Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 84-87)
Tafsir: an-Nahr al-mādd min al-baḥr al-muḥīṭ
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً } الآية ، النهي عن الصلاة على المنافقين إذا ماتوا عقوبة ثانية لهم وخزي متأبد ، وكان عليه السلام فيما روي يصلي على المنافقين إذا ماتوا ويقوم على قبورهم بسبب ما يظهرونه من الإِسلام فإِنهم كانوا يتلفظون بكلمتي الشهادة ويصلون ويصومون ، فبنى الأمر على ما ظهر من أقوالهم وأفعالهم ووكل سرائرهم إلى الله تعالى . ولم يزل على ذلك حتى وقعت واقعة عبد الله بن أبيّ . وروي أنس أنه لما تقدم ليصلي عليه جاءه جبريل عليه السلام فجذبه بثوبه وتلا عليه ولا تصل على أحد منهم الآية فانصرف ولم يصل عليه . ومات : صفة لأحد تقدم الوصف بالمجرور ، ثم بالجملة وهو ماض بمعنى المستقبل ، لأن الموت غير موجود لا محالة نهاه تعالى عن الصلاة عليه والقيم على قبره وهو الوقوف على قبره حتى يُفرَغ من دفنه . { وَلاَ تُعْجِبْكَ } الآية ، تقدم الكلام على نظيرها وأعيد ذلك لأن تجدد النزول له شأن في تقرير ما نزل له . { وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } الآية ، يحتمل أنّ أنْ تكون تفسيرية بمعنى أي . ويحتمل أن تكون مصدرية ، أي بالإِيمان . والظاهر أن الخطاب للمنافقين أي آمنوا بقلوبكم كما آمنتم بألسنتكم . و { ٱسْتَأْذَنَكَ } جواب إذا . و { أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ } الكبراء والرؤساء والطول . قال ابن عباس : الغنى . والمعنى استأذنك أولو الطول منهم في القعود . وفي استأذنك التفات ، إذ هو خروج من لفظ الغيبة في قوله : ورسوله ، إلى ضمير الخطاب . { وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَاعِدِينَ } أي ألزمنا . وأهل العذر وفي ترك لحراسة المدينة . وفي قوله : { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ } تهجين لهم ومبالغة في الذم . والخوالف : الفساد . والظاهر أن قوله : { وَطُبِعَ } خبر من الله تعالى بما فعل بهم ، فلأجل الطبع لا يفقهون ولا يتدبرون ولا يتفهمون ما في الجهاد من الفوز والشهادة والسعادة ، وما في التخلف من الشقاء والضلال .