Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 26-26)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالىَ : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } ؛ أي للَّذين أحسَنُوا العملَ في الدُّنيا لَهم الْحُسنَى وهي الجنةُ ولذاتُها . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَزِيَادَةٌ } رُوي عن أبي بكرٍ رضي الله عنه أنه قالَ حين تَلاَ هذه الآية : ( أتَدْرُونَ مَا الزِّيَادَةُ ؟ قَالُواْ : مَا هِيَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : الْحُسْنَى الْجَنَّةُ وَالزِّيَادَةُ النَّظَرُ إلَى وَجْهِ اللهِ تَعَالَى ) . وعلى هذا القولِ حذيفةُ وأبو موسى وصُهيب وعبادةُ بن الصَّامت وكعبُ ابن عَجْرَةَ وعامرُ بن سعيد والحسنُ وعكرمة وأبو الجوزَاءِ والضحَّاكُ والسديُّ وعطاء ومقاتل ، وهو قولُ أبي بكرٍ الصدِّيق رضي الله عنه يدلُّ عليه قولهُ صلى الله عليه وسلم : " إذا دَخَلَ أهْلُ الْجَنَّةِ نُودُوا : أنْ أهْلَ الْجَنَّةِ إنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِداً لَمْ تَرَوْهُ ، فَيَقُولُونَ : وَمَا هُوَ ؟ ! ألَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُزَحْزِحْنَا عَنِ النَّار وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ وَيَنْظُرُونَ إلَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَوَاللهِ مَا أعْطَاهُمُ اللهُ شَيْئاً أحَبَّ إليَهِمْ مِنْهُ " . وقال ابنُ عبَّاس : ( لِلَّذِينَ أحْسَنُوا الْحُسْنَى ؛ أيْ لِلَّذِينَ شَهِدُوا أنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ الْجَنَّةَ ) ، وروى عطيَّة : ( أنَّ الْحُسْنُى هِيَ الْوَاحِدَةُ مِنَ الْحَسَنَاتِ بوَاحِدَةٍ ، وَالزِّيَادَةُ التَّضْعِيفُ عَشْرُ أمْثَالِهَا إلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْفٍ ) . وَقِيْلَ : الْحُسْنَى النُّصْرَةُ ، وَالزِّيَادَةُ النَّظَرُ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [ القيامة : 22 - 23 ] ، وعن عليٍّ رضي الله عنه قالَ : ( الزِّيَادَةُ غُرْفَةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ ، لَهَا أرْبَعَةُ أبْوَابٍ ) ، ويقالُ : الزيادة رضَا الرب ، كما رُوي أنَّ أهلَ الجنَّة يُؤتَونَ بالتُّحَفِ والكراماتِ ويقولُ لَهم رسولُ رب العزَّة ( إنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ لَكُمْ : قَدْ رَضِيتُ عَنْكُمْ فَهَلْ رَضِيتُمْ عَنِّي ؟ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ؛ أي لا يَعلُو وجوهَهم ولا يلحقُها سوادٌ وهو كُسُوفُ الوجهِ ( وَذِلَّةٌ ) أي ولا هَوَانٌ ولا حَزَنٌ ، ولا يكون نعيمُ الجنة كنعيمِ الدُّنيا ، ولا يشوبهُ التنغيصُ ولا التنكيد . والرَّهَقُ في اللغة هو الرُّهُوقُ ومنه قولُهم للصبيِّ إذا قاربَ البلوغَ : مُرَاهِقٌ ؛ أي قاربَ أن يبلغَ الاحتلامَ . والْقَتَرُ : غَبْرَةٌ فيها سوادٌ . وقرأ الحسنُ ( قَتْرٌ ) بإسكانِ التاء ، وهما لُغتان . وباقي الآية ظاهرُ المعنى .