Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 28-28)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } ؛ نزلَتْ هذه الآيةُ في سَلمان الفارسيِّ وصهيب بن سِنان وعمَّار بن ياسر وخبَّاب وعامرِ بن فُهيرة وغيرِهم من الفقراءِ ، كانوا عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وكان مع سَلمان شَمْلَةٌ قد عَرِقَ فيها إذ دخلَ عُيينة بن حصنٍ الفزَاريِّ ، فقال : يا مُحَمَّدُ إنْ رؤوسَ مُضَرَ وأشرافَها ، وإنهُ والله ما يَمنعُنا من الدُّخول عليكَ إلاّ هذا - يعني سلمانَ وأصحابهُ - ولو أنَّا إذا دخلنا عليكَ أخرَجْتَهم عنا لاتَّبعناكَ ، إنه ليؤذِينا ريحهُ أما يؤذيكَ ريحهُ ؟ فأنزلَ اللهُ في سلمان وأصحابهِ هذه الآية . ومعناها : واحبسْ نفسكَ أيُّها النبيُّ مع الذين يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وتعظيمَهُ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } ؛ أي لا تَصْرِفْ بصرَكَ عنهم لفقرهِم إلى غيرِهم من ذوي الهيئاتِ والزِّينة . قَوْلُهُ تَعَالَى : { تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ؛ أي مجالسةِ أهل الشَّرف والغِنَى ( تريدُ ) هاهنا في موضعِ الحال أي مُريداً . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } ؛ يريدُ عُيَيْنةَ وأبناءَهُ ، أي لا تطِعْهم في تنحيةِ الفُقراءِ عنكَ ليجلسوا إليك ، ومعنى : { أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } أي جعلنَاهُ غافلاً عن القُرْآنِ والإسلام . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } أي ضَيَاعاً ونَدَماً ، وَقِيْلَ : هلاكاً ، وَقِيْلَ : مُخالفاً للحق ، وَقِيْلَ : بَاطلاً ، وَقِيْلَ : معناه : ضَيَّعَ أمرَهُ وبطلَ أيامه .