Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 102-102)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰؤُلاۤءِ إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ؛ أي قالَ موسى لفرعونَ : لقد عَلِمتَ يا فرعون أنَّ هذه الآيات لا تدخلُ في مقدور العبادِ ، فلَمْ يُنْزِلها إلا ربُّ السماوات والأرضِ ، { بَصَآئِرَ } ؛ أي حُجَجاً للناسِ يُبصَرُونَ بها في أمرِ دينهم ، { وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يٰفِرْعَونُ مَثْبُوراً } ؛ وإني لأعلَمُ يا فرعون إنَّكَ هالكٌ ، يقال : ثَبَرَ الرجلُ فهو مَثْبُورٌ ؛ أي هالكٌ ، والظنَّ قد يُذكَرُ بمعنى اليقينِ على ما تقدَّمَ . وقرأ الكسائيُّ ( لَقَدْ عَلِمْتُ ) بضمِّ التاء ، وهي قراءةُ عليٍّ ( كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ ) وقالَ : ( وَاللهَ مَا عَلِمَ عَدُوُّ اللهِ ، وِلَكِنْ مُوسَى هُوَ الَّذِي عَلِمَ ) فبلغَ ذلك ابنَ عبَّاس فقالَ : ( إنَّهُ { لَقَدْ عَلِمْتَ } تَصْدِيقاً لِقَوْلُهُ تَعَالَى : { وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً } [ النمل : 14 ] ) . وقراءةُ النصب أصحُّ وأشهر ، وليست قراءةُ الضمِّ مشهورةً عن عليٍّ رضي الله عنه ولا ثابتة ، وإنما روَاها عنه رجلٌ مجهول لا يُعْرَفُ ، ولا تَمسَّكَ بها أحدٌ من القرَّاء غيرَ الكسائيِّ . وقولهُ تعالى : { مَثْبُوراً } قال ابنُ عبَّاس : ( مَغْلُوباً ) ، وقال مجاهدُ : ( هَالِكاً ) ، وَقِيْلَ : مُخَبَّلاً لا عقلَ لكَ ، وَقِيْلَ : بَعِيداً من الخيراتِ ، وَقِيْلَ : سِلاَخاً في القطيفةِ ، قال مجاهدُ : ( دَخَلَ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَيْهِ قَطِيفَةٌ ، فَأَلْقَى عَصَاهُ فَرَأى فِرْعَوْنُ ثُعْبَاناً فَفَزِعَ وَأحْدَثَ فِي الْقَطِيفَةِ ) . وروَى أبو سعيدٍ الجوهريُّ قال : ( كُنْتُ قَائِماً عَلَى رَأسِ الْمَأْمُونِ وَهُوَ يُنَاظِرُ رَجُلاً وَهُوَ يَقُولُ : يَا مَثْبُورُ ، ثُمَّ أقْبَلَ إلَيَّ فَقَالَ : مَا مَعْنَى ( مَثْبُوراً ) ؟ قُلْتُ : لاَ أدْرِي ، فَقَالَ : حَدَّثَنِي الرَّشِيدُ قَالَ : حَدَّثَنِي الْمَهْدِي قَالَ : كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُور ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِرَجُلٍ : يَا مَثْبُورُ ، فَقُلْتُ : يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا مَعْنَى يَا مَثْبُورُ ؟ قَالَ مَيْمُونُ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ( يَا فِرْعَوْنَ مَثْبُوراً ) مَا مَثْبُوراً ؟ قَالَ : نَاقِصُ الْعَقْلِ ) .