Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 84-87)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { مَّاتَ } صفة لأحد ، و { أَبَدًا } ظرف لتأييد النفي . قال الزجاج معنى قوله { وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ } أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دفن الميت وقف على قبره ، ودعا له ، فمنع ها هنا منه وقيل معناه لا تقم بمهمات إصلاح قبره ، وجملة { إِنَّهُمْ كَفَرُواْ } تعليل للنهي . وإنما وصفهم بالفسق بعد وصفهم بالكفر لأن الكافر قد يكون عدلاً في دينه ، والكذب ، والنفاق ، والخداع ، والجبن ، والخبث ، مستقبحة في كل دين . ثم نهى رسوله عن أن تعجبه أموالهم وأولادهم . وهو تكرير لما سبق في هذه السورة وتقرير لمضمونه وقيل إن الآية المتقدّمة في قوم ، وهذه في آخرين . وقيل هذه في اليهود ، والأولى في المنافقين . وقيل غير ذلك . وقد تقدّم في الآية الأولى جميع ما يحتاج إليه في تفسير هذه الآية . ثم عاد الله سبحانه إلى توبيخ المنافقين ، فقال { وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ } أي من القرآن ، ويجوز أن يراد بعض السورة ، وأن يراد تمامها وقيل هي هذه السورة أي سورة براءة ، و « أن » في { أَنْ آمِنُواْ بِٱللَّه } مفسرة لما في الإنزال من معنى القول ، أو مصدرية حذف منها الجارّ أي بأن آمنوا ، وإنما قدّم الأمر بالإيمان ، لأن الاشتغال بالجهاد لا يفيد إلا بعد الإيمان { ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ مِنْهُمْ } أي ذوو الفضل والسعة ، من طال عليه طولاً ، كذا قال ابن عباس والحسن ، وقال الأصمّ الرؤساء والكبراء المنظور إليهم ، وخصهم بالذكر لأن الذم لهم ألزم ، إذ لا عذر لهم في القعود { وَقَالُواْ ذَرْنَا } أي اتركنا { نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَـٰعِدِينَ } أي المتخلفين عن الغزو من المعذورين ، كالضعفاء والزمنى ، والخوالف النساء اللاتي يخلفن الرجال في القعود في البيوت . جمع خالفة ، وجوّز بعضهم أن يكون جمع خالف ، وهو من لا خير فيه { وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } هو كقوله { خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } البقرة 7 وقد مرّ تفسيره { فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } شيئاً مما فيه نفعهم وضرهم ، بل هم كالأنعام . وقد أخرج البخاري ، ومسلم ، وغيرهما ، عن ابن عمر قال لما توفي عبد الله بن أبيّ ابن سلول ، أتى ابنه عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله أن يعطيه قميصه ليكفنه فيه فأعطاه ، ثم سأله أن يصلي عليه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام عمر فأخذ ثوبه فقال يا رسول الله ، أتصلي عليه ، وقد نهاك الله أن تصلي على المنافقين ؟ فقال " إن ربي خيرني وقال { ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } وسأزيد على السبعين " فقال إنه منافق ، فصلى عليه ، فأنزل الله { وَلاَ تُصَلّ عَلَىٰ أَحَدٍ مّنْهُم مَّاتَ أَبَداً } الآية ، فترك الصلاة عليهم . وأخرج ابن ماجه ، والبزار ، وابن جرير ، وابن مردويه ، عن جابر ، قال مات رأس المنافقين بالمدينة فأوصى أن يصلي عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وأن يكفنه في قميصه ، فجاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال إن أبي أوصى أن يكفن في قميصك ، فصلى عليه وألبسه قميصه وقام على قبره ، فأنزل الله { وَلاَ تُصَلّ عَلَىٰ أَحَدٍ مّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ } . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مرديه ، عن ابن عباس ، في قوله { أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ } قال أهل الغنى . وأخرج هؤلاء ، عن ابن عباس ، في قوله { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوٰلِفِ } قال مع النساء . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السديّ ، في الآية قال رضوا بأن يقعدوا كما قعدت النساء . وأخرج أبو الشيخ ، عن قتادة ، قال الخوالف النساء .