Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 54-54)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي } ؛ إي قالَ الملكُ : ائتُونِي بيوسُفَ أجعلْهُ خَالصاً لنفسِي أرجعُ إليه في تدبيرِ مملكَتي ، وأعملُ على إشارته ، فلما جاءَهُ الرسولُ قال : أجِب الملكَ ، قال : الآنَ . فخرجَ يوسفُ ، { فَلَمَّا } ؛ دخلَ على الملكِ ، { كَلَّمَهُ } ، قال : اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَأَعُوذ بكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ غَيْرِهِ ، ثم سَلَّمَ عليه يوسف بالعربيَّة ، فقالَ له : وما هذا اللسانُ ؟ قال : لسانُ عَمِّي إسماعيل ، ثم دعَا له بالعبرانيَّة ، فقال له : وما هذا اللسانُ ؟ قال : لسانُ آبَائِي . فأُعجِبَ الملكُ ما رأى منه . وكان يوسفُ يومئذٍِ ابنُ ثلاثين سَنة ، فلما رأى الملك حَدَاثَةَ سِنِّهِ قال لِمَن عندَهُ : إنَّ هذا عَلِمَ تأويلَ رُؤيَايَ ، ولَم تَعْلَمْهُ السحرةُ ولا الكهنة ، ثم أجلسَهُ وقال له : إنِّي أحبُّ أن أسمعَ تأويلَ رُؤيَايَ شِفَاهاً منك . قال : أيُّها الملكُ ، رأيتَ سبعَ بقراتٍ سِمَانٍ حِسَانٍ كشفَ لكَ عنهُنَّ النيلُ ، خرجنَ عليكَ من شاطئهِ ، فبينما أنتَ تنظرُ إليهن ، ويُعجِبُكَ حُسْنُهُنَّ إذ نَضَبَ النيلُ وغَارَ ماؤهُ ، فخرجَ من حَمْأَتِهِ وَوَجَلِهِ سبعُ بقراتٍ عِجَافٍ شُعْثٍ غيرِ مقلصات البُطون ، ليس لهن ضُروعٌ ولهن أضراسٌ وأنياب وأكُفٌّ كَأَكُفِّ الكلاب ، فاختطَفن بالسِّمانِ فافتَرسُوهنَّ افتراسَ السَّبُعِ ، فأكلنَ لُحومَهن ومزَّقْنَ جُلودَهن ومَشْمَشَنَ مُخَّهُنَّ وحطَّمن عِظَامَهُنَّ . فبَينا أنتَ تتعجَّبُ إذ بسبعِ سنبلات خُضْرٍ وسبع آُخر سُود في منبتٍ واحد وأصولُهن في الماءِ ، إذ هبَّت ريحٌ فجعلت اليابساتِ السودِ على الْخُضْرِ المثمِرات ، فأشعَلَت فيهن النارَ فأحرقتهن ، فهذا ما رأيتَ من الرُّؤيا . فقال الملكُ : واللهِ إن هذه الرؤيا وإنْ كانت عَجَباً ، فإن الذي سمعتُ منك أعجَبُ ، فما ترَى فيها ؟ فقال تَأْويلُها كذا وكذا كما قد تقدَّم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ } ؛ أي قالَ له الملكُ : إنَّك اليومَ لدينا مُتَمَكِّنٌ من فعلِ ما تريدُ ، نافذُ القولِ والأمرِ ، قد ظهَرت أمَانَتُكَ ، وظهرَ كَذِبُ النساءِ عليكَ ، ولم تظهرْ منكَ خيانةٌ .