنما أجله انسلاخ الأشهر الحرم ، وذلك خمسون يوماً عشرون من ذي الحجة وشهر محرم . وقال الكلبي إنما كانت الأربعة الأشهر لمن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد دون أربعة أشهر ، ومن كان عهده أكثر من ذلك فهو الذي أمر الله أن يتمّ له عهده بقوله { فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ } ورجح هذا ابن جرير ، وغيره . وسيأتي في آخر البحث من الرواية ما يتضح به معنى الآية { وَٱعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ } أي اعلموا أن هذا الإمهال ليس لعجز ، ولكن لمصلحة ليتوب من تاب ، وفي ذلك ضرب من التهديد ، كأنه قيل افعلوا في هذه المدّة كل ما أمكنكم من إعداد الآلات والأدوات ، فإنكم لا تفوتون الله وهو مخزيكم أي مذلكم ومهينكم في الدنيا بالقتل والأسر ، وفي الآخرة بالعذاب ، وفي وضع الظاهر موضع المضمر ، إشارة إلى أن سبب هذا الإخزاء هو الكفر ، ويجوز أن يكون المراد جنس الكافرين ، فيدخل فيه المخاطبون دخولاً أوّلياً . قوله { وَأَذَانٌ مّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجّ ٱلأَكْبَرِ } ارتفاع أذان على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أو على أنه مبتدأ وخبره ما بعده على ما تقدّم في ارتفاع براءة ، والجملة هذه معطوفة على جملة { بَرَاءةٌ مّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } وقال الزجاج إن قوله { وأذان } معطوف على قوله { براءة } . واعترض عليه بأن الأمر لو كان كذلك لكن { أذان } مخبر عنه بالخبر الأوّل ، وهو { إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } وليس ذلك بصحيح . بل الخبر عنه هو { إِلَى ٱلنَّاسِ } والأذان بمعنى الإيذان ، وهو الإعلام ، كما أن الأمان والعطاء بمعنى الإيمان والإعطاء . ومعنى قوله { إِلَى ٱلنَّاسِ } التعميم في هذا أي أنه إيذان من الله إلى كافة الناس غير مختص بقوم دون قوم ، فهذه الجملة متضمنة للإخبار بوجوب الإعلام لجميع الناس ، والجملة الأولى متضمنة للإخبار بالبراءة إلى المعاهدين خاصة ، و { يَوْمَ ٱلْحَجّ } ظرف لقوله { وأذان } ، ووصفه بالأكبر لأنه يجتمع فيه الناس ، أو لكون معظم أفعال الحج فيه . وقد اختلف العلماء في تعيين هذا اليوم المذكور في الآية ، فذهب جمع ، منهم عليّ بن أبي طالب ، وابن مسعود ، وابن أبي أوفى ، والمغيرة بن شعبة ، ومجاهد ، أنه يوم النحر . ورجحه ابن جرير . وذهب آخرون منهم عمر ، وابن عباس ، وطاوس ، أنه يوم عرفة . والأوّل أرجح لأن النبيّ صلى الله عليه وسلم أمر من بعثه لإبلاغ هذا إلى المشركين أن يبلغهم يوم النحر . قوله { أَنَّ ٱللَّهَ بَرِىء مّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ } قرىء بفتح " أن " على تقدير بأن الله برىء من المشركين . فحذفت الباء تخفيفاً . وقرىء بكسرها لأن في الإيذان معنى القول ، وارتفاع { رسوله } على أنه معطوف على موضع اسم " أن " ، أو على الضمير في { برىء } ، أو على أنه مبتدأ وخبره محذوف ، والتقدير ورسوله بريء منهم . وقرأ الحسن وغيره { ورسوله } بالنصب عطفاً على لفظ اسم { أن } . وقرىء { ورسوله } بالجرّ على أن الواو للقسم ، روى ذلك عن الحسن ، وهي قراءة ضعيفة جداً ، إذ لا معنى للقسم برسول الله صلى الله عليه وسلم هاهنا ، مع ما ثبت من النهي عن الحلف بغير الله ، وقيل أنه مجرور على الجوار . قوله { فإن تبتم } أي من الكفر ، وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب ، قيل وفائدة هذا الالتفات زيادة التهديد ، والضمير في قوله { فَهُوَ } راجع إلى التوبة المفهومة من تبتم { خَيْرٌ لَّكُمْ } مما أنتم فيه من الكفر { وَإِن تَوَلَّيْتُمْ } أي أعرضتم عن التوبة ، وبقيتم على الكفر { فَٱعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى ٱللَّهِ } أي غير فائتين عليه ، بل هو مدرككم ، فمجازيكم بأعمالكم . قوله { وَبَشّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } هذا تهكم بهم ، وفيه من التهديد ما لا يخفى . وقد أخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد ، في قوله { بَرَاءةٌ مّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } إلى أهل العهد خزاعة ومدلج ، ومن كان له عهد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك حين فرغ منها فأراد الحج ، ثم قال إنه يحضر البيت مشركون يطوفون عراة فلا أحبّ أن أحجّ حتى لا يكون ذلك ، فأرسل أبا بكر وعلياً فطافا في الناس بذي المجاز ، وبأمكنتهم التي كانوا يبيعون بها ، أو بالموسم كله ، فآذنوا أصحاب العهد أن يأمنوا أربعة أشهر ، وهي الأشهر الحرم المنسلخات المتواليات ، عشرون من آخر ذي الحجة إلى عشر تخلو من ربيع الآخر ، ثم لا عهد لهم ، وآذن الناس كلهم بالقتال إلى أن يموتوا . وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل ، في زوائد المسند ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن عليّ قال لما نزلت عشر آيات من براءة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر ليقرأها على أهل مكة ، ثم دعاني فقال " لي أدرك أبا بكر ، فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه ، فاقرأه على أهل مكة " ، فلحقته فأخذت الكتاب منه ، ورجع أبو بكر وقال يا رسول الله ، نزل فيّ شيء ؟ قال " لا ، ولكن جبريل جاءني فقال لن يؤدي عنك إلا أنت ، أو رجل منك " وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والترمذي وحسنه ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، من حديث أنس نحوه . وأخرج ابن مردويه ، من حديث سعد بن أبي وقاص ، نحوه أيضاً . وأخرج أحمد ، والنسائي ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة ، قال كنت مع عليّ حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ببراءة ، فكنا ننادي أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد ، فإن أجله وأمده إلى أربعة أشهر ، فإذا مضت الأربعة أشهر ، فإن الله بريء من المشركين ورسوله ، ولا يحجّ هذا البيت بعد العام مشرك . وأخرج البخاري ، ومسلم ، وغيرهما عن أبي هريرة قال بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى ألا يحجّ بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ثم أردف النبي صلى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب ، فأمره أن يؤذن ببراءة ، فأذن علي في يوم النحر ببراءة أن لا يحج بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان . وأخرج الترمذي وحسنه ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبهيقي في الدلائل ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ، ثم أتبعه علياً وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ، فانطلقا فحجا ، فقام عليّ في أيام التشريق فنادى إن الله برىء من المشركين ، ورسوله ، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ، ولا يحجنّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن فكان عليّ ينادى ، فإذا أعيا قام أبو بكر ينادي بها . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وأحمد ، والترمذي وصححه ، وابن المنذر ، والنحاس ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن زيد بن تبيع قال سألت علياً بأيّ شيء بعثت مع أبي بكر في الحج ؟ قال بعثت بأربع لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة . ولا يطوف بالبيت عريان . ولا يجتمع مؤمن وكافر بالمسجد الحرام بعد عامهم هذا . ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد ، فعهده إلى مدّته ، ومن لم يكن له عهد ، فأجله أربعة أشهر . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، في قوله { بَرَاءةٌ مّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } الآية قال حدّ الله للذين عاهدوا رسوله أربعة أشهر يسيحون فيها حيث شاءوا ، وحدّ أجل من ليس له عهد انسلاخ الأربعة الأشهر الحرم من يوم النحر ، إلى انسلاخ المحرّم خمسين ليلة . فإذا انسلخ الأشهر الحرم أمره أن يضع السيف فيمن عاهد ، إن لم يدخلوا في الإسلام ، ونقض ما سمي لهم من العهد والميثاق ، وأذهب الشرط الأوّل { إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَـٰهَدْتُمْ عِندَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } يعني أهل مكة . وأخرج النحاس ، عنه ، نحو هذا ، وقال ولم يعاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا أحداً . وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والنحاس ، عن الزهري { فَسِيحُواْ فِى ٱلأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ } قال نزلت في شوّال فهي الأربعة أشهر شوّال ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرّم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد ، في قوله { وَأَذَانٌ مّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } قال هو إعلام من الله ورسوله . وأخرج الترمذي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن عليّ قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحجّ الأكبر ، فقال يوم النحر . وأخرجه ابن أبي شيبة ، والترمذي ، وأبو الشيخ ، عنه ، من قوله . وأخرج أبو داود ، والنسائي ، والحاكم وصححه ، عن عبد الله بن قرط ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم الفرّ " وأخرج ابن مردويه ، عن ابن أبي أوفى ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال " يوم الأضحى هذا يوم الحج الأكبر " وأخرج البخاري تعليقاً ، وأبو داود ، وابن ماجه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الحلية ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فقال " أيّ يوم " هذا ؟ قالوا يوم النحر ، قال " هذا يوم الحجّ الأكبر " وأخرج البخاري ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة قال بعثني أبو بكر فيمن يؤذن يوم النحر بمنى أن لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ويوم الحج الأكبر يوم النحر ، والحج الأكبر الحجّ وإنما قيل الأكبر من أجل قول الناس الحجّ الأصغر ، فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام ، فلم يحجّ عام حجة الوداع التي حجّ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرك ، وأنزل الله في العالم الذي نبذ فيه أبو بكر إلى المشركين { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } التوبة 28 الآية . وأخرج الطبراني ، عن سمرة بن جندب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زمن الفتح " إن هذا عام الحج الأكبر ، قال اجتمع حجّ المسلمين وحجّ المشركين في ثلاثة أيام متتابعات ، واجتمع النصارى واليهود في ثلاثة أيام متتابعات فاجتمع حجّ المسلمين والمشركين والنصارى واليهود في ستة أيام متتابعات ، ولم يجتمع منذ خلق السموات والأرض كذلك قبل العام ، ولا يجتمع بعد العام حتى تقوم الساعة " وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن ، أنه سئل عن يوم الحج الأكبر فقال مالكم وللحج الأكبر ؟ ذاك عام حجّ فيه أبو بكر ، استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج بالناس ، واجتمع فيه المسلمون والمشركون ، فلذلك سمي الحج الأكبر ، ووافق عيد اليهود والنصارى . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن المسيب ، قال الحجّ الأكبر اليوم الثاني من يوم النحر ، ألم تر أن الإمام يخطب فيه . وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن المسور بن مخرمة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم عرفة " هذا يوم الحجّ الأكبر " وأخرج ابن سعد ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن عمر بن الخطاب ، قال الحج الأكبر يوم عرفة . وأخرج ابن جرير ، عن أبي الصهباء البكري قال سألت عليّ بن أبي طالب عن يوم الحج الأكبر فقال يوم عرفة . وأخرج أبو عبيدة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس ، قال إن يوم عرفة يوم الحج الأكبر . وأخرج ابن جرير عن الزبير نحوه . ولا يخفاك أن الأحاديث الواردة في كون يوم النحر هو يوم الحج الأكبر ، هي ثابتة في الصحيحين ، وغيرهم من طرق ، فلا تقوى لمعارضتها هذه الروايات المصرّحة بأنه يوم عرفة . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الشعبي ، أنه سئل هذا الحج الأكبر ، فما الحج الأصغر ؟ قال عمرة في رمضان . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن ابن إسحاق ، قال سألت عبد الله بن شدّاد عن الحج الأكبر فقال الحج الأكبر يوم النحر ، والحج الأصغر العمرة . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن مجاهد نحوه . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن محمد ابن مسعود ، قال سئل سفيان بن عيينة عن البشارة تكون في المكروه فقال ألم تسمع قوله { وَبَشّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } .