Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 97-97)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ فَٱذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي ٱلْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ } ؛ أي قال موسَى : فَاذهَبْ مِن بيننا ، فإن لكَ ما دُمْتَ حيّاً أن تقولَ : ( لاَ مِسَاسَ ) أي لا أمُسُّ ولا أُمَسُّ ولا أخالطُ ، وأمرَ موسى أن لا يؤاكلوهُ ولا يخالطوه ولا يبايعوهُ ، فَحَرَّمَ عليهم مخالطةَ السامريِّ زَجْراً لفعلهِ ، وكان هو يقيمُ في البريَّة مع الوحوشِ والسِّباع . ويقالُ : إنه ابْتُلِيَ بالوَسْوَاسِ ، ويقال : إنَّ موسى هَمَّ بقتلِ السامريِّ فقال اللهُ : لا تَقتُلْهُ فإنه سخيٌّ ! فكان السامريُّ إذا لَقِيَ أحداً يقولُ : لاَ مِسَاسَ ؛ أي لا تَقْرَبْنِي ولا تَمسَّني ، وذلك عقوبة لهُ ولولدهِ ، عَاقَبَهُ اللهُ بذلك حتى أن بقايَاهم اليومَ يقولون كذلكَ . وذُكِرَ أنه إذا مَسَّ واحدٌ من نَسْلِهِ أحداً من غيرهم حَمَّ كلاهُما في الوقت . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّن تُخْلَفَهُ } ؛ معناهُ : وإن لكَ يا سامريُّ أجَلاً يُكَافِؤُكَ اللهُ فيه على ما فعلتَ وهو يومُ القيامة . قرأ الحسنُ وابن مسعود : ( نُخْلِفَهُ ) وابن كثير وابن عامرٍ ( تُخْلِفَهُ ) بكسرِ اللام ؛ أي لن يغيبَ عنه بل يوافقهُ ، ولا مذهبَ لك عنه ، وقرأ الباقون بفتحِ اللام بمعنى لن يَخْلَفَهُ اللهُ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱنظُرْ إِلَىٰ إِلَـٰهِكَ } ؛ أي وانظر إلى العجلِ الذي أقمتَ على عبادتهِ ، وزعمتَ أنه إلَهُكَ ومعبودُك ، { ٱلَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً } ؛ أي مُقيماً تعبدهُ ، تقولُ العرب ظَلْتُ أفْعَلُ كذا بمعنى ظَلَلْتُ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي ٱلْيَمِّ نَسْفاً } ؛ قال ابنُ عبَّاس : ( حَرَّقَهُ بالنَّارِ ، ثُمَّ ذرَّاهُ فِي الْيَمِّ ) وهذه القراءةُ تدلُّ على أن ذلك العجلَ صار حيواناً لَحماً ودماً لأن الذهبَ والفضَّة لا يُمكن إحراقُهما بالنار . وذُكِرَ في بعضِ التفاسير : أن موسى أخذ العجلَ فذبَحَهُ فسالَ منه دمٌ ، لأنَّه كان قد صارَ دماً ولحماً ، ثُم أحرقه بالنارِ ثم ذرَّاهُ في البحرِ . وكان الحسنُ يقرأ ( لَنُحْرِقَنَّهُ ) بالتخفيف ، ومعناه : لَنَذْبَحَنَّهُ ثم لنحرقنه بالنار ، لأنه لا يجوزُ إحراقُ الحيوانِ قبل الذبحِ كما روي في الخبر : " لاَ تُعَذِّبُوا أحَداً بعَذاب اللهِ " . وقرأ أبو جعفرٍ وأشهبُ العقيلي : ( لَنَحْرُقَنَّهُ ) بنصب النونِ وضمِّ الراء ؛ أي لَنَبْرُدَنَّهُ بالْمِبْرَدِ ، يقال : حرقتُ الشيءَ أُحرِقهُ أذا بَرَدْتَهُ ، والْمِحْرَقُ هو الْمِبْرَدُ ، وهذه القراءةُ تدلُّ على أن العجلَ كان ذهباً ، ولكن كان له خُوار . قَوْلُهُ تَعَالَى : { ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي ٱلْيَمِّ نَسْفاً } أي لَنُذرِّيَهُ في البحرِ تذريةً ، يقالُ : نَسَفَ فلانٌ الطعامَ بالْمَنْسَفِ إذا ذرَّاهُ ليطيرَ عنه قشوره وترابه .