Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 71-74)
Tafsir: an-Nahr al-mādd min al-baḥr al-muḥīṭ
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ } لما ذكر الدلائل على وحدانيته وذكر ما جرى بين الرسول عليه السلام وبين الكفار ، ذكر قصصاً من قصص الأنبياء وما جرى لهم مع قومهم من الخلاف ، وذلك تسلية له عليه السلام وليتأسى بمن قبله من الأنبياء عليهم السلام . والضمير في عليهم عائد على أهل مكة الذين تقدم ذكرهم وكبر معناه عظم مقامي أي طول مقامي فيكم أو قيامي للوعظ . قال ابن عطية : ولم يقرأ هنا بضم الميم . " انتهى " . وليس كما قال بل قرأ بضم الميم أبو مجلز وأبو رجاء وأبو الجوزاء . والمقام : الإِقامة بالمكان . والمقام : مكان القيام . وجواب الشرط . { فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ } فلا أبالي منكم . وقرىء : فاجمعوا من أجمع الرجل الشىء عزم عليه ونواه . قال الشاعر : @ أجمعوا أمرهم بليل فلما أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء @@ وقرىء : فأجمعوا أمر من جمع وشركاؤكم معطوف على أمركم ، وهو على حذف مضاف تقديره وأمر شركائكم . ومعنى اقضوا إلى أنفذوا قضاءكم نحوي ، ومفعول اقضوا محذوف ، أي اقضوا إلى ذلك الأمر وامضوا ما في أنفسكم واقطعوا ما بيني وبينكم . { وَلاَ تُنظِرُونَ } أي لا تؤخرون ، والنظرة : التأخير . { فَإِن تَوَلَّيْتُمْ } أي فإِن دام توليكم عما جئت به إليكم من توحيد الله ورفض آلهتكم فلست أبالي بكم إذ ما دعوتكم إليه وذكرتكم به ووعظتكم لم أسألكم عليه أجراً ، إنما يثيبني عليه الله تعالى . { فَكَذَّبُوهُ } أي فنموا على تكذيبه ، وذلك عند مشارفة الهلاك بالطوفان . وفي الفلك متعلق بالاستقرار الذي تعلق به معه ، أو بنجيناه وجعلناهم جمع ضمير المفعول على معنى من . و { خَلاَئِفَ } يخلفون الفارقين المهلكين ثم أمر بالنظر في عاقبة المنذرين بالعذاب ، وإلى ما صار إليه حالهم ، وفي هذا الاخبار توعد الكفار بمحمد صلى الله عليه وسلم وضرب مثال لهم في أنهم بحال هؤلاء من التكذيب فسيكون حالكم كحالهم في التعذيب . { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً } أي من بعد نوح . { إِلَىٰ قَوْمِهِمْ } يعني هوداً وصالحاً ولوطاً وإبراهيم وشعيباً . والبينات : المعجزات والبراهين الواضحة المثبتة لما جاؤا به . وجاء النفي مصحوباً بلام الجحود ، ليدل على أن إيمانهم في حيز الاستحالة والامتناع . قال ابن عطية : ويحتمل اللفظ عندي معنى آخر وهو أن تكون ما مصدرية . والمعنى فكذبوا رسلهم فكان عقابهم من الله تعالى ان لم يكونوا ليؤمنوا بتكذيبهم من قبل ، أي من قبل سببه ومن جرائه ، ويؤيد هذا التأويل قوله كذلك نطبع . " انتهى " . الظاهر ان ما موصولة ولذلك عاد الضمير عليها في قوله : بما كذبوا به ولو كانت مصدرية بقي الضمير غير عائد على مذكور فيحتاج أن يتكلف ما يعود عليه الضمير . والضمير في كذبوا عائد على ما عاد عليه ضمير كانوا ، وهم قوم الرسل ، والمعنى أنهم كانوا قبل بعثة الرسل أهل جاهلية وتكذيب للحق فتساوت حالاتهم قبل البعثة وبعدها كان لم يبعث إليهم أحد ، ومن قبل متعلق بكذبوا أي من قبل بعثة الرسل .