Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 27-27)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا } ؛ أي قالَ الرُّؤساء والأشرافُ الذين كفَروا من قومِ نوحٍ : ما نراكَ يا نوحُ إلا بَشَراً مثلَنا في الصورةِ والخفَّة ، فلِمَ صِرْتَ أولى أن تكون نَبيّاً ورَسُولاً للهِ منَّا . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا } ؛ ما نراكَ آمَنَ بكَ إلاّ الذين هم أسَافِلُنا وأخَسُّنا ، قال ابنُ عبَّاس : ( يُرِيدُونَ الْمَسَاكِينَ الَّذِينَ لا عُقُولَ لَهُمْ وَلاَ شَرَفَ وَلاَ مَالَ ) والرَّاذِلُ الدُّونُ من كلِّ شيءٍ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { بَادِيَ ٱلرَّأْيِ } ؛ أي مَن قرأ ( بَادِئَ ) بالهمزِ فمعناهُ : أنَّهم اتَّبعوكَ بأوَّلِ الرأيِ من دون تفكُّر ونظرٍ ، مِن قولهم : بَدَأتُ الأَمْرَ ؛ أي ابتدأتهُ ، ويجوزُ أن يكون المعنى : بَادِيَ الرؤيةُ ؛ أي بأوَّلِ ما تقعُ الرؤية عليهم يعلمُ أنَّهم أراذِلُنا ، وقد يكون الرأيُ بمعنى الرُّؤيةِ . قَالَ اللهُ تَعَالَى : { يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ ٱلْعَيْنِ } [ آل عمران : 13 ] أي رُؤيةَ العينِ : ومن قرأ ( بَادِيَ ) بغير همزٍ فمعناه : ظاهرَ الرأيِ وهم يعرِفون الظاهرَ ولا تمييزَ لَهم . ويجوزُ أن يكون معناه : اتَّبعوكَ في الظاهرِ ، وباطنُهم على خلافِ ذلك . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ } ؛ أي ما نرَى لكَ ولقومِكَ علينا من فَضْلٍ ، فإنّ الفضلَ يكون بكثرةِ المال ، وشرفِ النَّسب والمَنْزِلة في الدُّنيا ، { بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ } ؛ فيما تقولونَهُ على اللهِ ، وفيما تدْعُون إليه .