Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 7-7)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ } ؛ أي منفعةُ إحسَانِكم راجعةً إليكم ، { وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا } ؛ أي فإلى أنفُسِكم ، ولم يقل فإليها على جهةِ المقابلة للكلامِ الأول ، ومثلُ هذه الحروفِ قد تُقام بعضُها مقامَ بعضٍ ، كما في قولهِ تعالى : { بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا } [ الزلزلة : 5 ] أي إليها . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ } ؛ أي وعدَ المرَّة الآخرة في الفسادِ ، { لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ } ؛ بالقتلِ والسَّبي ، { وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ } ؛ أي مسجدَ بيتِ المقدس ، { كَمَا دَخَلُوهُ } ؛ دخلَهُ بَخِتْنَصِّر وأصحابهُ ، { أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً } ؛ أي وليُخَرِّبوا ما عَلَوا عليه تخريباً ، والتَّبَارُ والرَّماد والهلاكُ بمعنى واحدٍ . ذلك أن اللهَ سلَّط عليهم بعدَ مائتين وعشرين سنةً ططوس بن استيباتوس الرومي ، فحاصَرَهم وقَتَلَ منهم مائةَ ألفٍ وثمانين ، وخرَّبَ بيتَ المقدس ، وذلك بعدَ قَتلِهم يحيى عليه السلام ، فلم يزَلْ كذلك خَراباً إلى أن بناهُ المسلمون ، فلم يدخلْهُ رُومِيٌّ بعد ذلكَ إلا خائفاً ، كما قالَ تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاَّ خَآئِفِينَ } [ البقرة : 114 ] . وذهبَ بعضُهم إلى أن بَخِتْنَصَّرَ غَزَا بني إسرائيلَ مرَّتين ، ففتحَ مدينَتهم في المرَّة الأولى ، وجَاسُوا خلالَها يَقتُلون فيهم ، فتابَتْ بنو إسرائيلَ إلى اللهِ تعالى فأظهرَهم اللهُ تعالى على بختنصِّر فرَدَّ عنهم ، ثم بعثَ الله إلى بني اسرائيلَ ( أرْضِيَّا ) النبيَّ عليه السلام ، فقامَ فيهم بوحيِِ الله تعالى ، فضربوهُ وقيَّدوه وحبسوهُ ، فسلَّطَ الله عليهم بختنَصِّر مرَّةً أُخرى ففعلَ ما فعلَ .