Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 11-11)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ } ؛ أي للإنسان مُسَاوياتٌ ، والكنايةُ في قولهِ تعالى ( له ) رُدَّ على من أسَرَّ القولَ ومَن جَهَرَ به وهم الآدميُّون . وقال بعضُهم : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ ) أي للهِ تعالى ملائكةٌ يتعاقَبُون بالليلِ والنهار ، فإذا صعَدت ملائكةُ الليلِ أعقَبَتها ملائكةُ النَّهارِ ، وإذا صعَدت ملائكةُ النهار أعقبَتها ملائكةُ الليلِ . وقولهُ تعالى : { مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ } يعنِي من قُدَّامِ هذا المستخفِي بالليل والسَّارب بالنهار ، ومِنْ خَلْفِهِ ؛ أي وراءِ ظهره ملائكةٌ يحفظونَهُ من بين يديهِ ومِن خلفهِ ، فإذا جاءَ القَدَرُ خَلَّوا عنه . واختلَفُوا في الْمُعَقِّبَاتِ ، قال بعضُهم : الْكِرِامُ الْكَاتِبُونَ ؛ وهم أربعةً : ملَكان بالليلِ وملَكان بالنَّهار . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } ؛ أي بأمرِ الله حتى ينهوا به إلى المقاديرِ ، فيُخَلُّوا بينه وبين المقاديرِ ، قال كعبُ الأحبار : ( لَوْلاَ أنَّ اللهَ وَكَّلَ بكُمْ مَلاَئِكَةً يَذُبُّونَ عَنْكُمْ فِي مَطْعَمِكُمْ وَمَشْرَبكُمْ وَعوْرَاتِكُمْ لَخَطَفَتْكُمُ الْجِنُّ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } ؛ أي لا يسلبُ قوماً نعمةً حتى يعمَلُوا المعاصِي ، يعني بهذا أهلَ مكَّة ، بعثَ فيهم رسولاً منهم ، وأطعَمَهم من جوعٍ ، وآمَنَهم من خوفٍ ، فلم يعرِفُوا هذه النعمةَ وغيَّرُوها وجعلُوها لأهلِ المدينة . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوۤءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ } ؛ أي إذا أرادَ اللهُ إنزالَ عذابٍ على قومٍ فلا دافعَ له ، { وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } ؛ يتوَلاَّهم وينصرُهم ، ويقال : من مَلْجَأ يلجَؤُون إليه ، والْمَوْئِلُ هو الْمَلْجَأُ .