Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 101-101)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } ؛ أي تِسْعَ دلالاتٍ واضحات ، قال ابنُ عبَّاس : ( هِيَ الْعَصَا وَاللِّسَانِ ، فَإنَّهُ كَانَ فِي لِسَانِهِ عُقْدَةً فَرَفَعَهَا اللهُ ، كَمَا قَالَ : { وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُواْ قَوْلِي } [ طه : 27 - 28 ] والْبَحْرُ وَالْيَدُ ، وَالآيَاتُ الْخَمْسُ : وَهِيَ الطُّوفَانُ وَالْجَرَادُ وَالْقُمَّلُ وَالضَّفَادِعُ وَالدَّمُ ) . وقال محمَّد بنُ كعبٍ : ( هَذِهِ الْخَمْسُ وَالْعَصَا وَاللِّسَانِ وَانْفِجَارِ الْمَاءِ مِنَ الْحَجَرِ ، وَالطَّمْسِ كَمَا قَالَ { رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ } [ يونس : 88 ] . وَقِيْلَ : هي الخمسُ والعصى ويدهُ والسُّنون ونقصٌ من الثمراتِ . قال محمَّد بن كعبٍ في الطَّمسِ : ( كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ مَعَ أهْلِهِ فِي فِرَاشِهِ ، وَإذا قَدْ صَارَا حَجَرَيْنَ ، وَأنَّ الْمَرْأةَ الْقَائِمَةَ تَخْبزُ وَقَدْ صَارَتْ حَجَراً ، وَأنَّ الْمَرْأةَ فِي الْحَمَّامِ وَأنَّهَا لَحَجَرٌ ، وَكَانَتْ تَنْقَلِبُ الْفَوَاكِهُ وَالْفُلُوسُ وَالدَّرَاهِمُ وَالدَّنَانِيرُ أحْجَاراً ) . ورُوي : " أنَّ يَهُودِيّاً قَالَ لِصَاحِبهِ : تَعَالَ حَتَّى نسْأَلَ هَذا النَّبيَّ ، فَأَتَيَاهُ فَسَأَلاَهُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } قَالَ : " لاَ تُشْرِكُواْ باللهِ شَيْئاً ، وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ ، وَلاَ تَزْنُوا ، وَلاَ تَسْرِقُواْ ، وَلاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا ، وَلاَ تَسْحَرُواْ ، وَلاَ تَمْشُواْ ببَرِيءٍ إلَى سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ ، وَلاَ تَقْذِفُواْ الْمُحْصَنَةَ ، وَلاَ تَفِرُّوا مِنَ الزَّحْفِ ، وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً يَا يَهُودُ أنْ لاَ تَعْدَواْ فِي السَّبْتِ " فَقَبَّلُواْ يَدَهُ وَقَالُواْ : نَشْهَدُ أنَّكَ نَبيٌّ " . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ } ؛ الخطابُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم والمرادُ به غيرهُ ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقعُ له العِلمُ من عندِ الله ، فكان لا يحتاجُ في معرفةِ ذلك إلى الرُّجوعِ إلى أهلِ الكتاب ، فكأنَّهُ تعالى قال : فاسأل أيها السامعُ وأيها الشَّاكُّ بنَي إسرائيلَ إذ جاءَهم موسى بالبيِّنات ، قال ابنُ عباس : ( فَاسْأَلْ بَنِي إسْرَائِيلَ ، يَعْنِي الْمُؤمِنِينَ مِنْ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يٰمُوسَىٰ مَسْحُوراً } ؛ أي إنِّي لأَظُنُّكَ يا موسى قد سُحِرتَ فلذلك تدَّعي النبوةَ ، وَقِيْلَ : هذا مفعولٌ بمعنى فاعلٍ كأنه قالَ : إنِّي لأَظُنكَ ساحراً ، وَقِيْلَ : المسحورُ المخدوع .