Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 12-12)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ } ؛ أي عَلامَتَين تدُلاَّن على قُدرةِ خالِقِهما ، { فَمَحَوْنَآ آيَةَ ٱلَّيلِ } ؛ أي ضوءَ القمَرِ ، قال ابنُ عبَّاس : ( أرَادَ بهِ السَّوَادَ الَّذِي فِي الْقَمَرِ ، وَذلِكَ أنَّ اللهَ خَلَقَ الْقَمَرَ أوَّلَ مَا خَلَقَهُ عَلَى صُورَةِ الشَّمْسِ ، وَكَانَتِ شَمْسٌ باللَّيْلِ وَشَمَسٌ بالنَّهَارِ ، وَكَانَ لاَ يُعْرَفُ اللَّيْلُ مِنَ النَّهَار ، فَأَمَرَ اللهُ جِبْرِيلَ فَمَسَحَ بجَنَاحَيْهِ شَمْسَ اللَّيْلَ فَذَهَبَ ضَوْءُهَا ، وَبَقِيَ عَلاَمَةُ جَنَاحِهِ وَهُوَ السَّوَادُ الَّذِي يَرَوْنَهُ فِي جَوْفِ الْقَمَرِ ) . وقال ابنُ عبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أيضاً : ( جَعَلَ اللهُ نُورَ الشَّمْسَ سَبْعِينَ جُزْءاً ، وَنُورَ الْقَمَرِ سَبْعِينَ جُزْءاً ، فَأُمْحِيَ مِنْ نُور الْقَمَرِ تَسْعَةٌ وَسِتُّونَ جُزْءاً فَجَعَلَهَا مِنْ نُور الشَّمْسِ ، فَصَارَ ضَوْءُ الشَّمْسِ مِائَةً وَثَلاَثِينَ جُزْءاً ، وَالْقَمَرُ جُزْءاً واحداً ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَجَعَلْنَآ آيَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً } ؛ وهي الشَّمسُ مُبْصِرَةً مُضِيئةً مُنِيرةً ، { لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } ؛ أي لتَسكنُوا بالليلِ ، وتطلبُوا معايشَكم بالنهار ، إلاَّ أنه حذفَ لتَسكنُوا بالليلِ ؛ لأنه ذكرَهُ في موضعٍ آخر ، { وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ } ؛ أي جعَلنا ذلك لتَعلَمُوا حسابَ الشُّهور والأيَّامِ ومواقيتَ الصلاةِ والصيام والحجِّ ، يعني بمَحْوِ آيةِ الليل ، { وَكُلَّ شَيْءٍ } ؛ من الأمرِ والنهي والحلال والحرامِ ، { فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } ؛ أي بَيَّنَّاه في القرآنِ ؛ ليكونَ أقربَ إلى معرِفَتكم ، وبَيَّنَّاهُ تبييناً ؛ لئلا يلتبسَ بغِيرِهِ .