Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 204-204)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عَزَّ وَجَلَّ : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ } ؛ قال ابنُ عباس : ( نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ ، كَانَ حَسَنَ الْمَنْظَرِ ؛ حُلْوَ الْكَلاَمِ ؛ فَاجِرَ السَّرِيْرَةِ ؛ حَلاَّفاً شَدِيْدَ الْخُصُومَةِ فِي الْبَاطِلِ ، وَكَانَ يُجَالِسُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيُظْهِرُ لَهُ الْحَسَنَ وَيَحْلِفُ باللهِ أنَّهُ يُحِبُّهُ وَيَتَّبعُهُ عَلَى دِيْنِهِ ؛ وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَسْمَعُ كَلاَمَهُ فَيُعْجِبُهُ ، وَكَانَ يُدْنِيْهِ مِنْ مَجْلِسِهِ ، فَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَى نِفَاقِهِ ) . ومعنى الآية : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ } كلامهُ وحديثهُ ؛ أي يفرحُ بإظهارهِ الأيمانَ وتُسَرُّ بقوله ، { وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ } أي يقولُ : اللهُ شهيدٌ على ما في قلبي كما هو على لسانِي من الإيمانِ . وقَوْلُهُ تَعَالَى : { وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ } أي شديدُ الخصومة جَدِلٌ بالباطل . والأَلَدُّ : مأخوذ من لَدَّتَي الْعُنُقِ ؛ وهما صَفْحَتَاهُ . وتأويلهُ : أن خصمهُ في أيِّ وجهٍ أخذَ من أبواب الخصومة من يمين أو شمالٍ غلبهُ في ذلكَ .