Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 97-97)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ } ؛ قِيْلَ : إن الواوَ ها هنا مُقْحَمَةٌ ، والمعنى : حَتَّى إذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ، يكون ذلكَ عندَ اقتراب السَّاعة ، وذكَرَ الوعدَ والمراد به الْمَوْعِدَ . رُوي عن حذيفةَ رضي الله عنه أنَّهُ قالَ : ( لَوْ أنَّ رَجُلاً اقْتَنَى فُلُوّاً بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ لَمْ يَرْكَبْهُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ؛ أي تَشْخَصُ أبصارُهم يومَ القيامة نحو الجهةِ التي يتوقَّعون نزولَ العذاب بهم منها . وَقِيْلَ : خَشَعَتْ أبصارُهم من شدَّة الأهوالِ ذلكَ اليوم . قال الكلبيُّ : ( شَخَصَتْ أبْصَارُهُمْ فَلاَ تُطِيْقُ تَطْرُفُ مِنْ شِدَّةِ الأَهْوَالِ ) ، فأما الضميرُ في قولهِ { فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ } يعودُ إلى معلومٍ قد بَيَّنَهُ وهو قولهُ { أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، كقولِ الشاعر : @ لَعَمْرُ أبيْهَا لاَ تَقُولُ ظَعِيْنَتي إلاَّ فَرَّ عَنِّي مَالِكُ بْنُ أبي كَعْب @@ فكنى عن الظعينة ثم أظهرها ويكونُ تقديرُ الكلامِ : فإذا الأَبْصَارُ شَاخِصَةٌ أبْصَارُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا . وَقِيْلَ : يكون قوله ( هِيَ ) عمادٌ مثلُ قوله { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ } [ الحج : 46 ] . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يٰوَيْلَنَا } ؛ أي قالوا يَا وَيْلَنَا ؛ { قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا } ؛ اليومِ في الدُّنيا ، { بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } ؛ لأنفُسِنا بالكفرِ .