Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 2-4)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ } ؛ أي بهذا اذكر رحمةَ ربك على زكريَّا ، أو ما يُتْلَى عليكم ذكرُ رحمةِ ربكَ ، و ( عَبْدَهُ ) منصوبٌ بالرحمة . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً } ؛ أي إذ دعَا ربَّهُ سِرّاً في جوفِ اللَّيلِ مُخلصاً لَم يطَّلِعْ عليه إلاَّ اللهُ ، { قَالَ رَبِّ إِنَّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي } ؛ أي ضَعُفَ منِّي . قال قتادةُ : ( شَكَا ذهَابَ أضْرَاسِهِ ) ، والوَهَنُ في اللغة : نُقْصَانُ الْقُوَّةِ ، { وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْباً } ؛ يقولُ : شِخْتُ وَضَعُفْتُ ، ومن الموتِ قَرُبْتُ . والاشتعالُ : انتشارُ شُعَاعِ النَّارِ ، واشتعالهُ في الشَّيْب من أحسنِ الاستعارةِ ؛ لأنه ينتشرُ في الرأسِ ، كما ينتشرُ شُعاع النارِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { شَيْبًا } نُصِبَ على المصدرِ ، وهذا يدلُّ على أن أفضلَ الدُّعاء دعاءُ السرِّ ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " خَيْرُ الدُّعَاءِ الْخَفِيُّ ، وَأفْضَلُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي " . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً } ؛ أي كنتَ تُجيبُنِي إذا دعوتُكَ ، وقد عوَّدْتَني الإجابةَ في ما مضى فلِمَ لا تُجيبُنِي .