Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 3-3)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تعَالَى : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ } ؛ أي نحن نُبَيِّنُ لكَ أحسنَ البيناتِ ، والقاصُّ هو الذي يأتِي بالقصةِ على حقيقتِها . واختلفَ العلماءُ لِمَ سُميت بأحسَنِ القصصِ من بين الأقاصيص ، فقيل : سماها أحسن القصص ؛ لأنه ليس قصَّةٌ في القرآنِ تتضمَّنُ من العبرةِ والحِكَمِ والنكت ما يتضمَّنُ هذه القصة . وَقِيْلَ : سماعاً أحسنَ القصصِ لامتداد الأوقات في ما بين مبتدَأها إلى مُنتهاها . قال ابنُ عبَّاس : ( كَانَ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ وَمَسِيرَاتِه وَإخْوَانِهِ أرْبََعُونَ سَنَةً ) . وَقِيْلَ : سَمَّاها أحسنَ القصصِ ؛ لأنّ فيها ذِكرَ الأنبياءِ والملائكة والصالحين ، والإنسِ والجنِّ والأنعام والطيرِ ، والملك والمماليكِ والبحار ، والعلماءِ والجهَّال ، والرجال والنساءِ وحِيَلِهِنَّ ومَكرِهن ، وفيها أيضاً ذكرُ التوحيدِ والفقه والسيَر ، وتعبيرِ الرُّؤيا والسياسَة والمعاشَرة والتدبير والمعايش ، فصارَتْ أحسنَ القصصِ لما فيها من المعانِي الجزيلةِ والفوائد الجليلةِ التي تصلُح للدنيا . وَقِيْلَ : أحسنُ القصصِ بمعنى أعجَب . وَقِيْلَ : أرادَ بأحسنِ القصص جميعَ القصصِ التي في القُرآن ، فإنَّ اللهَ تعالى ذكرَ في القرآنِ أخبارَ الأُمم الماضية ، وحالَ رسُلِهم عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلامُ ، وذكرَ جميعَ ما يحتاجُ العباد إليه إلى يومِ القيامة بأعذب لفظٍ في أحسنِ نَظْمٍ وترتيبٍ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ } أي أوحَينا إليك هذا القرآنَ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلْغَافِلِينَ } ؛ أي وقد كُنتَ من قبلِ نُزول جبريل عليكَ بالقرآنِ غَافِلاً عن قصَّة يوسُفَ وعن الحكمةِ فيها .