Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 1, Ayat: 2-2)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عَزَّ وَجَلَّ : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ } ، الحمدُ والشكر نظيران ؛ إلا أن الحمدَ أعمُّ من حيث إن فيه معنى المدح من المنعَم عليه ؛ وغيرِ المنعَم عليه ؛ ولا يكون الشُّكْرُ إلا من الْمُنْعَمِ عليه . والشكر أعمُّ من الحمدِ من حيثُ إنهُ يكون من اللسان والقلب والجوارحِ ؛ والحمدُ لا يكون إلا باللسان ؛ ويتبيَّن الفرقُ بينهما بنقيضهما . فنقيضُ الحمد الذمُّ ؛ ونقيضُ الشكر الكفرانُ . وقولهُ : { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } . الربُّ في اللغة : اسمٌ لِمن يربي الشيءَ ويصلحهُ ؛ يقال لسيد العبد : ربٌّ ؛ ولزوج المرأة : ربٌّ ؛ وللمالك : ربٌّ . ولا يقال : الربُّ معرفاً بالألف واللام إلا لله عَزَّ وَجَلَّ . والله تعالى هو المربي والْمُحَوِّلُ من حال إلى حالٍ ؛ من نُطْفَةٍ إلى عَلَقَةٍ إلى مُضْغَةٍ إلى غيرِ ذلك إلى أجل مسمَّى . وقوله { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } العالَمُ : جمعٌ لا واحدَ له من لفظهِ ؛ كالنَّفَرِ والرَّهْطِ ؛ وهو اسمٌ لِمن يعقلُ مثل الإنسِ والجنِّ والملائكة ؛ لأنكَ لا تقولُ : رأيتُ عالَماً من الإبلِ والبقرِ والغنم ؛ إلا أنهُ حُمِلَ اسمُ العالَم في هذه السُّورة على كلِّ ذي رُوحٍ دَبَّ ودَرَجَ لتغليب العُقلاءِ على غيرِهم عند الاجتماعِ . وربَّما قِيْلَ للسَّماوات وما دونِها مما أحاطَتْ به : عالَمٌ ؛ كما روي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنَّ للهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ألْفَ عَالَمٍ ؛ وَإنَّ دُنْيَاكُمْ مِنْهَا عَالَمٌ " .