Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 3-4)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ } ؛ أي بالبعثِ والحساب والجنَّة والنار . وقيل : ( الغَيْب ) هو اللهُ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلٰوةَ } ، أي الصَّلواتِ الخمسِ بشرائطها في مواقيتِها . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } ؛ يعني الزكاةَ ؛ وهو الأظهرُ ؛ لأن اللهَ تعالى قَرَنَ بين الصلاةِ والزكاة في مواضعَ كثيرةٍ ، وإقامةُ الصلاة طهارةُ الأبدان ؛ وإعطاءُ الزكاة طهارةُ الأموال . وبالأموالِ قِوَامُ الأبدانِ ، وقد قيلَ : هو نفقةُ الرجُلِ على أهلهِ . قيل : لَمَّا نزلَ قولهُ عَزَّ وَجَلَّ : { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلٰوةَ } الآيةُ ، قالتِ اليهودُ : نحنُ نؤمنُ بالغيب ونقيمُ الصلاة وننفقُ مما رزقَنَا اللهُ ؛ فأنزلَ الله تعالى : { وٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَْ } ، والذي أُنزل إليه القرآنُ والذي أُنزل مِن قبله التوراة والإنجيلُ وسائر الكتب المنَزَّلة ؛ فَنَفَرُوا من ذلك . فإنْ قيلَ : لِمَ قالَ : { وَبِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } ، ولَم يَقُلْ يؤمنونَ ؟ قِيْلَ : لأنَّ الإيقانَ توكيدُ الإيْمانِ ؛ واليقينُ بالآخرةِ يقينُ خبرٍ ودلالةٍ ، ومعنى الآية : وبالدار الآخرة هم يعلمونَ ويستيقنون أنَّها كائنةٌ .