Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 29-29)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ } ؛ أي قُلِ القُرْآنُ والدلالاتُ على وحدانيَّة الله ونبوَّة رسولهِ هو الحقُّ من ربكم ، و ( الحقُّ ) مرفوعٌ على الحكاية ، وَقِيْلَ : خبرُ مبتدأ مُضْمَرٍ ؛ أي هو الحقُّ ؛ والمعنى : وقُلْ يا مُحَمَّدُ لِهؤلاء الذي أغفَلْنا قلوبَهم عن ذِكرنا : أيُّها الناس الذي أُنذركم به ( الْحَقُّ مِنْ رَبكُمْ ) ، لَم أتكلَّمْ به مِن قِبَلِ نفسِي . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } ؛ تَهديدٌ بلفظِ الخبر ، والمعنى : فمَن شاءَ فيؤمن ، ومن شاء فيكفرُ ، { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } ؛ فقد أعدَّ لكم ناراً على كُفركم أحاطَ بكم سرادقها ؛ قال ابنُ عبَّاس : ( السُّرَادِقُ : حَائِطٌ مِنَ النَّار يُحِيْطُ بهِمْ ) . وَقِيْلَ : دخانٌ يحيطُ بهِمْ قَبْلَ أن يَصِلْوا إلى النار . وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ قال : ( سُرَادِقُ النَّارِ أرْبَعَةُ جُدُرٍ ، غِلَظُ كُلِّ جِدَارٍ مَسِيْرَةُ أرْبَعِيْنَ سَنَةَ ، فَهَذِهِ الْجُدُرُ مُحِيْطَةٌ بهِمْ ) . وقال ابنُ عبَّاس : ( مَعْنَى الآيَةِ : فَمَنْ شَاءَ اللهُ لَهُ الإيْمَانَ آمَنَ ، وَمَنْ شَاءَ لَهُ الْكُفْرَ كَفَرَ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ } ؛ معناهُ : وإنْ يستَغيثُوا من شدَّة الحرارةِ يُغاثوا بماءٍ كَعَكَرِ الزَّيت أسودَ غليظ ، وَقِيْلَ : إن الْمُهْلَ هو الصُّفُرُ المذابُ ، ويقالُ : هو القيحُ والدم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَشْوِي ٱلْوجُوهَ } ؛ أي إذا قَرُبَ البشر منه أنضجَ الوجهَ بحرارتهِ ، وأسقطَ فَرْوَةَ وجههِ ولحمَهُ فيه ، { بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ } ؛ النارُ ؛ { مُرْتَفَقاً } ؛ أي ساءَتْ مُتَّكَأً لَهم ، مأخوذٌ من المرْفَقِ ؛ لأنَّهم يتَّكِؤنَ على مرافِقِهم ، وَقِيْلَ : معناهُ : وساءَتْ مَنْزلاً ومَقَرّاً ، وَقِيْلَ : مُجتمعاً مأخوذٌ من المرافقةِ .