Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 112-112)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً } ؛ يعني مكَّةَ كان أهلُها آمِنِينَ لا يُهَاجُ أهلُها ولا يُغَارُ عليها ، بخلافِ قُرَى سائرِ العرب ، لأن العربَ كانت لا تقصدُ مكَّة احتراماً لِحَرَمِ اللهِ ، وقولهُ تعالى : { مُّطْمَئِنَّةً } أي قارَّةً بأهلِها لا يحتاجون إلى الانتجاعِ ولا الانتقال ، كما يحتاجُ إليه سائرُ العرب . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ } ؛ أي كان الرزقُ وَاسِعاً على أهلِ مكَّة يُحمَلُ إليهم من البَرِّ والبحرِ ، كما قالَ تعالى { يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ } [ القصص : 57 ] ، { فَكَفَرَتْ } ؛ فكَفَرَ أهلُ مكَّة ، { بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ } ، حين كذبُوا بمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وخالفوهُ ، وكذبُوا بالقرآنِ بعدَ قيام الحجَّة عليهم ، { فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ } ، فعاقَبَهم اللهُ سبعَ سنين بالقَحْطِ ، وخوَّفَهم من النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومن عساكرهِ وسراياهُ ، { بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } ، من تكذيبهِ . رُوي أنه بَلَغَ بهم من الجوعِ ما لا غايةَ بعدَهُ حتى أكلُوا العظامَ الْمُحْرَقَة والْجِيَفَ والكلابَ ، وكان ذلك بدعاءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم : " اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ ، اللَّهُمَّ سِنِينَ كَسِنِيِّ يُوسُفَ " فاستجابَ اللهُ دعاءَهُ حتى صارَ أمرُهم إلى هذه الحالةِ .