Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 37-37)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } ؛ أي خَلَقَ اللهُ الإنسانَ من عَجَلٍ مشتَهياً للعجلةِ فيها هواهُ ، ولذلك تستعجلُ أهلُ مكة الوعدَ والوعيدَ ، يقالُ : فلانٌ خُلِقَ مِن كذا ؛ أي أكثرَ ذلك الشيءَ كما يقال : خُلق فلانٌ من اللعب واللَّهو ، والإنسانُ اسم جنسٍ . وقال عكرمةُ : ( لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ وَنَفَخَ فِيْهِ الرُّوحَ وَصَارَ فِي رَأسِهِ ، أرَادَ أنْ يَنْهَضَ قَبْلَ أنْ تَبْلُغَ رجْلَيْهِ فَسَقَطَ ، فَقِيْلَ : خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ) . وقال السديُّ : ( لَمَّا دَخَلَ الرُّوحُ عَيْنَي آدَمَ نَظَرَ إلَى ثِمَار الْجَنَّةِ ، فَلَمَّا دَخَلَ الرُّوحُ فِي جَوْفِهِ اشْتَهَى الطَّعَامَ ، فَوَثَبَ قَبْلَ أنْ يَبْلُغَ الرُّوحُ رجْلَيْهِ عَجَلاً إلَى ثِمَار الْجَنَّةِ فَلَمْ يَقْدِرْ ، فَذلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } ) . وإذا كان خَلْقُ آدمَ من عجلٍ وُجِدَ ذلك في أولادهِ ، وأورثَ أولاده العجلةَ حتى استعجلوا في كلِّ شيءٍ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي } ؛ يعني القتلَ ببدرٍ ، { فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } ؛ إنه نازلٌ بكم .