Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 202-202)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { أُولَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } معناهُ : إنَّ الذين يسألونَ الله تعالى الدنيا والآخرة لهم حظٌّ ونصيب وافرٌ من الثواب والخيرِ والجزاء اكتسبوهُ في حجِّهم ؛ وفي هذا بيانُ استجابة دعائهم على القطعِ . وعن ابنِ عباس في هذه الآية : " أنَّ رَجُلاً قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إنَّ أبي مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ ، أفَأَحُجُّ عَنْهُ ؟ قَالَ : " أرَأيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أبيْكَ دَيْنٌ فَقَضَيْتَهُ ، أمَا كَانَ ذَلِكَ يُجْزِي ؟ " قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَدِيْنُ اللهِ أحَقُّ أنْ يُقْضَى " ، قَالَ : فَهَلْ لِي مِنْ أجْرٍ ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : { أُولَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ } . يعني مَن حجَّ عن ميتٍ كان الأجرُ بينه وبين الميتِ " . وقال سعيدُ بن جبير : جَاءَ رََجُلٌ إلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ : إنِّي أكْرَيْتُ دَابَّتِي وَاشْتَرَطْتُ عَلَيْهِمْ أنْ أحُجَّ ، فَهَلْ يُجْزِيْنِي ذَلِِكَ ؟ قَالَ : ( أنْتَ مِنَ الَّذِيْنَ قَالَ اللهُ فِيهِمْ : { أُولَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ } ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } يعني إذا حاسبَ فحسابهُ سريعٌ لا يحتاج إلى عقدِ يدٍ ولا إلى وعيِ صدرٍ ولا رؤية ولا فكرٍ . وقال الحسنُ : ( أسْرَعُ مِنْ لَمْحِ الْبَصَرِ ) . وفي الخبرِ : " أنَّ اللهَ تعالى يحاسبُ العبادَ في قدر حَلْب شاة ؛ وأن محاسبةَ الله تعالى ليست كمحاسبة الناسِ بعضهم لبعضٍ ، يحاسبهم جميعاً في لحظةٍ واحدة ، يظنُّ كُلُّ واحد أنه يحاسبهُ خاصةً ، لا يشغله شيءٌ عن شيء " ومعنى الحساب : تعريفُ اللهِ تعالى عبادَه مقادير الخير على أعمالهم ، وتذكيرهُ إياهم بما قد نَسَوْهُ . يدلُّ عليه قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ } [ المجادلة : 6 ] . وقيل : معناهُ سريع الحساب ؛ أي سريع الْمُجَازَاةِ ، وفيه إخبارٌ عن سرعةِ فناء الدنيا وقيامِ الساعة .