Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 75-82)
Tafsir: an-Nahr al-mādd min al-baḥr al-muḥīṭ
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ مُّوسَىٰ } الآية لا يخص قوله : وملائه بالاشراف بل هي عامة لقوم فرعون شريفهم ومشروفهم . { فَٱسْتَكْبَرُواْ } تعاظموا عن قبولها . والحق : هو العصا واليد . { أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ } استفهام إنكار ومعمول القول محذوف تقديره هذا سحر ثم أنكر عليهم أيضاً باستفهام ثان وهو قوله : أسحر هذا ، أي أسحر هذا الذي جئت به من معجز العصا واليد ، ثم أخبر عليه السلام بقوله : { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُونَ * قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا } خطاب لموسى وحده لأنه هو الذي ظهرت على يديه المعجزات وهي العصا واليد . { لِتَلْفِتَنَا } لتصرفنا وتلوينا . { عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا } من عبادة غير الله واتخاذ آلهة دونه والكبرياء مصدر ، ولما ادعوا أن ما جاء به موسى عليه السلام هو سحر أخذوا في معارضته بأنواع من السحر ليظهر لسائر الناس أن ما جاء به موسى هو من باب السحر . والمخاطب بقوله : ائتوني ، خدمة فرعون والمتصرفون بين يديه . وقرىء : بكل سحار على المبالغة . وقرىء : بكل ساحر على الافراد . وفي قوله : ألقوا ما أنتم ملقون ، استطالة عليهم وعدم مبالاة بهم وفي إبهام ما أنتم ملقون تخسيس له وتقليل وإعلام أنه لا شىء يلتفت إليه . وقرىء : السحر بغير أداة استفهام فما مبتدأة موصولة بمعنى الذي وصلتها جئتم به ، وخبر المبتدأ السحر بالاستفهام ، فما استفهامية مبتدأة تقديره أي شىء ، وجئتم به الخبر ، والسحر بدل من ما . ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، ويكون استفهاماً ثانياً تقديره أهو السحر . قال ابن عطية : والتعريف هنا في السحر ارتب لأنه قد تقدم منكراً في قوله : إن هذا لسحر ، فجاء هنا بلام العهد كما يقال : إن أول الرسالة سلام عليك ، وفي آخرها السلام عليك . " انتهى " . أخذ هذا من الفراء قال الفراء : وإنما قال السحر بالألف واللام لأن النكرة إذا أعيدت أعيدت بالألف واللام ، ولو قال له من رجل لم يقع له في وهمه أنه يسأله عن الرجل الذي ذكره له . " انتهى " . وما ذكراه هنا في السحر ليس هو من باب تقدم النكرة ثم أخبر عنها بعد ذلك ، لأن شرط هذا أن يكون المعرف بالألف واللام هو النكرة المتقدم ولا يكون غيره كما قال تعالى : { كَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ ٱلرَّسُولَ } [ المزمل : 15 - 16 ] . وتقول : زارني رجل فأكرمت الرجل ولما كان إياها جاز أن تأتي بالضمير بدله فتقول : فأكرمته . والسحر هنا ليس هو السحر الذي في قولهم : ان هذا السحر ، أي ان الذي أخبر ذا عنه بأنه سحر هو ما ظهر على يدي موسى من معجزة العصا ، والسحر الذي في قول موسى إنما هو سحرهم الذي جاؤوا به فقد اختلف المدْلولان إذ قالوا هم عن معجزة موسى ، وقال موسى عما جاؤا به ، ولذلك لا يجوز أن يؤتى هنا بالضمير بدل السحر فيكون عائداً على قولهم لسحر وسيبطله بمحقه بحيث يذهب ويظهر بطلانه بإِظهار المعجزة على الشَعْوَذة .