Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 55-55)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ ٱجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } ؛ أي قال يوسفُ : اجعَلنِي على خزائنِ أرضِكَ ، واجعَلْ تدبيرَها إلَيَّ ، وأرادَ بذلك الخزائنَ التي يُجمع فيها طعامُ الأرضِ وأموالُها التي كان مصيرُها إلى الملكِ ، وكانت أرضُ مصر أربعين فَرسخاً في أربعين فرسخاً . وإنما قال يوسف ذلك لصلاحِ الْخَلْقِ ؛ لأن الأنبياءَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ بُعِثُوا لإقامةِ العدلِ ووضعِ الأشياء مواضِعَها ، فعَلِمَ يوسف أنه لا أحدَ أقْوَمُ بذلك منهُ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } أي حافظٌ للخزائنِ ، عالِمٌ بوَضعِها مواضعها ، وَقِيْلَ : لجميعِ ألْسُنِ الغرباء الذين يأتونَك ، فإنه كان يتكلَّمُ بالعربيِّ والعبرانِي والسريانِي والقِبْطي . وقيل عالِمٌ بساعات حاجاتِ الناس ، وذلك أنْ أمَرَ الخبَّازين أن يجعلوا غداءَ الملكِ نصفَ النهارِ ، فمَن ثمَّ جعلَ الملوكُ غداءَهم نصفَ النهار ، فلما كانت الليلةُ التي وقعَ فيها الجوعُ أوَّل السنين الْجَدْبَةِ ، أمَرَ الخبَّازين أن يجعلُوا غَدَاءَهُ مع عشَائهِ ففعلوا ، فوقَعَ الجوعُ فِي نصفِ الليل ، فهتفَ الملكُ : يا يوسفُ الجوعَ الجوعَ ، فقرَّب إليه طعامَهُ . وفي الآية دليلٌ على أنه لا يجوزُ للإِنسان أن يمدحَ نفسه بالأفضلِ عند مَن لا يعرفهُ ، وأنَّ المرادَ بقولهِ تعالى : { فَلاَ تُزَكُّوۤاْ أَنفُسَكُمْ } [ النجم : 32 ] النهيُ من تزكيةِ النفس للفَخْرِ والسُّمعة .