Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 88-88)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ } ؛ أي أجَبْنَا دعوته ونَجَّيْنَاهُ من تلكَ الظُّلمات ، { وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } ؛ إذا دَعَوْنِي ، كما نَجَّينا ذا النُّون . قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " " اسْمُ اللهِ إذا دُعِيَ بهِ أجَابَ ، وَإذا سُئِلَ بهِ أُعْطَي : دَعْوَةُ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " قِيْلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ هِيَ لِيُونُسَ خَاصَّةً أمْ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِيْنَ ؟ قَالَ : لِيُونُسَ خَاصَّةً ، وَلَهُ وَلِلْمُؤْمِنِيْنَ عَامَّةً ، أُدْعُوا بهَا ، ألَمْ تَسْمَعْ إلَى قَوْلِهِ تَعَالَى { وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } " . واختلفَتِ القراءاتُ في قولهِ { وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، قرأ ابنُ عامرٍ وأبو بكرٍ : ( نُجِّي الْمُؤْمِنِيْنَ ) بنون واحدةٍ وتشديد الجيمِ وتسكين الياءِ . وجميعُ النحويين حَكَمُوا على هذه القراءةِ باللَّفظِ ، وقالوا : هي لَحْنٌ ، ثُم ذكرَ الفرَّاء لَها وجهاً فقالَ : أضْمَرَ الْمَصْدَرَ فِي ( نُجِّي ) أي نُجِّيَ النِّجاءُ الْمُؤْمِنِيْنَ ، كَقَوْلِكَ : ضَرَبْتُ الضَّرْبَ زَيْداً عَلَى إضْمَار الْمَصْدَر ؛ أي ضُرِبَ الضَّرْبَ زَيْداً ، وقال الشاعر : @ وَلَوْ وَلَدَتْ قُفَيْرَةُ جَرْوَ كَلْبٍ لَسُبَّ بذلِكَ الْجَرْو الْكِلاَبَا @@ ومِمن صوَّبَ هذه القراءةَ أبو عُبيد ، وأما أبو حاتَم السَّجستانِيُّ فإنه لَحَنَهَا ونسبَ قارئَها إلى الجهلِ وقال : ( هَذا لَحْنٌ لاَ يَجُوزُ فِي اللُّغَةِ ، وَلاَ يُحْتَجُّ بمِثْلِ ذلِكَ الْبَيْتِ عَلَى كِتَاب اللهِ ، إلاَّ أنْ تَقُولَ : وَكَذِكَ نُجِّيَ الْمُؤْمِنُونَ ، وَلَوْ قَرَأ ذلِكَ لَكَانَ صَوَاباً ) . قال أبو علي الفارسيُّ : ( هَذا إنَّمَا يَجُوزُ فِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ ، فَإنْ قِيْلَ : لِمَ كُتِبَ فِي الْمَصَاحِفِ بنُونٍ وَاحِدَةٍ ؟ قِيْلَ : لأنَّ الثَّانِيَةَ لَمَّا سُكِّنَتْ وَكَانَ السَّاكِنُ غَيْرَ ظَاهِرٍ عَلَى اللِّسَانِ حَذفَهُ ، كَمَا فَعَلَ ذلِكَ فِي ( ألاَّ ) فَحَذفُوا النُّونَ مِنْ ( أنْ لاَ ) لخفائها إذا كَانْتْ مُدْغَمَةً فِي اللاَّمِ ) .