Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 90-97)

Tafsir: an-Nahr al-mādd min al-baḥr al-muḥīṭ

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْبَحْرَ } تقدم الكلام على الباء من قوله : ببني إسرائيل ، وكم كان الذين جاوزوا مع موسى عليه السلام في الاعراف . { فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ } واتباع فرعون هو في مجاوزة البحر . روي أن فرعون لما انتهى إلى البحر ووجده قد انفرق ومضى فيه بنو إسرائيل قال لقومه : إنما انفرق بأمري . وكان فرعون على فرس ذكر فبعث الله إليه جبريل على فرس انثى وتدنوا فدخل بها البحر وولج فرس فرعون وراءه وجنب الجيوش خلفه ، فلما رأى ان الانفراق قد ثبت واستمر له وبعث الله ميكائيل عليه السلام يسوق الناس حتى حصل جميعهم في البحر فانطبق عليهم . ولما لحقه من الدهش ما لحقه كرر المعنى بثلاث عبارات : اما على سبيل التلعثم ، إذ ذاك مقام تحار فيه القلوب . أو حرصاً على القبول ، ولم يقبل الله تعالى منه إذ فاته وقت القبول ، وهو حالة الاختيار وبقاء التكليف والتوبة بعد المعاينة لا تنفع ، ألا ترى إلى قوله تعالى : { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } [ غافر : 85 ] . وتقدم الخلاف في قوله تعالى : { الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } [ يونس : 51 ] . في هذه السورة . والمعنى أتؤمن الساعة في حال الاضطرار حين أدركك الغرق وأيست من نفسك . قيل : قال ذلك حين ألجمه الغرق . { فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ } أي نلقيك بنجوة من الأرض وهي المكان المرتفع . وببدنك : بدرعك ، وكان من لؤلؤ منظوم لا مثال له ، قاله ابن عباس . والبدن : بدن الإِنسان . والبدن : الدرع القصيرة قال : @ ترى الأبدان فيها مسبغات على الابطال والكلب الحصينا @@ يعني : الدروع . وقيل : نلقيك ببدنك عرياناً ليس عليك ثياب ولا سلاح ، وذلك أبلغ في إهانته . { وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } الظاهر ان بني إسرائيل هم الذين كانوا آمنوا بموسى عليه السلام ونجوا من الغرق . وسياق الآيات ليشهد لهم . وانتصب مبوأ صدق على أنه مفعول ثان لبوأنا ، كقوله : { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفَاً } [ العنكبوت : 58 ] . أو على المصدر . ومعنى صدق ، أي فضل وكرامة ، ولما ذكر أنه بوأهم مبوأ صدق ذكر امتنانه عليهم بما رزقهم من الطيبات وهي المآكل المستلذات ، أو الحلال . { فَمَا ٱخْتَلَفُواْ } أي كانوا على ملة واحدة . وطريقة موسى عليه السلام في أول حاله . { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } أي علم التوراة فاختلفوا ، وهذا ذم لهم ، أي أن سبب الاتفاق هو الظلم فصار عندهم سبب الاختلاف فتشعبوا شعباً بعدما قرأوا التوراة . { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ } الظاهر أنّ انْ شرطية تقتضي تعليق شىء على شىء ولا تستلزم تحتم وقوعه ولا إمكانه ، بل قد يكون ذلك في المستحيل عقلاً ، كقوله تعالى : { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ } [ الزخرف : 81 ] . ويستحيل أن يكون له ولد . فكذلك هذا يستحيل أن يكون عليه السلام في شك . وهذه الآية من ذلك . وقيل : ان نافية . وقيل : الخطاب لغير الرسول عليه السلام . وقيل : معنى في شك : في ضيق . ولا يراد به حقيقة الشك وهو تساوي الجائزين . وروي عنه عليه السلام أنه قال : لا أشك ولا أسأل بل أشهد أنه الحق . فتكون منصوب بإِضمار انْ بعد الفاء وهو جواب النهي قبله . { إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ } لما ذكر تعالى عباداً قضى عليهم بالشقاوة فلا يتغير ، والكلمة التي حقت عليهم هي اللعنة والغضب . { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } هو في الوقت الذي لا ينفعهم فيه إيمانهم .