Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 89-89)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } ؛ معناهُ : مَن وَافَى عرصاتِ القيامةِ بالحسَناتِ ، فلهُ ثوابٌ آجَرُ وأنْفَعُ منها . وَقِيْلَ : معناهُ : مَن جاء بالإيْمانِ . قال أبو معشَرٍ : ( كَانَ إبْرَاهِيْمُ يَحْلِفُ مَا يَنْثَنِي : أنَّ الْحَسَنَةَ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ) . وقتادةُ : ( الْحَسَنَةُ هِيَ الإخْلاَصُ ) . وَالمعنى : مَن جَاءَ بكلمةِ الإخلاصِ بشَهَادَةِ أنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ يومَ القيامةِ ؛ أي مَن وافَى يومَ القيامة بالإيْمَانِ فله خيرٌ منها . قال ابنُ عبَّاس : ( فَمِنْهَا يَصِلُ الْخَيْرُ إلَيْهِ ) أي لهُ مِن تلك الحسَنةِ خيرٌ يومَ القيامةِ ، وهو الثوابُ والأمنُ مِن العذاب . و ( خَيْرٌ ) ها هنا اسمٌ مِن غير تفضيلٍ ؛ لأنه ليسَ خيرٌ مِن لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ، ولكنَّهُ منها خيرٌ . وقال بعضُهم : دخلتُ على علِيِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه فقالَ لِي : ( ألاَ أنَبؤُكَ بالْحَسَنَةِ الَّّتِي مَنْ جَاءَ بهَا أدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ ، وَالسَّيِّئَةِ الَّتِي مَنْ جَاءَ بهَا أدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ ، وَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ عَمَلاً ؟ ) قلتُ : بَلَى ، قالَ : ( الْحَسَنَةُ حُبُّنَا ، وَالسَّيِّئَةُ بُغْضُنَا ) . ومعنى { خَيْرٌ مِّنْهَا } : رضوانُ اللهِ . وَقِيْلَ : الأضعَافُ بعطيَّةِ اللهِ بالواحدة عَشْراً فصاعِداً . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ } ؛ قرأ أهلُ الكوفة ( فَزَعٍ ) منوناً بنصب الميمِ ، وقرأ الباقونَ بالإضافةِ ، واختارَهُ أبو عُبيدٍ لأنه أعَمُّ ويكون شَامِلاً لجميعِ فَزَعِ ذلك اليومِ ، وإذا كان منَوَّناً كان الفزعُ دونَ فزعٍ . وقال أبو علِيِّ الفارسي : ( إذا نُوِّنَ يَجُوزُ أنْ يَكُونَ الْفَزَعُ وَاحِداً ، وَيَجُوزُ أنْ يَعْنِي بهِ الْكَثْرَةَ لأنَّهُ مَصْدَرٌ ، وَالْمَصَادِرُ تَدُلُّ عَلَى الْكَثْرَةِ وَإنْ كَانَتْ مُفْرَدَةَ الأَلْفَاظِ كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ : { وَإِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } [ لقمان : 19 ] ) . قال الكلبيُّ : ( إذا أطْبَقَتِ النَّارُ عَلَى أهْلِهَا فَزِعُواْ فَزْعَةً لَمْ يُفْزَعُواْ مِثْلَهَا أبَداً ، وَأهْلُ الْجَنَّةِ آمِنُونَ مِنْ ذلِكَ الْفَزَعِ ) .