Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 29-29)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ } ؛ قال ابنُ عباس : ( التَّفَثُ هُوَ الْمَنَاسِكُ كُلُّهَا ) ، والمرادُ ها هنا رَمْيُ الجِمَارِ والْحَلْقُ ، ويقال : قضاءُ التَّفَثِ إزالةُ الشَّعث ، وفي هذا دليلٌ على أن المرادَ بقوله { عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ } دمُ الْمُتْعَةِ والقِرَانِ ؛ لأن اللهَ تعالى رَتَّبَ عليه قضاءَ التَّفَثِ والطوافَ بالبيتِ الحرام ، لا دمَ تَرَتَّبَ على هذهِ الأفعال إلاّ دمُ المتعة والقِرَانِ ، فذكرَ هذه الآيةَ في جوازِ الأكل مما يُذْبَحُ . وَقِيْلَ : التَّفَثُ هو الوسخُ والقَذرُ من طولِ الشَّعر والأظفارِ ، وقضاؤه وإذهابهُ وإزالته . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ } ؛ يعني نَحْرَ ما نَذَرُوا من البُدْنِ ، وَقِيْلَ : يعني ما نَذَرُوا من أعمال البرِّ في أيامِ الحجِّ ، وربَّما نَذَرَ الرجلُ أن يتصدَّقَ إنْ رَزَقَهُ اللهُ لقاءَ الكعبة . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلْيَطَّوَّفُواْ بِٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ } ؛ يعني طوافَ الزِّيارةِ بعد التروية ، أما يومُ النَّحرِ وما بعده فيسمَّى طوافَ الإفَاضَةِ . والعتيقُ القديْمُ ؛ لأنه أولُ بيتٍ وُضِعَ للناسِ . وَقِيْلَ : " أُعْتِقَ من أيدِي الْجَبَابِرَةِ ، فَلاَ يَظْهَرُ عَلِيْهِ جبَّارٌ قَطْ إلاّ أذلَّهُ اللهُ " وعن ابنِ عبَّاس قال : " حَجَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَلَمَّا أتَى وَادِيَ عَسَفَانَ قَالَ : " لَقَدْ مَرَّ بهَذا الْوَادِي نُوحٌ وَهُودٌ وَإبْرَاهِيْمُ عَلَى بَكْرَاتٍ حُمْرٍ خَطْمُهُنَّ اللِّيْفُ ، يَحُجُّونَ الْبَيْتَ الْعَتِيْقَ " " .