Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 22-22)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ } ؛ قال المفسِّرون : هذا إنكارٌ مِن موسى أن يكونَ ما ذكَرَ فرعونُ نعمةً على موسى ، واللفظُ لفظ خبَرٍ وفيه تبكيتٌ للمخاطَب على معنى : إنَّكَ لو كنتَ لَمْ تقتُلْ بنِي إسرائيل كانت أُمِّي مُسْتَغنِيةً عن قذفِي في أليَمِّ ، فكأنَّكَ تَمُنُّ عليَّ بما كان بلاؤُكَ سبباً لهُ . وَقِيْلَ : معناهُ : إنَّ فرعونَ لَمَّا قالَ لِمُوسى : ألَمْ نُرَبكَ فِيْنَا وَلِيْداً ؟ قالَ لهُ موسى : تلكَ نِعْمَةٌ تعدُّها عليَّ لأنَّكَ عَبَّدْتَ بَنِي إسرائيلَ ؛ أي استعبَدْتَهم ، ولو لَم تعبدْهم لكفَلَني أهلِي فلم يُلْقُونِي في اليَمِّ . يقالُ : استعبدتُ فلاناً وأعْبَدْتُهُ وَتَعَبَّدْتُهُ وَعَبَّدْتُهُ ؛ أي اتَّخَذْتُهُ عَبداً . وَقِيْلَ : معنَى الآيةِ : أتَمُنُّ علَيَّ بذلكَ وأنتَ استعبدتَ بني إسرائيلَ ، فأبطلْتَ نعمتَكَ عليَّ بإسَاءتِكَ إليهم باستعبادِكَ إيَّاهم ؟ وبأنْ أخَذْتَ أموالَهم وأنفقتَ على موسى منها ؟ وكانت أُمِّي هي التي ترَبيني ، فأيُّ نعمةٍ لكَ علَيَّ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَنْ عَبَّدتَّ } في موضِعها وجهان ؛ أحدُهما : النصبُّ بنَزعِ الخافضِ ، والثانِي : الرفعُ على البدلِ مِن ( نِعْمَتِي ) .