Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 43-44)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ إِنِّيۤ أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ } ؛ رُوي أن يوسفَ مَرِضَ في السجنِ ، فأمرَ اللهُ جبريلَ أن يَعُودَهُ ، فعاده فعرفَهُ لكثرةِ اختلافه إلى آبائهِ ، فقال له جبريلُ : يا طاهرَ بن الطاهرِ ، ربُّ العزَّة يقولُ لكَ : مَن حبَّبَكَ إلى أبيكَ من بين إخوتِكَ ؟ قالَ : هو ، قال : فمَن أنقذكَ من أيدِي إخوتِكَ ؟ قالَ : هو ، قال : فمَن سهَّلَ لك السَّيارةَ في الأرضِ القِفْرِ حتى أخرَجوكَ من قعر البئرِ ؟ قال : هو . ثم نَشَرَ جبريلُ جناحه ، وأشارَ إلى الأرضِ فانفَرَجَت ، قال : يوسفُ انظر ما ترَى ؟ قال : أرَى هو ، ثم أشارَ إلى الأرضِ ثانية فانفَرَجت كلها حتى نظرَ يوسفُ إلى الصخرةِ التي عليها الأرضُون ، فقال جبريلُ : ما ترَى ؟ قال : صخرةٌ عليها دُرَّةٌ ، قال : فما ترَى في فمِ الدُّرَّةِ ؟ قال : أرَى طعاماً ، قال ربُّ العزة يقول لكَ : أنا أذْكُرُ هذه الدرَّة في هذا الموضعِ ثم أنساكَ على وجهِ الأرض ؟ أما استحيَيتَ مني حتى تقولَ لعبدِ مَلِكٍ اذكُرني عندَ ربك ، ولم تقُل يا رب ، فعندَ ذلك قال يوسفُ : يا رب فاسأَلُكَ بمَنَّكَ القديمِ ، وفضلِكَ العميمِ إلاّ غفرتَ لي ، قال : يا يوسفُ أغفِرُ لكَ وأخرِجُكَ من السجنِ ، ثم كان من رُؤيا الملكِ ما كان . ومعنى الآية : أن الملِكَ واسمه زيَّان بن الوليدِ رأى في النومِ سبعَ بقَراتٍ سِمَانٍ خرجنَ من نَهرٍ من أنْهَار مصرَ ، فخرجَ من بعدِهنَّ سبعُ بقَرِاتٍ عِجَافٍ ، فابتلعَ العجافُ السِّمانَ فدخلن في بُطونِهِنَّ ولم يزد منهنَّ شيئاً ، فعَجِبَ منُهنَّ ، ورأى سبعَ سُنبلات خُضْرٍ وسبعَ سُنبلات أخَرَ يابساتٍ ، الْتَوَتِ اليابساتُ على الْخُضْرِ فقَلَبن خُضرَتَهُنَّ ولم يسير عليهن شيءٌ منهن . فأرسلَ الملِكُ في هذه الرُّؤيا إلى السَّحَرةِ والكَهَنة ، فجمَعَهم ثم قصَّ عليهم ذلك وقال لهم : { يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ * قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ } ؛ أي قالتِ الكهنةُ والسَّحرة : هذه الرُّؤيا أباطيلُ الأحلامِ كاذبَةٌ ، وما نحنُ بتأويلِ الأحلامِ المختلفة بعالِمين ، ليس لها عندنا تأويلٌ .