Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 24-24)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ } ؛ أي وكُن لهما مُتضرِّعاً مُتَذلِّلاً ، فإنَّ خَفْضَ الْجَنَاحِ عبارةٌ عن الخضُوعِ ، والمبالغةِ في التذلُّل والتواضعِ ، وعن عطاء أنه قالَ : ( جَنَاحُكَ يَدُكَ ، فَلاَ يَنْبَغِي لَكَ أنْ تَرْفَعَ يَدَيْكَ عِنْدَ أبَوَيْكَ ، وَلاَ أنْ تُحِدَّ بَصَرَكَ عَلَيْهِمَا تَعْظِيماً لَهُمَا ) . وعن عُروة بنِ الزُّبير قال : ( مَا أبَرَّ وَالِدَهُ مَنْ أحَدَّ النَّظَرَ إلَيْهِ ) . وَقِيْلَ : خفضُ الجناحِ عبارةٌ عن السُّكون ، قرأ الحسنُ وسعيد بن جبير وعاصم : ( جَنَاحَ الذِّلِّ ) بكسرِ الذال ؛ أي لا تَسْتَصْعِبْ معَهُما . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } ؛ وهذا أمرٌ بالدُّعاء لهما بالرحمةِ والمغفرةِ إذا كانا مُسلِمين ، والمعنى : رب ارحَمهُما مثلَ رَحمتِهما أيَّايَ في صِغَري حتى ربَّيانِي ، وقال قتادةُ : ( هَكَذا عُلِّمْتُمْ ، بهَذا أُمِرْتُمْ ) . قال صلى الله عليه وسلم : " رضَا اللهِ مَعَ رِضَا الْوَالِدَيْنِ ، وَسَخَطُ اللهِ مَعَ سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " " مَنْ أمْسَى مَرْضِيّاً لِوَالِدَيْهِ وَأصْبَحَ ، أصْبَحَ لَهُ بَابَانِ مَفْتُوحَانِ إلَى الْجَنَّةِ ، وَإنْ كَانَ وَاحِداً فَوَاحِدٌ . وَمَنْ أمْسَى مُسْخِطاً لِوَالِدَيْهِ وَأصْبَحَ ، أصْبَحَ لَهُ بَابَانِ مَفْتُوحَانِ إلَى النَّارِ ، وَإنْ كَانَ وَاحِداً فَوَاحِدُ " فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ فَإْنْ ظَلَمَاهُ ؟ قَالَ : " وَإنْ ظَلَمَاهُ ؛ وَإنْ ظَلَمَاهُ ؛ وَإنْ ظَلَمَاهُ " ثَلاَثَ مَرَّاتٍ " .