Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 5-5)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُه تَعَالَى : { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ } ؛ أي هو الذي جعل الشمسَ ضياءً للعالَمين بالنهارِ ، والقمرَ نوراً بالليلِ . رُوي في الخبرِ : أنَّ وجوهَهما إلى العرشِ وظهُورَهما إلى الأرضِ ، يُضيء وجوهَهما لأهلِ السماوات السَّبع ، وظهورهما لأهلِ الأرضين السبع ، كما قال { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } [ نوح : 16 ] . قْوْلُهُ تَعَالَى : { وَقَدَّرَهُ } أي قدَّرَ القمرَ منازلَ وهي ثمانٍ وعشرون منْزِلةً في كلِّ شهرٍ . وقيل معناه : { وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ } لا يجاوِزُها ولا يقصِرُوها ، وَِقِيْلَ : جعل ( قَدَّرَ ) لهما يعدى إلى مفعولين ، ويجوز أن يكون المعنى وقدَّرَهما ، إلا أنه حذفَ التثنيةَ للاختصار والإيجاز ، كما قال تعالى : { وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ } [ التوبة : 62 ] . قَوْلُهُ تَعَالَى : { مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } ؛ أي ما خلقَ اللهُ الشمسَ والقمر ، إلا لتعلَمُوا الحسابَ وتعتَبروا بهما ، وتستدلُّوا بطلوعِها وغروبها على صانعِهما . وقوله : { لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ } أي لتعلَمُوا بالشمسِ حسابَ السنين وحسابَ الشُّهور والليالي والأيامِ على ما تقدَّمَ أن القمرَ يقطعُ في الشهرِ ما تقطعهُ الشمس في السَّنة ، ويعني بقولهِ : { وَٱلْحِسَابَ } حسابَ الأشهُرِ والأيام والساعاتِ ، وقولهُ تعالى : { مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } ردَّهُ إلى الفعلِ والخلقِ والتدبيرِ ، ولو أرادَ الأعيانَ المذكورة لقال : تِلْكَ إلا بالحقِّ ، ثم يخلقهُ باطلاً ، بل إظهارُ الصَّنعةِ ، ودلالتهُ على قدرتهِ وحكمته . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } ؛ أي نُبَيِّنُ علاماتِ وحدانيَّة اللهِ تعالى بأنه بعدَ آيةٍ { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } تفصيلَ الآياتِ . قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص ( يُفَصِّلُ ) بالياء ، واختاره أبو عُبيد وأبو حاتم لقولهِ قبلَهُ { مَا خَلَقَ } فيكون متَّبعاً له ، وقرأ الباقون بالنُّون على التعظيمِ .