Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 22-22)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } ؛ أي لا يَحْلِفُ ذوُو الغِنَى والسَّعَةِ منكم أن يُعطوا ذوي القُربَى والمساكين والمهاجرينَ من مكَّة إلى المدينةِ . نَزَلَ ذلكَ في أبي بَكْرٍ رضي الله عنه حين بَلَغَهُ مقالةُ مُسْطَحٍ وأصحابه في خَوْضِهِمْ في أمر عائشةَ ، حَلَفَ باللهِ لاَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ . قِيْلَ : إنَّهُ دَعَاهُ وَقَالَ لَهُ : ( أغْدُوكَ يَا مِسْطَحُ بمَالِي وَتُؤْذِيْنِي فِي وَلَدِي ؟ وَاللهِ لاَ أُنْفِقُ عَلَيْكَ ) . وكان مِسْطَحُ ابنَ خالةِ أبي بكرٍ رضي الله عنه ، وكان مِسْطَحُ مِن المهاجرين البدريِّين . فلمَّا نزلت هذه الآيَةُ تَلاَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أبي بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ : ( بَلَى ؛ أُحِبُّ أنْ يَغْفِرَ اللهُ لِي ، أُطِيْعُ رَبي وَأُرْغِمُ أنْفِي وَأرُدُّ النَّفَقَةَ عَلَيْهِ ) . وقولهُ تعالى { أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ } معناهُ : أن لا يؤتُوا فحذفَ ( لا ) . قال ابنُ عباس : ( قَالَ اللهُ لأَبي بَكْرٍ رضي الله عنه : قَدْ جَعَلْتُ فِيْكَ يَا أبَا بَكْرٍ الْفَضْلَ وَالْمَعْرِفَةَ باللهِ وَصِلَةَ الرَّحِمِ ، وَجَعَلْتُ عِنْدَكَ السَّعَةَ فَأُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ ، فَلَهُ قَرَابَةٌ وَلَهُ هِجْرَةٌ وَلَهُ مَسْكَنَةٌ ) . وقولهُ تعالى : { وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ؛ قال مقاتلُ : " قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبي بَكْرٍ : " أمَا تُحِبُّ أنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكَ ؟ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " فَاعْفُ وَاصْفَحْ " قَالَ : قَدْ عَفَوْتُ وَصَفَحْتُ ، لاَ أمْنَعُهُ مَعْرُوفِي بَعْدَ الْيَوْمِ أبَداً ، وَقَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَ مَا كَانَ قَبْلَ الْيَوْمِ "