Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 10-10)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عَزَّ وَجَلَّ : { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } ؛ أي شكٌّ ونفاق ، وسمي النفاق مرضاً لأنه يهلكُ صاحبه ؛ ولأنه يضطربُ في الدِّين يوالِي المؤمنينَ باللسان ؛ والكفارَ بالقلب ؛ فحاله كحالِ المريض الذي هو مضطربٌ بين الحياة والموت . وقيل : إنَّ الشكَّ ؛ أي بالقول : ألَمُ القلبِ ، والمرضَ : ألَمُ البدنِ . فسُمِّيَ الشكُّ مرضاً لِما فيه من الْهَمِّ والحزنِ . وقيل : سُمي النفاقُ مرضاً ؛ لأنه يضعفُ الدِّين واليقينَ كالمرض الذي يضعفُ البدنَ وينقص قواهُ ؛ ولأنه يؤدِّي إلى الهلاكِ بالعذاب كما أن المرضَ في البَدَنِ يؤدِّي إلى الهلاكِ بالموتِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً } ؛ أي شَكّاً ونِفَاقاً وعذاباً وهَلاَكاً . والفاءُ في { فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ } بمعنى الْمُجَازَاةِ . وقِيْلَ : على وجهِ الدُّعاءِ ، { وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ } ؛ أي موجعٌ يخلصُ وَجَعُهُ إلى قُلُوبهم ؛ وهو بمعنى مؤلِم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } ؛ قال بعضُهم : الباءُ في { بمَا } صلةٌ ؛ أي لَهم عذابٌ ألِيْمٌ بكذبهم وتكذِيبهم اللهَ ورسولَهُ في السرِّ ؛ فيكون ( مَا ) مصدريةٌ ؛ والأَولَى إعمالُ الحروف . و ( مَا ) وُجد لَها مُساغ ؛ أي بالشَّيء الذي يكذِّبون . وفي قولهِ : { يَكْذِبُونَ } خلافٌ بين القرَّاء ، فقرأ أهلُ الكوفةِ بفتحِ الياء وتخفيفِ الذَّال ؛ أي بكذبهم إذْ قالوا : آمَنَّا ، وهم غيرُ مؤمنين .